جلال آباد، أفغانستان ، وكالات:مع جني محصول وفير من الأفيون هذا العام الذي تمول عائداته حركة طالبان، تنظر السلطات الأفغانية في اللجوء إلى مبيدات الأعشاب للقضاء على حقول زراعة المخدرات.وعلى الرغم من معارضة الرئيس الأفغاني حميد كرزاي الشديدة للخطوة وتخوف علماء الغرب من مخاطر رش المبيد من الجو، إلا أن المسؤولين الأمريكيين في كابول وواشنطن ينظرون بجدية في الخيار حال فشل الجهود الأخرى القائمة لخفض حجم المحصول العام المقبل.وقال الجنرال الأفغاني محمد داوود داوود على هامش مؤتمر يناقش وسائل مكافحة زراعة الأفيون في جلال آباد، عاصمة إقليم "نانغاهار" الذي كان يوماً الشريان الحيوي لزراعة الأفيون في أفغانستان، "هذا العام سنراقب عن كثب كيف تسير الأمور، وسننظر العام المقبل، موسم عام 2008، في الأمر.ويعد الإقليم نموذجاً لنجاح الجهود القائمة لمكافحة الأفيون حيث شهد إنتاجه هناك تراجعاً مقارنة بإجمالي الناتج الأفغاني من المادة، الذي بلغ 82% من الإنتاج العالمي للمخدر - يستخرج منه 90% من الهيروين، وفق إحصائية الأمم المتحدة والولايات المتحدة.وأستبعد داوود جدوى استخدام الطائرات لرش المبيد في "هليمند" الذي أنتج 42% من محصول الأفيون الأفغاني هذا العام "في مقدور طالبان إسقاط الطائرات التي يجب أن تطير على علو منخفض.. لديهم صواريخ.. لن يمكننا رش المبيدات هناك."وأوضح الجنرال الأمريكي المتقاعد باري ماكفري، أحد أباطرة مكافحة المخدرات في الإدارة الأمريكية السابقة أن اللجوء إلى المبيدات العشبية هو الوسيلة الوحيدة للحفاظ على المشروع الأمريكي في أفغانستان، قبيل أن تقوض عائدات زراعته الحكومة المنتخبة.وأضاف قائلاً "نعرف تحديداً أين تقع تلك الحقول وهي مكشوفة ويسهل القضاء عليها.. استخدام الطائرات لرش المبيد سيكون أكثر فعالية.. سبق وأن أخبرت البنتاغون لم تواجهوا إنتاج المخدرات ستغادرون أفغانستان جرياً."ويمثل فشل القضاء على زراعة الأفيون أعظم إخفاقات الجهود الدولية في أفغانستان منذ الغزو الأمريكي في أواخر العام 2001م .ولم تنتج أفغانستان إبان حكم حركة طالبان المتشددة أي أفيون عام 2000م .وازدهرت زارعة الأفيون بصورة واسعة في جميع أنحاء البلاد منذ سقوط الحركة حيث قفزت إلى 59% هذا العام وأنتجت الحقول 6700 طناً من المادة المخدرة جني منها المزارعون الأفغان 750 مليون دولار.وبيعت المادة بـ50 مليار دولار في شوارع العالم، تحديداً في أوروبا، وفق تقرير للأمم المتحدة.وتصدرت زراعة الأفيون لتصبح أهم المحاصيل وأهم دعائم الاقتصاد الأفغاني رغم مئات الملايين من الدولارات التي ضختها واشنطن ولندن لمكافحة زراعة المادة وتوفير محاصيل بديلة.ويقول الخبراء إن عائدات المخدر تنعش الحركات المسلحة حيث يبسط قادة طالبان حماية على المزارعين في أهم مناطق زراعته في إقليمي "هليمند" و"قندهار" مقابل "أتاوات" تتراوح بين 30 إلى 40% من عائداته.وتستخدم العائدات لتجنيد مقاتلين جدد.ويجمع الخبراء أن نجاح القضاء على زراعة الأفيون في أفغانستان قد يستغرق عقوداً كاملة.ويرى العديد من المسؤولين الأفغان أن القضاء على زراعة الأفيون معضلة للعالم الخارجي وليست قضية محلية حيث يوجد قرابة 150 ألف أفغاني مدمن مقارنة بثلاثين مليون نسمة.ويقع الرئيس الأفغاني بين مطرقة تشجيع جهود القضاء على الأفيون باستخدام مبيدات الأعشاب ليفقد بذلك دعم 3 ملايين شخص تمثل زراعته مصدر دخلهم الوحيد وسندان التقاعس عن ذلك ليشاهد بنفسه تقويض حكومته على يد الحركات المسلحة التي يمولها المخدر.
أخبار متعلقة