قال ان القاعدة تحولت إلى الاتجار في أشياء غير مشروعة «على نمط المافيا»
يبكون ضحايا القتل المجاني في العراق
بغداد/14 أكتوبر/ من روس كولفين: قال الجنرال ديفيد بتريوس أكبر قائد عسكري أمريكي في العراق أمس السبت إن العراق ابتعد عن حافة الحرب الأهلية ولكن المكاسب الأمنية التي تحققت في الآونة الأخيرة هشة وما زال بالإمكان أن تتقوض. وفي تصريح صحفي بمناسبة انتهاء العام قال بتريوس للصحفيين انه يعتقد ان تنظيم القاعدة هو العدو الرئيسي في العراق لأنه يهدف إلى إشعال العنف الطائفي مرة أخرى. وأشار أيضا إلى التقدم الذي أحرزته قوات مجالس الصحوة العراقية وقال ان الهجمات التي تستخدم فيها أسلحة إيرانية تقلصت وأشاد بدور سوريا والمملكة العربية السعودية في الحد من تدفق المقاتلين الأجانب على العراق. وقال بتريوس في تقييم للموقف الأمني الشامل في العراق ان التقدم الذي أحرز بشأن كبح العنف الطائفي في العراق «هش في كثير من المناطق وقد يتقوض». وسيتمثل التحدي في عام 2008 وهو العام السادس للحرب في إمكانية زيادة المكاسب الأمنية ومساعدة العراق على استئناف خدماته وتوفير فرص العمل والإسراع بإحراز تقدم في عملية المصالحة الوطنية. وقد يتحقق هذا في الوقت الذي تمضي فيه القوات الأمريكية قدما في الانسحاب المقرر لنحو 20 ألف جندي من العراق بحلول منتصف العام. ولن تنسحب القوات الأمريكية كلية من المناطق لكنها «ستقلص» وجودها وتسلم المهام الأمنية تدريجيا للقوات العراقية. وقال بتريوس «سيظهر النجاح ببطء وبشكل متقطع مع حدوث انتكاسات ومكاسب. ومن المؤكد أنه سيكون هناك قتال عنيف وأيام وأسابيع أكثر صعوبة ولكن بعدد أقل إن شاء الله.» وعزا تراجع العنف الذي قال انه كان قد دفع العراق الى «حافة الحرب الأهلية» إلى زيادة القوات الأمريكية وتحول عشائر عربية سنية ضد تنظيم القاعدة وكذلك إلى وقف إطلاق النار الذي أعلنه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر المناهض للولايات المتحدة. وقال بتريوس إن العنف انخفض بنسبة 60 في المائة من يونيو وأصبح متوسط الهجمات الآن ما بين 40 و45 يوميا. كما انخفض عدد القتلى في صفوف المدنيين بنسبة 75 في المائة عن عام مضى. غير ان الأرقام التي أعلنت في المؤتمر الصحفي أوضحت ان عدد الهجمات الانتحارية باستخدام سيارات ملغومة أو أحزمة ناسفة بدأ يرتفع مجددا ببطء بعد ان كان قد وصل إلى أدنى معدل له في أكتوبر تشرين الأول. وأدى هجومان انتحاريان على دوريات لمجالس الصحوة المدعومة من الولايات المتحدة يوم عيد الميلاد إلى مقتل 33 شخصا على الأقل في مدينة بيجي بشمال العراق وفي مدينة بعقوبة. وقتل عشرة أشخاص في انفجار سيارة ملغومة بوسط بغداد يوم الجمعة. وقال بتريوس ان معظم الهجمات نفذتها القاعدة في شمال العراق حيث يقول قادة أمريكيون أنهم يعيدون تنظيم صفوفهم بعد طردهم من بغداد ومحافظة الانبار بغرب العراق. وقال «نعتبر ان القاعدة هي على وجه الدقة العدو الأكبر الذي يواجهه العراق لأنها العدو الذي ينفذ معظم الهجمات المروعة.. وتبدو اشد عزما على إشعال العنف الطائفي العرقي مرة أخرى.» وقال ان القاعدة تحولت الى الاتجار في أشياء غير مشروعة «على نمط المافيا» لتمويل عملياتها بعد حدوث انخفاض في التمويل الخارجي لديها كما عززت مشروعاتها في العقارات وتجارة السيارات والاسمنت والأعمال المصرفية. وتشارك الميليشيات الشيعية في أنشطة مماثلة. وقال بتريوس ان بعض الدول في المنطقة فرضت قيودا مشددة على عمليات التمويل مما جعل من الصعب على المقاتلين دخول العراق «وثبط همة الشباب على انتهاج الأنشطة المتطرفة». وقال «وقعت بعض الأحداث المهمة للغاية خلال الشهرين المنصرمين لا سيما في الدول المجاورة والخليج. اتخذت سوريا إجراءات للحد من تدفق المقاتلين الى العراق عبر أراضيها.» وقال بتريوس انه يأمل ان يعمل الزعماء الإيرانيون وفقا لوعودهم للحكومة العراقية والمتمثلة في وقف تدريب وتسليح وتوجيه الميليشيات الشيعية وهي ممارسات تنفيها إيران. وقال انه حدث انخفاض في عدد الهجمات التي تستخدم فيها أسلحة إيرانية الصنع مثل القذائف الصاروخية والقنابل الفتاكة الخارقة للدروع والصواريخ ذات الأعيرة الكبيرة والأسلحة المضادة للطائرات.