شريف يعود إلى بلاده بعد 7 سنوات من المنفى
إسلام آباد / وكالات :عاد رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف أمس الأحد إلى بلاده بعد سبع سنوات قضاها المنفى وأعلن تلفزيون الدولة هبوطه طائرته في لاهور شرقي البلاد، ويرى بعض المراقبين أن عودة شريف للبلاد قبيل انعقاد الانتخابات البرلمانية المقررة 8 يناير تهديد للحزب الحاكم في الانتخابات المقبلة. وقال رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف لدى عودته من منفاه في باكستان الواقعة تحت حالة طوارئ أمس الأحد إنه عازم على تخليص البلاد من الدكتاتورية. وأعلن الرئيس برويز مشرف قائد الجيش الذي أطاح بشريف في انقلاب قبل ثمانية أعوام حالة الطوارئ في الثالث من نوفمبر ولكنه وافق على السماح لشريف بالعودة إلى البلاد من منفاه في السعودية. وقال شريف لهيئة الإذاعة البريطانية في اتصال هاتفي لدى عودته إلى مدينته لاهور قادما من المدينة المنورة في السعودية "نريد الديمقراطية ولا شيء غير ذلك.. أنا هنا كي ألعب دوري وكي أبذل قصارى جهدي لأخلص البلاد من الدكتاتورية." يشار إلى انه في 12 أكتوبر1999 أطيح بحكومة نواز شريف المدنية في انقلاب عسكري وحكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة الخطف والإرهاب، كما أدين بتهم تتعلق بالفساد وحرم من كافة الأنشطة السياسية فذهب للعيش إلى المنفى.وكانت المعارضة الباكستانية قد حزمت أمرها بشأن الانتخابات العامة وقررت مقاطعتها إذا لم تلب الحكومة أربعة شروط وضعت في مجملها الرئيس برويز مشرف بين خيارين أحلاهما مر, مع مطالبة بعودة حرس القضاء القديم أو مواجهة ثورة شعبية شعارها الوحيد "لا لنظام مشرف".حركة استعادة الديمقراطية المعارضة التي تضم 32 حزبا على رأسهم حزب رئيس الوزراء السابق نواز شريف والأحزاب الإسلامية الستة, أنذرت حكومة مشرف بمقاطعة الانتخابات العامة ما لم ترفع حالة الطوارئ ويسحب الدستور المؤقت ويعود القضاة المعزولون إلى مناصبهم ويفرج عن المعتقلين، وذلك كله في مهلة مداها أربعة أيام, وإلا فإن الرد سيكون تحركا شعبيا مدويا.عن هذا التهديد قال رئيس حزب "إنصاف" المعارض عمران خان "نحن نعلم أن الجنرال مشرف لن يستجيب لمطالبنا ولكننا أرسلنا له رسالة واضحة وإن لم يستجب فسنعمد إلى تأجيج الشارع ضده".يشار إلى أن مطالبة المعارضة بعودة القضاة المعزولين من شأنه أن يهدم كل ما بناه مشرف من خلال فرض حالة الطوارئ. وفيما تؤمن المعارضة بأن الانتخابات لن تكون حرة ونزيهة إلا من خلال وجود قضاء حر ونزيه عنوانه كبير القضاة المعزول افتخار شودري, فإن الاستجابة لهذا المطلب تعتبر بمنزلة انتحار سياسي من قبل الجنرال مشرف.وفي مقابل ضغوط المعارضة المستمرة منحت لجنة الانتخابات صك نجاة آخر للرئيس مشرف بتأكيدها رسميا انتخابه رئيسا للسنوات الخمس القادمة في ظل تساؤلات عن إمكانية استمرار دعم الإدارة الأميركية له لا سيما بعد أن يتخلى عن زيه العسكري.وقال رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الأسبق حميد جل إن الولايات المتحدة لن تبقي دعمها لرجل فقد الشعبية في بلاده لا سيما بعد أن ينزع بزته العسكرية. وأوضح أن تجربة واشنطن السابقة مع شاه إيران ستعيد نفسها في باكستان مع مشرف. وتبقى الكرة في ملعب رئيسة حزب الشعب بينظير بوتو التي دعتها أحزاب المعارضة للمضي معها نحو ديمقراطية طال الحلم بها سواء نزع مشرف زيه العسكري أم لم ينزع.