إعداد/ محمد أحمد الدبعيلا تعرف بعض الحوامل في مجتمعنا الراحة على الإطلاق فأعباؤهن كثيرة، وبعضهن يجدن أنفسهن في وضع يجبرن على مضاعفة جهدهن اليومي بإقحامهن في أعمال منزلية أو غير منزلية شاقة تلبية لاحتياجات الزوج والأسرة، أما عن طيب خاطر، بملك إرادتها أو خشية تنكر الزوج أو أهله، وقد لا تجد من يعينها حتى في حمل الأشياء الثقيلة كأسطوانة الغاز وغيرها من الأشياء الثقيلة في المنزل فذاك من دواعي التسبب بنزيف حاد يمكن أن يؤدي إلى إجهاض للحمل أو تعرضها للسقوط أو الوقوع على الأرض بعنف وقد يترتب عليه مشكلة نزفية خطيرة يمكن أن تكلف الأم وجنينها حياتهما معاً.فالحذر مطلوب، حيث يترتب على تواصل النزيف أو شدته تهديد للحمل إذا ما تعثرت الحامل أو سقطت بعنف، أو لحملها أشياء ثقيلة وممارستها أعمالاً شاقة كالأعمال المنزلية غير الاعتيادية أو الأعمال الحقلية بالنسبة للريفيات.وقضية النزيف أثناء الحمل على المحك في المجتمع اليمني وتكاد أن تكون مغيبة تماماً بل لا تعيرها وسائل الإعلام أي اهتمام مع أنها في بعض الأحيان تحصد أرواح الكثير من النساء والمواليد، وأكثر ما يقود إليها هو الإهمال وصعوبة التضاريس التي تضع الكثير من العراقيل عند إحالة المريض في حالة الخطر إلى المركز الصحي أو الطبي أو المستشفى لتلقي التدخل الطبي العاجل الملائم.إن نزف المرأة في فترة حملها وارد الحدوث - غير مستبعد - وهو متعدد الأسباب والعوامل، ولا يعني دائماً أنها ستخسر طفلها لكن الضرورة تقتضي توجه من تشكو نزيفاً أثناء حملها إلى المرفق الصحي، فهذا أحوط وإن كان النزيف يسيراً. فهناك العديد من حالاته تطرأ، ثم تتوقف تاركة المرأة وحملها بسلام إلى النهاية - أي حتى الولادة - فلا داعي للخوف الزائد منه.[c1]الأسباب[/c]للنزيف أسباب متعددة وربما يلزمه عناية خاصة لتخطي هذه المرحلة، وهو مزعج للحامل ويقلقها كثيراً. وبحسب مراحل الحمل واستناداً إلى المصادر الطبية يمكن تقسيم مشكلة النزيف إلى قسمين:النزيف خلال الأشهر الثلاثة الأولى للحمل: ومن أشكاله البارزة:- الإجهاض: النزيف هنا يمكن أن يكون مؤشراً للإجهاض التلقائي لأسباب هرمونية أو مرضية أخرى مثل جرثومة “داء القطط” أو الحمى المالطية أو لوجود أمراض وراثية أو عيوب في الرحم.بالإضافة إلى أسباب أخرى كثيرة قد تؤدي إلى الإجهاض وحدوث النزيف.الحمل العنقودي: يعتبر من الحالات الخطيرة التي تكتشف خلال الأشهر الثلاثة الأولى للحمل، في حال احتواء الرحم على أنسجة غير طبيعية بدلاً من الجنين ومعه تعاني الأم نزفاً مقطعاً ويكبر حجم الرحم أكبر من مقدار الحمل، ولا يكتشف هذا إلا بالكشف بالموجات فوق الصوتية.فإذا لم يمض على الحمل سوى شهرين مثلاً ستحتاج الأم إلى إحالة للمستشفى لإجراء عملية تفريغ وتنظيف لمحتويات الرحم، وقد تحتاج - أيضاً - لنقل دم ولأكثر من تفريغ للرحم.أما في الشهور المتقدمة، وتحديداً بعد الشهر الثالث فعندها ستحتاج متابعة من قبل طبيب مختص أو طبيبة مختصة للتخلص من هذا الحمل الخطر غير الطبيعي الذي قد يبلغ من الخطورة درجة لا يمكن معها السيطرة على النزيف وذلك في حالات خاصة، فيلجأ الطبيب أو الطبيبة إلى استئصال الرحم كلياً.لذا فأي نزيف - قليل أو كثير - يستدعي مراجعة الطبيب أو الطبيبة لتبين سبب المشكلة وعلاجها.الحمل خارج الرحم: خاصة في الأسابيع العشرة الأولى للحمل عندما تنغرس البويضة المخصبة خارج الرحم وعادة ماتكون في إحدى قناتي “فالوب”.وبالتالي لا بد له من تدخل جراحي، لأن الحمل لا يمكن أن يكتمل مع هذه المشكلة إذ يجب اكتشاف هذا الحمل مبكراً حتى لا يحدث نزيفاً غزيراً يمكن أن يؤدي إلى وفاة الأم، والضرورة تقتضي عند وجود حمل خارج الرحم أن تسعف الحامل فوراً إلى المستشفى لتتلقى التدابير اللازمة الكفيلة بحمايتها وإنقاذها. النزيف خلال الأشهر الأخيرة للحمل: ويشمل الحالات التالية:- النزيف بسبب تقدم المشيمة: حدوثه وارد - أحياناً - عندما تغطي المشيمة عنق الرحم، وعندها يبدأ عنق الرحم بالانفتاح والاتساع استعداداً للولادة بشكل يترتب عليه وقوع نزيف لدى الأم الحامل التي تعاني هذه المشكلة.- النزيف المترتب على تقدم المشيمة: تصاب به الأمهات اللواتي حملن مرات متعددة أو اللواتي ولدن بعمليات قيصرية أكثر من مرة، وقد يكون النزيف سببه انفصال المشيمة بشكل مبكر عن جدار الرحم فتمتلئ هذه المساحة بالدم.ومن المؤكد أن الحوامل اللواتي يصبن بانفصال المشيمة - في الغالب - يعانين من ارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل أو ممن تعرضن لإصابة عنيفة في الأشهر الأخيرة من الحمل، وهنا لا بد من نقل الحامل على وجه السرعة إلى المستشفى لتلقي التدابير اللازمة في مثل هذه الحالة.انفجار أو تمزق الرحم: يقترن حدوث هذا الحمل بالولادة، ووارد حدوثه في واحد من كل “1500 ولادة” لكنه من الحالات النادرة، وينفتح فيه الرحم ويطرد الجنين إلى البطن فيقل عنه الأكسجين، ما يؤدي إلى وفاته.غير أن انفجاراً يصيب الأم بنزيف حاد يؤدي إلى وفاتها ما لم تتخذ الإجراءات الإسعافية اللازمة في أسرع وقت لتلافي مضاعفات النزيف باستئصال الرحم إذا لزم الأمر.[c1]عوارض متعددة النزيف [/c]النزيف خلال أولى مراحل الحمل - وفقاً للمصادر الطبية - يترافق مع آلام ومغص حاد في البطن، ويمكن أن يكون لون دم النزيف هنا كلونه في العادة الشهرية أو داكناً أكثر.كما بالإمكان أن يراود المرأة شعور بالألم أسفل البطن.وتتخذ المشكلة المترتبة على النزيف منحى خطيراً إذا كانت الآلام تتركز في الجهة اليسرى أو اليمنى. إذ يجب التنبه إلى ذلك لإمكانية وجود حمل خارج الرحم.بينما في المرحلة الثانية من الحمل تشعر المرأة التي تعاني نزفاً بألم ترافقه تشنجات أو يحدث لها نزيف غير مؤلم، إلا أن لون الدم فيه يكون فاتحاً، وفي المرحلة الأخيرة للحمل، ربما يكون النزيف من دون ألم ويمكن أن يحصل بعد العلاقة الجنسية أو بسبب الجهد والتعب.وأشير إلى أن النزف يرافقه تقلصات وآلام حادة إذ يكون مؤشراً لانفصال المشيمة، وهي حالة طارئة تستدعي الولادة ولو كانت مبكرة.أما النزيف الذي يرافقه ألم فيكون سببه ربما وجود المشيمة على عنق الرحم، وهي حالة - في العادة - لا تكون خطرة.[c1]معالجات .. ونصائح [/c]علاج النزيف مرهون بطبيعة المشكلة التي أدت إليه في أي من مراحل الحمل ففي المرحلة الأولى للحمل، تتعدد حالاته ووفقاً للحالة يكون العلاج.وفي المجمل تحتاج المرأة إلى مساعدة طبية عاجلة، فلو كان الحمل خارج الرحم فإنه يستدعي جراحة أو علاجاً لإزالة الجنين وتجنب تمزق الأنبوب بينما في حال توقف نمو الجنين يجب سحبه مع الأنسجة وإفراغ الرحم بعملية “كورتاج” هذا في حال أن كان الحمل تعدى “7أسابيع”.كما ينصح بتأجيل الحمل لمدة سنتين على الأقل في حالة الحمل العنقودي.وحينما يكون الوضع متعلقاً بتغطية المشيمة لعنق الرحم تقتصر المعالجات المتاحة على الراحة وإعطاء الأدوية لتليين عضلة الرحم واسترخائها وفي ما يتعلق بانفصال المشيمة عن الرحم يلزم لهذه الحالة في أغلب الأحيان ولادة قيصرية.ومع حدوث نزيف - مرافق للحمل يجب على الأم أو القائم على رعايتها بالمنزل اسشارة طبيب أو طبيبة والمسألة لا تحتمل التأخير إذا رافقته أوجاع أو كان النزف ليس عادياً، ولها أن تكثر من الأغذية التي تعمل على تعويض الدم سريعاً مثل الأغذية البروتينية الحيوانية الغنية بالحديد “كاللحوم الحمراء، الكبد، صفار البيض” ولها أن تكثر كذلك من الأغذية الداعمة للمناعة الغنية بالفيتامينات من المصادر النباتية مثل “الخضروات ذات الأوراق الداكنة اللون - الفول - العدس - الحلبة - التمر - الدقيق المدعم بالحديد” بالإضافة إلى تعزيز الغذاء بالفيتامينات والحديد وحمض “الفوليك”.وأحذر الحامل من تناول العسل في الأشهر الأولى للحمل تلافياً للإسقاط، وكذا في الأشهر الأخيرة في ظروف معاناتها من النزيف، كونهما في هذه الحالة يعملان على انقباض الرحم وتسريع الولادة وحدوثها قبل أوانها.وفي الختام نتوجه بالنصيحة للأم الحامل والقائمين على رعايتها بأن تتفهم ويتفهموا الحمل بأنه مرحلة حساسة في حياة كل أم ويحتاج إلى رعاية خاصة وعناية كبيرة بالأم وبغذائه وعدم تعريضها لأي مجهود شاق وعدم السماح لها بحمل الأشياء الثقلية حماية لها ولوليدها المنتظر.
النزيف أثناء الحمل
أخبار متعلقة