"28 " قتيلا بينهم "12 " طفلا قضية اللاجئين السودانيين:
قضية اللاجئين السودانيين في مصر
القاهرة / وكالاتطالبت المعارضة المصرية باستقالة وزير الداخلية حبيب العادلي الذي حملته مسؤولية مقتل 28 لاجئا سودانيا على الاقل خلال انهاء اعتصام للاجئين السودانيين في القاهرة الجمعة. وطلب ممثلو احزاب المعارضة الثلاثة الرئيسية, جماعة الاخوان المسلمين والوفد والتجمع خلال مناقشة في مجلس الشعب بفتح تحقيق برلماني. ودافع وزير الدولة لشؤون مجلس الشعب مفيد شهاب عن العملية التي نفذتها الشرطة مؤكدا ان المتظاهرين هاجموا قوات الامن, لكنه عبر باسم الحكومة عن اسفه لسقوط ضحايا. وقال شهاب ان 26 سودانيا قتلوا واصيب 73 بجروح كما اصيب 108 من رجال الشرطة. وقال انه تم نقل 2174 سودانيا الى اربعة مراكز. وقال شهاب انه سيتم ترحيل من لا يحملون تصاريح اقامة الى السودان بالتنسيق مع السلطات السودانية, وسيتم اخلاء سبيل الباقين. انتحبت حليمة بركة بصمت وهي تتذكر كيف فقدت ابنها (11 عاما) بسبب حالة الفزع التي سادت عندما فض رجال الشرطة المصرية اعتصاما للاجئين السودانيين يوم الجمعة مما أسفر بحسب الحصيلة الرسمية عن سقوط 26 قتيلا على الاقل. وقال متحدث باسم السفارة السودانية في القاهرة لوكالة إن 12 طفلا و8 سيدات و7 رجال قتلوا اثناء او نتيجة تدخل الشرطة الذي اثار انتقادات واسعة من قبل الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية مصرية. أما عبد العزيز محمد وهو سوداني فقد ابنته فقال بصوت خفيض انه لا يعرف كيف يتصرف بجثة ابنته التي لم تتم شهرها العاشر وترقد في مشرحة أحد المستشفيات. وكان مسؤول في المشرحة قال الاحد ان عدد القتلى السودانيين في الاشتباك مع الشرطة وصل الى 27 بينهم 11 طفلا. وبالقرب من محمد أخذ الناس يفتشون بشكل محموم بين أكوام من الصور والكتب وغيرها من المتعلقات التي تركت على أرضية كنيسة بعد نقل اللاجئين من موقع الاعتصام. وقالت بركة كنت مرهقة. سادت الفوضى ولم استطع العثور عليه. لا أعرف ان كان ميتا أم حيا. وكانت بركة تقف في غرفة متواضعة في كنيسة نوتردام التي تأوي زهاء ألفين من نحو 2500 محتج سوداني أخرجتهم الشرطة قسرا من مخيم اعتصام بالقرب من مكاتب مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين في حي راق بالقاهرة. وقال الاب كلاوديو لوراتي نائب المطران لشؤون الافارقة بالكنيسة لرويترز ان اللاجئين جاءوا الى الكنيسة للحصول على أغطية وأدوية. وأضاف كثير منهم حضروا للقاء بعضهم بعضا. هناك من يبحثون عن أقارب لهم وأصدقاء. هناك من يبحثون عن مستندات تخصهم .وتابع أن اللاجئين يأتون الى الكنيسة في الصباح وينصرفون بعد ساعات وأنه لا يتوقع أن يتجمعوا في فناء الكنيسة بالطريقة التي تجمعوا بها في الحديقة القريبة من مقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وأشار الى أن الكنيسة توزع مساعدات على اللاجئين تأتي من المفوضية وأقام المعتصمون في المخيم قرابة 3 أشهر وطالبوا المفوضية بنقلهم الى بلد اخر قائلين انهم يتعرضون لتفرقة عنصرية ولا تتوفر لهم وظائف وتعليم ورعاية صحية في مصر منذ هروبهم من السودان بسبب أعمال العنف. واستخدمت الشرطة خراطيم المياه وضربت الناس بالهراوات لاخراجهم من المخيم بعد أن فشل مسؤولون في اقناعهم بركوب حافلات بشكل طوعي. وفشلت المحادثات مع المفوضية لانهاء الاعتصام قبل ذلك بأسبوعين. وقالت فوزية آدم من غرب السودان نريد أن ننتقل الى بلد يعاملنا كبشر حيث يمكننا العيش في حرية. اسأل أي شخص.. لا نستطيع ارسال اطفالنا الى المدارس. والوظيفة الوحيدة التي يسمح لنا بشغلها هي الاشتغال بالنظافة.وأضافت الحكومة المصرية لن تساعدنا. والامم المتحدة لم تفعل شيئا. اذا لم يكن هناك حل فسنضطر جميعا الى قتل انفسنا. هذا هو الحل النهائي حتى يعرف العالم أنه من المستحيل العيش بهذا الشكل". ووصف مكتب مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين الوفيات بأنها مأساة لكنه قال ان المفوضية لا تستطيع نقل جميع اللاجئين الى بلد اخر لان الكثير منهم يبحثون فقط عن حياة أفضل وليسوا لاجئين هاربين من الصراع. وتعاني مصر من نسبة بطالة مرتفعة وتقول المفوضية ان المصريين انفسهم يعانون من مشاكل مشابهة في الحصول على الخدمات التي تقدمها الحكومة. ويقول اللاجئون ان التمييز زاد من سوء وضعهم. وذكر تقرير نشرته وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية أن الحكومة دعت لاجراء تحقيق في عدد الوفيات الكبير من النساء والاطفال. وقال التقرير ان الحكومة استبعدت اجراء تحقيق دولي مضيفة أن الشرطة استنفدت جميع الوسائل السلمية لانهاء الاعتصام. وأضافت الوكالة أن اللاجئين رشقوا الشرطة بالحجارة. ونقلت الوكالة عن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط قوله مصر تعاملت مع الموقف الناجم عن اعتصام اللاجئين السودانيين بحكمة وطول صبروسقط السودان في أتون حرب أهلية بين الشمال والجنوب استمرت لاكثر من عقدين وتسببت في نزوح أربعة ملايين شخص. وأسفر صراع منفصل في منطقة دارفور غرب السودان عن نزوح مليونين اخرين.