صباح الخير
ما أجمل ذلك الصباح الرائع الذي نصحو فيه على أنشودة الوطن تعزف ألحانها أنامل معظم فئات الشعب ، أجد نفسي أتنطط فرحاً وسط هذا النشيد في كل صباح أحزم فيه حقيبتي أحمل فيها كل معاني الحب والوفاء لعملي ومهنتي وكل زملائي وزميلاتي الذين ربطتني بهم علاقة عمل على مر هذه السنوات أصبحوا جزءاً مني أبادلهم حباً ووفاء وأترحم على كوكبة سبقونا إلى دار الأخرة وأقف إجلالاً أمام هذه المؤسسة العملاقة ( 14 أكتوبر التي تعلمت فيها أبجديات العمل الصحفي ) كغيري ممن ترعرعوا وتربوا في حضنها وأصبحوا قامات شامخة . ولا أبالغ إن قلت إن ذلك الفرح الذي كان يتملكني كل صباح يكمن في معظمه أني أرى ذلك التطور الهائل التي شهدته مؤستي ( 14 أكتوبر ) في العمل الطباعي والتحريري واتجاهات أخرى لإصدار ملحقات أسبوعية متخصصة بعضها أصبحت لها صداها وتأثيرها بين القراء وبعضها الأخر مازال العمل جارياً لإصدارها . إن هذه الأعمال التطويرية التي شهدتها المؤسسة خلال عام ونصف تقريباً قد بعثت في أعماقنا حب العمل حب التواصل مع معشوقتنا بعثت في روحنا طاقة كامنة كانت قد دفنت في أعماقنا .إن لحظات الحب والفرح والتواصل مع الأعمال اليومية قد أنستني أشياء كان لابد أن أراعيها هي لحظاب الذات مع الإله، هي لحظات التوحد الحقيقية ليس لي فقط ولكن لكل بنى البشر حتى لايمروا بلحظات العجز التي عشتها كأصعب لحظات في حياتي عندما وجدت نفسي ألوك كسرة الخبز في الفك الذي أنشل وأصبحت عاجزاً عن المضغ تماماً على رغم من أنني استخدمت سبابه يدي اليمني ومازلت في بعض الأحيان استخدمها لمساعدة فمي بإعادة ما يتساقط من فتات الا أن تلك لم تكن سوى عامل مساعد ولم تكن البديل الحقيقي لعضو انشل تماماً ومدى شعوري باليأس والأحباط وما انتابني من هواجس وآلام ليلية ، ووسط هذه المواجع ولحظة الضعف أمام قدر إلهي ، كان عزائي في أسرتي التي تقبلت مزاجي المتقلب بصبر وجلد، أولئك الطيبين أصدقائي وزملائي وزميلاتي الذين اعتبرهم عشيرتي وقبيلتي الحقيقية التي ساندتني منذ اللحظة الأولى لمرضى بل ومازال بعضهم يتواصلون معي هاتفياً حتى اللحظة فمنهم من تحمل عناء الرحلة إلى منزلي ومنهم تواصل معي عبر الهاتف لم يكن ذلك فحسب ، وإنما كلف الأخ رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير الأخ / مدير التحرير بزيارتي رسمياً إلى منزلي وتواصل معي عبر الهاتف أيضاً .. لقد أحاطوني برعاية كاملة وشدوا من أزري وتعاونوا معي خلال فترة علاجي التي لم تنته بعد . ومما لاشك فيه أن هذا الموقف الإنساني النبيل الذي جاء من نبلاء ونبيلات الصحيفة والمؤسسة ومن رئيس مجلس إدارتها ومديرها ونائب مدير تحريرها قد ترك جميعاً في نفسي عظيم الأثر وحول لحظات الضعف إلى قدرة هائلة لأتجاوز هذه المحنة .أملي الا يرى الجميع أي مكروه وأن أرى الجميع بألف خير وتحياتي للطاقم الذي يبذل جهداً لمعالجتي حتى الآن .