تقودها عناصر متطرفة في الإسلام السياسي
صنعاء/ نبأ نيوز:اجتاحت حرب قذف أعراض اليمنيات طول البلاد وعرضها، تقودها عناصر كبرى في الأحزاب الإسلامية اليمنية، مفجرة موجة غضب عارمة، واعتصامات شملت أمس جميع مدارس أمانة العاصمة، حذرت خلالها نقابة المهن التعليمية بإضراب شامل في جميع مدارس الجمهورية إن لم تضع السلطات حداً لحملات المداهمات المسلحة لمدارس البنات من قبل المتطرفين من أعضاء المجالس المحلية، فيما هددت عضو لجنة الاعتصام- لبنى الارياني- بالنزول إلى الشارع بجميع التربويين والتربويات وأولياء الأمور، إن عجزت السلطات عن رد الاعتبار لهم بمعاقبة المسيئين وفقاً للقوانين النافذة والأحكام الشرعية للدين الحنيف..حرب قذف أعراض اليمنيات والتحريض على مدارس البنات ليست حربا وهمية، بل نقلتها الفضائيات من خلال جلسة برلمانية اتهم فيها النائب (الإصلاحي) محمد الحزمي مدارس البنات بتدريس الثقافة الجنسية للبنات، وقال أنها تدرس ذلك بكتيبات وزعتها المنظمات.. وفي محافظة أبين تم توزيع منشورات تتهم نساء المحافظة بالفجور وتدعو إلى إقامة الحدود الشرعية على نساء أبين. وفي محافظة شبوة تم اقتحام دورة تدريبية لجمعية النشء الجديد تقام بتعاون الاتحاد الأوروبي تضم نساء شبوة ومأرب وأبين، وتم التهجم على النساء والطعن بشرفهن على مرأى ومسمع الجميع، ثم محاولة الاعتداء عليهن ضرباً.. بينما لم تتوقف منابر بمحافظة البيضاء عن شن هجومها على مدارس البنات وقذف أعراضهن بتهمة الديمقراطية والمجتمع المدني، وتوزيع منشورات للتشهير بهن.. فيما تواصل صحف معروفة بانتمائها الحزبي حملة القذف والتشهير.أما أمانة العاصمة، فقد شهدت الأحد الماضي أوسع ملتقى للتربويين والتربويات احتضنته قاعة ثانوية أروى للبنات بأمانة العاصمة- وقاطعه الإعلام الرسمي والحزبي للمؤتمر والمعارضة- وانفردت «نبأ نيوز» وصحيفة أخرى مستقلة بحضوره- حيث أعرب مدراء ومديرات المدارس عن بالغ استيائهم من موجة الاعتداءات التي طالت مديرات المدارس من قبل أعضاء متشددين في المجالس المحلية، والتي كان آخرها الاعتداء على مديرة مدرسة سكينة بأمانة العاصمةوأماط الاعتصام التربوي النقاب عن تفاصيل عملية اقتحام مدرسة سكينة، والاعتداء الهمجي على مديرتها جميلة العنسي، مؤكداً وقوف عناصر حزب (الإصلاح) وراء الحادث، وتورط وسائل إعلامه في التشهير بالمديرة لصالح زوجة أحد الإعلاميين لديه، والتي تم تسليمها المدرسة باعتبار أن مدرسة «سكينة» هي جزء من إرث المعاهد والمدارس الإسلامية التي «أممها» الحزب الحاكم، وآن الأوان «لعودة المال لأصحابه»، خاصة وأنها محاطة بأربعة جوامع يديرها مشايخ (الإصلاح)! وفي تصريح خاص روت الأستاذة جميلة العنسي- مديرة المدرسة- ما حدث، قائلة: كان عندنا يوم إضراب، وكنت خارج المدرسة، وجميع المدرسين متواجدون داخل المدرسة، فاتصلوا بي قائلين بأن فارس الذيفاني وضيف الله الهالك- عضوي المجلس المحلي- دخلا و»أكسوا» على جميع المدرسين رغم أنهم داخل المدرسة..وأضافت: «كان المدرسون مستائين، فعملت على تهدئة الموقف، وقلت لهم أني قادمة الآن، وجئت للمدرسة، ففوجئت أنهم ينتظرونني بسيارة خارج المدرسة، وإذا بهم يسبونني ويشتمونني ويلعنون أبي.. فدخلت وأغلقت باب المدرسة، فإذا بهم يدخلون عبر السور لعدم وجود من يفتح لهم البوابة، ودخلوا إلى مكتبي وهم مسلحون ، وتهجموا علي، ولم استطع عمل شيء، فاتصلت بقسم الشرطة، فجاءت الشرطة إلا أن المذكورين هربوا».طلبات لا أخلاقية وتستأنف المديرة، قائلة: « نحن دائما نتعرض للانتهاكات، حيث يحضر إلينا ناس من خارج المدرسة، ويطلبون مننا جعل الهواتف السيارة بأيدي الطالبات، ويريدوننا أن نفتح لأحزاب أخرى دورات محو أمية.. نتعرض لضغوطات كثيرة من قبل المجلس المحلي»..أوامر بعسكرة مدارس البنات وتابعت المديرة: «لقد فوجئنا في اليوم الثاني أن الأخ مدير المديرية الذي وجهنا له شكوى بما حدث لي، يرد علي بتحويلي للتحقيق.. وفي اليوم الثالث نفاجأ بان فارس الذيفاني أرسل لنا عسكراً إلى داخل المدرسة، وأبقاهم ( 8 ) أيام بين الطالبات، فعملنا محضراً، وأبلغنا الإخوة المسئولين ما سبب وجودهم بين الطالبات لمدة أسبوع، وحوش المدرسة صغير.. كما أبلغنا مدير المديرية بان هذا مخالف للقانون، لكنه لم يرد علينا، ولم يرد الاعتبار لنا..»الطرد لمن يحتجوتكشف الاستاذة جميلة العنسي: إن سر ما حدث قائلة: «المدرسة، وهي من زمان كانت تابعة لحزب الإصلاح، لكننا أرجعناها مدرسة طبيعية، ولا يحق للطالب فيها غير كتابه ودفتره وقلمه، والدين لله والوطن للجميع.. كما إن الحي الذي تقع فيه المدرسة أغلبية سكانه من اتباع حزب ( الإصلاح )، والجوامع التي حولي والتي قامت بتوزيع المنشورات يديرها (الاصلاح) ، وهي أربعة: جامع الفتح، وجامع الحذيفة، وجامع فاطمة، وجامع الرحمة، كل هذه الجوامع كانت بيوتاً لله سبحانه وتعالى، وأصبحت مرتعاً للسب والشتم..»وأكدت أنها ضحية «حرب سياسية»، مستدلة بالمنشورات التي وزعت، والخطب في الجوامع على مديرة المدرسة، «وكأنهم نسوا قضية غزة، والمشاكل الوطنية التي تعاني منها البلاد، وتفرغوا للإساءة لمديرة المدرسة، ولشرفي وسمعتي..»- على حد تعبيرها. لكن الأستاذة لبنى الارياني- مديرة مدرسة الخليل إبراهيم بالسبعين، وعضو لجنة الاعتصامات- رفضت الخوض في الجانب الحزبي والسياسي، وقالت أنهم يتعاطون مع القضية كمشكلة تربوية وحسب..وقالت: إن ما حدث للمديرة جميلة العنسي يعد «اعتداء سافراً يمس كل التربويين، الذين يمثلون الشريحة الأهم في المجتمع، ولا يجب أن نسكت ونتغاضى عما حدث». وأكدت أنهم كنقابة وكمدراء مدارس لن يكتفوا ببيانات الشجب والتنديد وسيرفعون قضية على عضوي المجلس المحلي المذكورين، وإن الاعتصامات ستستمر إلى أن يتم رد اعتبار للمديرة، والذي هو بمثابة رد اعتبار لكل التربويات..وحذرت لبنى الارياني إذا لم يردوا الاعتبار للمديرة ولنا كتربويين سننزل إلى الشارع جميعاً ومعنا كل أولياء الأمور لوضع حدٍ لما يجري، فالقضية ليست قضية مدرسة سكينة بل أنها قضية وطنية طالما الاعتداءات تتكرر هذه الأيام في العديد من محافظات الجمهورية.. ونوهت إلى أنهم لن يصبروا طويلاً حتى يرد الاعتبار لهم بل سيصعدون الموقف.. وأعربت عن استيائها من تدخل أعضاء المجالس المحلية بشئون التربويين رغم أنها أمور لا تخصهم..القاعة التي غاصت بمديرات ومدراء المدارس وأعضاء النقابة، كذلك غاصت بالانفعال، وتعالت فيها الأصوات الرافضة لأي تسويات أو حلول بغير القضاء وإحالة عضوي المجلس المحلي إلى النيابة.. فيما كان هناك من يطالب بالنزول الفوري إلى الشارع وإغلاق المدارس حتى يدافع أولياء الأمور عن أعراضهم التي أنتهكت داخل البرلمان على مرأى ومسمع العالم، وانتهكت بمنشورات وهم يتفرجون، كما لو أنهم ينتظرون أن يذبحن في الشوارع على أيدي المتطرفين ليتحركوا.. عدد من المدراء والمديرات اعتبروا ما يحدث من استهداف هو موقف سياسي مرتبط بالانتخابات، وإن كل الذين يشنون هذه الحملات هم ممن يحرمون مشاركة المرأة ويحاولون إرهابها من الآن لمنعها من المشاركة، فاستغلوا مسائل الشرف لحساسيتها لدى الناس.. مستهجنين أن يبلغ السقوط السياسي حد التفريط بالأعراض..!!وطالبت بعض المديرات بإصدار قرار يمنع دخول أعضاء المجالس المحلية لمدارس البنات إلا بترخيص مسبق من مدير إدارة التربية..ورغم أن أمين العاصمة اصدر توجيهاً بتمكين المديرة جميلة العنسي من عملها، إلاّ أن النقابة قررت مواصلة الاعتصامات وستعقد يوم غد الاثنين لقاء مع المعنيين بوزارة الإدارة المحلية والتربية والتعليم ومجلس النواب.. فأما رد الاعتبار وإما إغلاق المدارس..مديرات المدارس خرجن أخيراً: مكسورات الخاطر.. تحوم الدموع بأعينهن.. غير مصدقات أن أعراضهن تنتهك من فوق منابر مساجد الله وفي بلد الإيمان.. وثمناً للعبة سياسية قذرة!!