إلى جميع أقارب وأصدقاء ومحبي المرحوم الشهيد البطل الأخ الدكتور صالح قاسم الجنيد الغائبون والحاضرون جميعاً أوجه إليكم خالص العزاء والمواسات واستهل مقولتي بالقول أنه بحق رجل شامخ شموخ الجبال الرواسي جبال نقم وشمسان – صبر وردفان.. إنه رجل المواقف – الشجاع ذو القلب الحنون رجل الوطن كل الوطن رجل حب الخير للناس كل الناس رجل الأخلاق الحميدة والوفاء والشهامة إنه بحق رجل دولة من الطراز الأول – وطني شغوفاً مفعماً بحب وطنه مخلصاً مثابراً صبوراً – محنكاً متواضعاً.لقد كان يعمل من دون كلل ولا ملل يتحرك هنا وهناك يقف مع الصغير ومع الكبير مواقف الأبطال.يدافع عن قضايا وطنه من على كل منبر في كل ساحة وميدان أينما كان بصراحة ووضوح وبساطة وشفافية وسماحة ومودة للجميع مستلهماً تلك الصفات وغيرها من القائد الرمز المشير علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية نبراس المعالي ورمز الوطن ووحدته وعزته وكرامته المتربع على قلوب اليمنيين كل اليمنيين حباً وداً واحتراماً وتألقاً.الدكتور صالح رحمه الله نذر حياته كلها للبذل والعمل والإنتاج من خلال مساهماته في جميع المناسبات والفعاليات سواء من مواقع المسئوليات والمناصب التي تقلدها أو في إطار المنظمات والأطر التي انخرط فيها مبكراً – كالنوادي الثقافية والشبابية والمنظمات الجماهيرية.في المحيط الذي يحيط به بالمدرسة والقرية والمدينة والحي يساند المظلوم ويعطي المحروم يتبني قضايا الناس فيساعد هذا ويعطي هذا ويسعى مع ذاك.أما في أعماله فهو يخطط وينظم يدير ويقود يتابع ويراقب يبني ويشيد ويشرف على كل المجالات سواء اجتماعية أو اقتصادية مالية وإدارية أو ثقافية يغرس القيم وينميها في النفوس.إن الوطن بحق قد خسر برحيله علماً من أعلامه واحداً من رجاله العظماء الذين كانوا مبرزين ومستمرين في العطاء اللامحدود المؤمنين بأوطانهم وقيمهم النبيلة لقد فارقنا الحبيب صالح طيب الله ثراه حينما باغته القدر من دون استئذان حينما دعاه الحق إلى جواره فإلى جنة الخلد مع النبيين والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا.والحمد لله عل كل حال ولا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون.صدق الله العظيملقد كان فقيد الأمة والوطن الأخ العزيز الشهيد صالح قاسم الجنيد رحمه الله منذ عرفته في السبعينيات حينما كان يدرس في الثانوية وأنا في الابتدائية وكان يأتي إلى منزلنا لزيارة والدي برفقة جده حمود مثنى قادمين من الحشاء إلى تعز لزيارة أهله فيها وفي صبر خاصة كان يجلس معنا جميعاً نتعلم علوم مختلفة كاللغة والتاريخ والفقه والتوحيد والعلوم الشرعية والأدب والشعر وكان كثير النقاش والتساؤل في هذه العلوم وغيرها كالاقتصاد والسياسة والاجتماع ومختلف العلوم.كما كان يختلف مع كثير من العلماء بالإضافة إلى الوالد العلامة/ عبد الباري بن عبد الوهاب محمد الجنيد طيبه الله ثراه – أمثال : الوالد العلامة قاسم بن محمد صالح الجنيد أطال الله في عمره والوالد الشيخ محمد بن محمد عبد المعطي الجنيد رحمة الله عليه والوالد الشيخ العلامة قطب زمانه إبراهيم بن عمر بن عقيل طيب الله ثراه ورحمنا ورحمهم جميعاً وغيرهم من العلماء والمشايخ والمثقفين والأدباء الذين كان يرتاد مجالسهم وينهل من معينهم إضافة إلى دراسته بالمدارس والمعاهد والجامعات.كان شغوفاً بالعلم وأهله ومبدعاً في مجالات شتى يجالس الكبار منهم والشباب من القادة والساسة ورجال الدولة.يأتي إلينا بين حين وآخر أما بمفرده أو مع جده أو بعض أخوانه خاصة الأخ العزيز أحمد قاسم وأحيان عبدالله قاسم وأحياناً برفقة الأخ الكريم أحمد قحطان الجنيد وغيرهم.وكان يتواصل مع الجميع ويحضر كل المناسبات سواء في مدينة تعز نفسها أو البلاد في صبر، يزور أهله وعشيرته وأضرحة أجداده جمال الدين – والجنيد – وأحمد ابن جمال الدين وغيرهم طيب ثراهم.يسارع في نجدة الآخرين في أية ملمة أو نائبة يتودد إلى الصغار والكبار حتى انتقل إلى صنعاء بعد إنهاء دراسته الجامعية وأكمل الماجستير بالسودان وعاد وترشح للانتخابات النيابية.ساهم في تفعيل الكثير من لجان المجلس وكان صوته يدوي في قاعات وأروقة المجلس ولدى الجهات يتابع ويطالب بالمشروعات ويناقش ويحاور ويقترح.. الخ.كان له شرف مرافقة الأخ الرئيس الرمز صانع الوحدة اليمنية أعظم المنجزات علي عبدالله صالح حين توجه إلى عدن الوحدة والمحبة والجمال والسلام والوئام مع أعضاء مجالس الشورى والوزراء والاستشاري حينها ثم عاد مع الجميع في الثاني والعشرين من مايو 1990م إلى عاصمة البلاد وقلبها النابض صنعاء الثورة والديمقراطية الحضارة والتاريخ بعد ذلك عين محافظاً لمحافظة الضالع فكان أخاً وأباً وأبناً لأبنائها وكان رجل إدارة واقتصاد ودولة قاد المحافظة برجولة واقتدار وكان شعاره حب الوطن والمسئولية تكليف وتشريف – ثقة وأمانة ونزاهة.بعد ذلك توجه إلى بريطانيا لمواصلة الدراسات العليا ونيل الدكتوراه فدرس في مجالات عدة كالاقتصاد والحقوق والقانون الدولي.عاد حبيبنا صالح مفعماً بالأمل والشموخ للعمل ملبياً داعي الوطن وراعيه وقائده يعمل ويعمل.كان لا يستكن ولا يهادن حتى وهو خارج الوطن لم تفته لحظة شرف الوقوف بشموخ وإباء أمام الجمهور عبر المستقلة وغيرها من الفضائيات والمنابر والميادين ليتحدث عن وطنه بحب ووفاء وإخلاص وود للجميع وعن معرفة وإدراك – بمنطق وعقلانية وحس وغيور على وطنه.عاد فالتقيته ربما مرة واحدة فقط ولكنني كنت أتواصل مع بالتلفون باستمرار وفي كل المناسبات.جالسته كثيراً في الدراسة في المذاكرة في المناسبات الاجتماعية في الأفراح والأتراح في السراء والضراء في الحل والترحال في المؤتمرات – والندوات – في حلقات النقاش وغيرها حتى فاجئنا القدر صبيحة يوم السادس عشر من مايو 2007م عندما رن جرس التلفون وأخبرني صديقي الأخ الوفي محسن علي حيدره من الهند الذي يعمل فيها مديراً لمنطقة بومباي باليمنية أخبرني ويا ليته لم يخبرني قائلاً أنه تلقى النبأ من أحد الأخوة الأعزاء بالضالع ولكننا غير متأكدين فما أكمل العبارة وإذا بي أخرج من مكتبي بخور مكسر ممسكاً بالتلفون أتحدث مهرولاً إلى السيارة وبجانبي السائق والأخ ياسين صادق وتوجهنا إلى لحج لا ندري كيف نمشي وإذا بنا ونحن في المنصورة بعد الجسر نمسك تلفون ونطرح آخر فكرت بالاتصال بالأخ العزيز الخلوق الأصيل عبد الوهاب يحيى الدره محافظ محافظة لحج الذي بادرني بالقول أن حالته غير مطمئنة بعد أن أخبرني بأنه قد نقل إلى مستشفى صابر فتحولت اتجاه السيارة دون تركيز.ثم عاود بي الاتصال رعاه الله محاولاً أن يوصل خبر موته إلي بالتدريج فقال حالته متأخرة جداً – ثم عاد فقال لي حالته سيئة ثم استدرك قائلاً عظم الله لكم الأجر فيه حينها أحسست بالمرارة وهو الفاجعة أمسكت بقوة بمقود السيارة متجهاً شرقاً وغرباً حتى أوصلتني فوصلت المشفى وإذا بالأخوة الأحبة الكرام الأستاذ أحمد محمد الكحلاني محافظ محافظة عدن والأخ العزيز الدكتور يحيى الشعيبي وزير الدولة أمين العاصمة، والأستاذ عبد الكريم شايف نائب المحافظة نائب المحافظ الأمين العام للمجلس المحلي اللذين قاما بعمل جليل وكبير وقدما كل ما بوسعهما ولم يدخرا جهداً من السيارات والواسات والاهتمام والرعاية ولا يسعنا المجال لرد الجميل لهم.كذلك الأخ العزيز الدكتور الخضر لصور مدير عام الصحة والأخ الكريم ردفان علي عنتر رئيس لجنة الخدمات بالمجلس المحلي لمحافظة عدن والوالد الطيب الشيخ سعيد با هدى صاحب ومدير المشفى وجمع غفير من الأحبة والأصدقاء.بدأنا بالتجهيز لنقله على الطائرة العسكرية مع المرافقين ممن حضروا من الضالع وتعز وغيرها من الأهل والأصدقاء ومنهم أولاده واولاد أخوته وأقاربه الأعزاء، فوصلوا حينها الأخوة الشيخ العزيز عبد الواحد البخيتي محافظ الضالع والأخ العزيز عبد الوهاب الدره محافظ محافظة لحج والأخ الكريم محمد سعيد المفلحي وكيل المحافظة والأخ الخلوق فضل الشاعري والأخ الشريف ابن الشرفاء عبد القوي الشريف وكيل المحافظة وآخرين نكن لهم كل حب ووفاء وعرفان لما صنعوا في يوم عصيب كذاك.وفي الختام نتوجه بالشكر الجزيل لدولة الأستاذ الفاضل عبد القادر عبد الرحمن با جمال الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام الذي كان معنا يتابع ويشرف على كل شيء بصورة مستمرة بعد ذلك توجهنا للمطار لنقل جثمان الشهيد الطاهر على الطائرة العسكرية برفقة جمع غفير منهم وآخرين على الطائرة اليمنية.أما أخوكم فقد تحركت في الليل مع دولة الأستاذ عبد القادر والأستاذ يحيى الشعيبي على الطائرة اليمنية حماها الله إلى صنعاء لحضور مراسم الدفن فوصلنا عند الواحدة ليلاً واتجهت إلى حيث جثمان الفقيد في مشفى الثورة وعيناني تتجافى عن المضاجع حزناً وكمداً فما أن انبلج الصباح ولاح الضوء في الأفق حتى بدأ بتجهيزه للتوجه إلى منزله ومن ثم إلى مسجد الشيخ سنان للصلاة عليه ثم إلى مثواه الأخير بمقبرة الرحمة بحدة.لقد كان لحضور الأخ العقيد الركن أحمد علي عبدالله صالح قائد الحرس الجمهوري قائد الحرس الخاص أثر كبيراً في نفوسنا أزالت عنا الحزن وأُلج الصدور وخفف من المأساة ومن هول فاجعة الجنيد سواءً في أقصى الغرب في قدس وصبر والحشاء إلى شبوة وأبين وحضرموت في شرق البلاد الحبيبة أو في العاصمة صنعاء وفي عدن وتعز وغيرها لقد عبروا عن امتنانهم لذلك الموقف النبيل مع اعتزازهم وتقديرهم ووفائهم.كما شرفنا جميعاً دولة الأخ الدكتور علي محمد مجور رئيس الوزراء وصاحب القلب الكبير دولة الأستاذ عبد العزيز عبد الغني رئيس مجلس الشورى والكثير والكثير من الشخصيات الاجتماعية والعلماء والمشايخ والأعيان والتجار والمسئولين الذين نعبر لهم عن امتناننا جميعاً لما صنعوا معنا ونكن لهم هذا المعروف من الجميل.في الأخير وليس آخر نتوجه بالشكر الجزيل المفعم بالحب والوفاء لقائد المسيرة وباني نهضة اليمن ورمز التقدم والنماء فخامة الأخ الرئيس المشير علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي شرفنا وشنف الأسماع والعقول والقلوب بصدق المشاعر والأحاسيس بمواساته ورعايته.كما نتوجه بالتحية والتقدير للأخ نائب رئيس الجمهورية الفريق عبد ربه منصور هادي علي برقية العزاء والمواساة.كما وأتمنى الشفاء العاجل والكامل لشيخنا الفاضل سلطان البركاني الذي ما فتئني يسأل عن صالحنا وهو يعاني من الأوجاع من علي فراش المرض بمشفى المنير بجولد مور وقد سمعته يسأل بإلحاح المحب الوفي حينما زرته أمد الله بعمره وشفاه.ولا يفوتني أن أتوجه بتحية خاصة مع الشكر الجزيل للأخوة الشيخ عبد الواحد الربيعي محافظ محافظة صنعاء والأخ اللواء مهدي مهدي مقوله قائد المنطقة الجنوبية والأخ الكابتن عبد الخالق صالح القاضي رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية اليمنية على مواساتهم لنا وأوجه تحياتي الخالصة إلى الأستاذ الدكتور عبد الوهاب راوح رئيس جامعة عدنوالأخ القاضي العلامة جسار محمد العدوف رئيس محكمة استئناف عدنوالأخ العميد عبدالله عبده قيران مدير أمن محافظة عدنونشكر كل من حضر وواسانا تلفونياً أو بالصحف أو بالرسائل أو أحس بالحزن لمصابنا أينما كان وكائناً من كان.كما أتوجه بالشكر للأخوة الشيخ علي محمد سعيد انعم والأستاذ أحمد هائل سعيد أنعم والأخ الشيخ عبد الجبار هائل سعيد أنعم والأخ شوقي أحمد هائل / الرشيد / رشاد هائل سعيد أنعم وجميع بيت هائل سعيد أنعم.أوجه تحياتي وتقديري للأخ الأستاذ الفاضل القاضي العلامة أحمد محمد الحجري محافظ محافظة تعز والأخ العزيز والزميل محمد أحمد سعيد الحاج الأمين العام للمجلس المحلي.كما أتوجه بتحية خاصة وصادقة إلى الأخوين الفاضلين المهندس فريد أحمد مجور وأعزيه في ابن أخيه فريد صالح مجور الذي وافاه القدر ليلة البارحة.وإلى الأخ الفاضل الكريم عبدالله العلفي النائب العام على مواساته لنا في المشفى والأخ قاهر مصطفى رئيس نيابة استئناف عدن.كما أوجه تحية كبيرة بحجم جبل ردفان إلى جميع أبناء محافظة الضالع من الحشاء حتى الحصين وجبن على مشاعرهم النبيلة والفياضة بالحب والوفاء والعرفان لشهيدنا الغالي، ولا أنسى الأخ الصديق المستشار أحمد صالح بن صالح وكل محب للشهيد ومن أسدى إليه معروفاً صغيراً أو كبيراً قليلاً أو كثيراً والله وحده القادر على أن يكافئهم بالإحسان إحساناً نسأل الله لشهيدنا المغفرة والرحمة والرضوان وللجميع الرضا والعافية في صحة وسلامة سميع مجيب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.عدن في الـ 11 من يونيو 2007م
شهيد الواجب د صالح قاسم الجنيد حياة حافلة بالعطاء والمواقف الإنسانية الجسورة
أخبار متعلقة