غضون
* صباح الجمعة الماضية خرجت من عدن إلى صنعاء، وفي مدينة الحبيلين استوقفني مسلحون ثلاث مرات في ثلاث نقاط بالشارع الرئيسي، وهذا حدث لمثلي من المسافرين، حيث يوجهون البنادق إلى السائق لكي يوقف السيارة ثم يسألونه هو ومن معه، من أين أنت وهات بطاقتك؟ في آخر نقطة باشرني أحدهم بالسؤال هل أنت من الشعيب؟ فقلت له لا ولكن ليش تسألوا المسافرين هذه الأسئلة، ولما عرف لهجتي قال: تفضل.. وواصلت الطريق، وعند نهاية المدينة كانت هناك نقطة عسكرية فاقترب مني جندي يسألني: هل معك سلاح؟ قلت: لا.. لكن تركت خلفي مشاهد لشباب مسلحين يستوقفون الناس تحت تهديد السلاح.. فرد علي: هؤلاء بلاطجة.* وعدت يوم الأحد من صنعاء إلى عدن فاستوقفني مسلحون في نقطتين في النقيل قرب حالمين وهذه المرة لم يسألوني بل طلبوا مني فتح صندوق السيارة للتأكد ما إذا كان فيه أسلحة لأنهم يريدون قطع الإمدادات عن أفراد الأمن والجيش والتي قد تنقل إليهم عبر سيارات مدنية.. المهم مشاهد ومواقف مؤذية ومحزنة أبطالها شباب بيد أحدهم بندقية وفي اليد الأخرى علاقي قات ولا سامح الله من زج بهم في هذه المحنة وورطهم في هذا السلوك المشين.. وعلى أية حال تلك المشاهد والمواقف حقيقية ويتعرض لها الناس أكثر من مكان، واللاعبون في هذا الميدان يتحركون هنا وهناك، والمؤسف أن بعض الصحف بدلاً من أن تنقد تلك الأساليب وتدين أصحابها تقف إلى جانبهم رغم أنهم لا يخفون كونهم مسلحين وخارجين عن القانون ويجاهرون بأن «الهدف المنشود» لهم هو تحرير الجنوب من استعمار الشمال.. هكذا.* أولئك الشباب عديمو المعرفة والصلة بالماضي في الجنوب ولا يعرف بعضهم ما هو اسم الدولة التي كانت قائمة في الجنوب قبل الوحدة، ولا يبدو أيضاً أن لهم مدارس أو جامعات لأنهم طيلة الوقت موجودون في الطرقات والجبال مسخرين لقضية لا علاقة لهم بها.. أعني قضية الكبار العاملين تحت مسميات الحراك والتحرير والاستقلال، وهي قضية يأنف إبليس من حملها على عاتقه، فإبليس كما يقال : «ما يخرب ديمته» وهؤلاء أشر من إبليس لأنهم يصرون على خراب البيوت والتفريق بين الأرحام.