مع الأحداث
كثر الحديث عن مهام الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد ولكن المواطن يشعر بأن الفساد ظواهر عديدة ومتنوعة.. وأن الهيئة لم تقدم حتى مفسد واحد لتؤكد مصداقيتها.ونحن هنا نؤكد أن الهيئة لوحدها لا تستطيع مكافحة الفساد بل على المجتمع مساعدتها والإبلاغ عن منابع الفساد، ولكن بالطرق النبيلة وليس بالإساءة إلى أي مواطن.وأنا لا أريد أن اتهم فلاناً من الناس بالفساد سواء كان مسؤولاً أو عضواً في مجالس محلية أو برلمانية..لأن المواطن العادي أيضاً يستطيع أن يكون فاسداً في المجتمع.لكن ما أريد أن أشير إليه هو أنه وردت إلى مسامعنا أن عدداً قليلاً من أعضاء المجالس المحلية التي انتخبها المواطن أصبحوا لا يؤدون واجبهم بأمانة في حل القضايا التي تقع ضمن اختصاصاتهم..بل أصبحوا يفكرون أن المجالس المحلية مغنم(الجاه والمال)وبالطرق المشروعة...ويتساءل المواطن..لماذا يتدخل بعض من الهيئة الإدارية للمجالس المحلية مثلاً في التوظيف ويوظفون فلاناً أو فلانة،ويلغون توظيف الآخرين المستحقين وكأنهم هم الخدمة المدنية بينما عمل المجالس المحلية وهيئاتها معروف عملها في هذا الاتجاه وهو مساعدة مكاتب الخدمة في تذليل الصعوبات سواء في الخدمة المدنية أو المرافق الأخرى وليس التدخل وفرض عليها الهيمنة وتجريدها من صلاحياتها المخولة لها قانوناً..نحن لا نريد أن نعرف المجالس المحلية وهيئاتها في المجالس المحلية تعجب بنفسها وكأنها هي التي تسير في الطريق الصح...بينما تمارس الفساد..وتدعو إليه..ومن يخالفها ياويله(سحب الثقة)!!..علماً بأن كثيراً من أعضاء المجالس المحلية يمتازون بالسلوك والأخلاق وهم محل تقدير واحترام.ونحن نواصل الحديث عن الفساد نقول للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد إن بعضاً من أعضاء المجالس المحلية وخلال فترة زمنية محدودة قاموا ببناء مساكن وإن كانت للسكن!!...لكن عندما ترى هذه المساكن تدرك أن كلفتها كبيرة..والبعض عمل على تجديد وترميم منزله أيضاً بتكلفة لا ندري من أين أتى بها!! ناهيك عن شراء بعض الأشياء التي تكلف مبالغ 100000تصوروا البعض من هؤلاء مثلاً أوصل إلى منزله أنابيب المياه من أماكن بعيدة ليحصل على الماء ترى كم كلف ذلك؟..وبأي طريقة تم ذلك؟..بينما المواطن يبحث عن قطرة ماء لم يسعفه أحد..أليس هذا فساداً وتشجيعاً للمفسدين؟ هذا يوضح أن هؤلاء الذين أعطينا لهم أصواتنا استغلوا مناصبهم وافسدوا كلً بطريقته... وتعالوا نحسبها وبصدق كم راتب هذا العضو في المجلس المحلي الذي بنى هذا المسكن؟..وكم يصرف شهرياً من راتبه له ولأسرته..ولماذ لم يبنيه من قبل أن يكون عضواً في المجلس المحلي..نعم سؤال بحاجة إلى إجابة؟ولا أخفيكم أننا أصبحنا نستمع إلى كل المواطنين الصالح والطالح يقولون أن أعضاء المجالس المحلية لهم امتياز في كل شيئ وعيني عينك وأصبح رؤساء اللجان والمجالس هم مدير الأمن ومدير الخدمة والصحة والمسؤول عن إعلان مناقصة المشاريع (وهذه فيها فلوس) إلخ، وتجدهم يتدخلون في كل صغيرة وكبيرة في مهام المرافق ويزوروها في الأوقات التي يعجبهم دون خجل والبعض من هؤلاء كأنه هو النزيه الذي خلقه ربنا..وأنه يدافع عن أموال الدولة وحقوق المواطن...ولكن في باطنه(التهديد والوعيد)ويا ريت لمصلحة العمل بل لمصلحته ويا ويل ما يخضع مدير المرفق الفلاني لتوجيهاته رغم معرفتنا بسلوك وانضباط هذا المدير في عمله ويلتزم بالقانون..لكن هذا الفاسد عضو المجلس يهدده بأن لديه القدرة ومن خلال علاقته في الهيئة الإدارية بسحب الثقة منه وهكذا يخاف المدير على منصبه فيبتزه عضو المجلس ويحصل على مبتغاه من هذا المرفق أو ذاك وبالطريقة نفسها كما أن بعض من أعضاء المجالس المحلية يمارس الابتزاز والمساومة خاصة عندما توكل إليه حل قضية معينة هي في الأصل من مهامه لكن لا يرضى إلا بالابتزاز وهذا هو الفساد بأم عينه فهل نستطيع محاسبة هؤلاء؟ نقول لهيئة مكافحة الفساد الأمثلة كثيرة في مثل ما أوردناه عن لسان بعض المواطنين..وأنا لا أعتقد بأن الهيئة لا تصلها مثل هذه الظواهر أو تسمع عنها وأخيراً أقول نحن عندما نكتب على هذه الظواهر ليس غرضنا التشهير ولكن للنقد البناء الذي نأمل أن يساعد من رفع مستوى الوعي بمخاطر الفساد. وعلى الهيئة أن تشجع الصحفيين للحديث عنها بأمانة ولما فيه المصلحة العامة والله من وراء القصد.