رداً على خطط أمريكا إقامة درع صاروخية في أوروبا
موسكو/ 14 أكتوبر/ رويترز : نقلت وسائل إعلام روسية أمس الأربعاء عن قائد عسكري روسي كبير قوله إن بلاده قد تنشر أحدث صواريخها التكتيكية من طراز اسكندر في روسيا البيضاء ردا على خطط الولايات المتحدة إقامة درع صاروخية في شرق أوروبا. ونقلت وكالة إيتار تاس للأنباء عن الميجر جنرال فلاديمير زاريتسكي قائد قوات المدفعية والصواريخ الروسية قوله ردا على سؤال عن إمكانية نشر الصواريخ كرد على الدرع الأمريكية "لم لا؟ هذا ممكن.. في ظل ظروف ملائمة وبالاتفاق المتبادل مع روسيا البيضاء." وقال زاريتسكي "كل فعل له حتما رد فعل... وهذا هو الحال مع عناصر الدفاع الجوي الأمريكي في جمهورية التشيك وبولندا." وقال متحدث باسم وزارة الدفاع في روسيا البيضاء إنه لم يتم التطرق لمثل هذه الخطوة في الجمهورية السوفيتية السابقة التي تقع بين روسيا وثلاث دول أعضاء بالاتحاد الأوروبي. لكن المتحدث فياتشيسلاف ريمنتشيك قال في مينسك إن روسيا البيضاء تعتزم شراء الصاروخ اسكندر ودمجه في أحد ألويتها الصاروخية بحلول عام 2020 في إطار برنامجها العسكري. وتعتزم واشنطن وضع عشرة صواريخ اعتراضية في بولندا ورادار في جمهورية التشيك في إطار درع تقول إنه يهدف لحماية أوروبا من أي هجمات صاروخية من "دول مارقة" مثل إيران وكوريا الشمالية. وقالت روسيا إن هذا سيخل بالتوازن الاستراتيجي وسيمثل تهديدا لأمنها. وفي يوليو تموز اقترحت موسكو أن تستخدم الدولتان نظام رادار قابالا للإنذار المبكر في أذربيجان كبديل للدرع الصاروخية الأمريكية. وقال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس خلال زيارة لموسكو الشهر الماضي أن رادار قابالا لا يمكنه أن يحل محل الدرع الصاروخية المزمعة. وشجب رئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشينكو الذي يتهمه الغرب بسحق حقوق أساسية الدرع الأمريكية المقترحة مرارا وعرض العمل مع الكرملين للتصدي لهذا الأمر. على صعيد آخر قالت روسيا أنها أنهت الثلاثاء رسميا وجودها العسكري في جورجيا بعد أكثر من قرنين إذ أغلقت آخر قاعدة لها في البلاد. ووقع اندريه بوبوف قائد القوات الروسية في القوقاز وثائق تسليم جورجيا أراضي القاعدة الروسية الأخيرة في باتومي في جمهورية ادجاريا ذات الحكم الذاتي. وتوصل ميخائيل ساكاشفيلي رئيس جورجيا الذي يقول انه يريد ان ينهي هيمنة السادة الامبرياليين في موسكو إلى الاتفاق مع روسيا في عام 2005 لإغلاق القواعد. واستمتعت جورجيا التي دخلت الإمبراطورية الروسية في بداية القرن التاسع عشر بفترة قصيرة من الاستقلال بعد الثورة البلشفية ولكن احتلتها القوات السوفيتية في عام 1921. وأعلنت جورجيا استقلالها مع تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991 ولكن علاقاتها بموسكو كانت عاصفة حيث كانت القواعد الروسية واحدة من القضايا التي وترت العلاقات. وفرض ساكاشفيلي الأسبوع الماضي حالة الطوارئ وحظر وسائل الإعلام المستقلة والاجتماعات قائلا ان هذه الإجراءات مطلوبة لمنع انقلاب والقي باللوم على روسيا في إثارة الاضطرابات. ووجه الرئيس الجمهورية السوفيتية سابقا نحو الغرب ويقول انه يريد ان تنضم جورجيا إلى حلف شمال الأطلسي. وقال باتو كيتوليا النائب الأول لوزير دفاع جورجيا بعد التسليم "القواعد العسكرية الروسية توقفت عن العمل على الأراضي الجورجية بعد توقيع هذه الوثائق. هذا يوم ذو أهمية كبرى للبلاد." وكان أعضاء حلف شمال الأطلسي رفضوا ان يصادقوا على نسخة معدلة من معاهدة القوات التقليدية في أوروبا إلى ان تسحب روسيا قواتها من جورجيا ومولدوفا كما وعدت في عام 1999. وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي ورثت روسيا أربع قواعد عسكرية في جورجيا. وفي التسعينات قالت روسيا أنها أغلقت قواعد في تفليس وجودوتا الواقعة في منطقة ابخازيا المتمردة في جورجيا والتي تدعمها روسيا. وجورجيا لديها شكوك فيما إذا كانت القاعدة الموجودة في جودوتا قد أغلقت وتطالب ان يسمح لمراقبين دوليين بالتفتيش عليها. وأغلقت قاعدة عسكرية روسية أخرى في اخالكالاكي في الجنوب في يونيو 2007. ونقل العتاد إلى روسيا والى قاعدتها العسكرية في جيمري بأرمينيا. وقال بوبوف انه يتعين ان تغادر آخر مجموعة من الضباط الروس جورجيا بحلول نهاية نوفمبر بينما سيغادر آخر العتاد بحلول 15 من نوفمبر.