يأبى الإسرائيلي الا أن يكون المحتال والمراوغ والمخادع في كل الأزمان ، يأبى أن يكون له عهد ول ميثاق و اتفاق معه يلتزم به ويصونه ، وها نحن اليوم نراه ومن جديد يتحدث عن السلام من جهة ويقوم بالحفريات في الأقصى من جهة ثانية دون حساب للعرب والمسلمين ورغم كل المناشدات والاستنكار من العلماء رجال الدين .وها نحن نرى جرافاته تهدم المنازل في القدس بحجة أنها غير شرعية وتتعارض مع الجدار العنصري ، ويشرد العوائل ليصبحوا بلا مأوى بعد هدم بيوتهم ، ولا اعرف أن كانت مناظر النساء والأطفال والشيوخ الذين ظهروا على شاشة الفضائيات بعد اقتلاع منازلهم تركت آثارا عند حكامنا العرب وحركت مشاعرهم أم لا ؟ لا أدرى ماهو موقفهم من هؤلاء المواطنين بعد أن أصبحوا لاجئين في وطنهم بعد أن أصبحوا شيوخاً في أرضهم ، لا أدرى كيف سيرد العرب أن كانوا يفكرون بالرد من هذا العمل الظالم ، طرد الفلسطيني من أرضه عام 1947 – 1948م وما زلنا نطالب بعودته ، وماذا عن الفلسطيني الذي يطرد في عام 2007م ، لم تتوقف إجراءات الإسرائيلي على الحفريات بالأقصى وهدم المنازل ولكنها تمادت لتطول المقابر وما تسمعه وتتناقله الأخبار يتحدث عنه محامو وعلماء القدس يبعث الحزن والأسى والأسف بالنفس ، حيث قامت قوات الاحتلال بمصادرة ما يقارب 160 دونماً من مقبرة قامت الله في القدس والبالغة 200 دونم والتي تعد من أقدم المقابر ويدفن فيها ما يزيد على 70000 منهم من الصحابة ومنهم من الشهداء ومنهم من العلماء . استولت إسرائيل على هذه المقبرة وحولتها إلى مصلحة الأراضي الإسرائيلي تحت تصرف حال أملاك الغائبين ، وهذه الدائرة تتصرف بالأراضي كما تشاء ، علما أن المقبرة وقف إسلامي ولا يجوز للاحتلال تغيير معالم المقبرة كونها وقفاً إسلامياً . اعترفت إسرائيل بحفر 200 متر ونقلت عظامهم ولا أحد يعرف إلى أين ، وقامت ببناء متحف سمي ، متحف التسامح ، على مساحة 12 دونم برأسمال أمريكي – صهيوني يقدر 200 مليون دولار ، وباقي المساحة بنيت عليها الفنادق والروضات وغيرها . إسرائيل تحفر قبور موتانا وتبني مكانها المتاحف وتتحدث عن السلام ، تأخذ عظام موتانا وتتحدث عن السلام ، والرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الشريف كسر عظام الميت ككسره حيا ، والجلوس على قبر الميت محرم ، فما رأيك بكسر عظمه نعم ، نبش القبور حرام شرعاً ، فهل سنترك الصهاينة يعبثون بنا احياء وأمواتاً إلى متى ؟ الجواب عندكم يا أمة الإسلام ، يا أمة محمد ، والحساب لنا جميعاً .