استمرار التعزيزات العسكرية لقوات الاحتلال على أطراف قطاع غزة
فلسطين المحتلة / رويترز :قال مسؤولون فلسطينيون أمس الثلاثاء ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية توصلا الى اتفاق حول وثيقة اقامة الدولة الفلسطينية. وتعترف الوثيقة السياسية التي صاغها أسرى فلسطينيون في السجون الاسرائيلية ضمنيا باسرائيل. ولكن صياغة اتفاق عباس- هنية تترك مجالا للحركة والمناورة امام رئيس الوزراء فيما يخص هذه القضية.وقال روحي فتوح وهو من كبار مساعدي عباس بعد ان وقع زعماء الفصائل المجتمعون في غزة بالاحرف الاولى على الاتفاق "استطيع أن أقول ان كل العراقيل قد أزيلت وانه قد تم الاتفاق على جميع بنود وثيقة الاسرى."وأضاف فتوح أن هنية وعباس سيعلنان رسميا الاتفاق. وأكد متحدث باسم حماس التوصل الى الاتفاق.ولكن مع استعداد كل من الاسرائيليين والفلسطينيين لهجوم اسرائيلي محتمل على قطاع غزة بعد خطف جندي اسرائيلي لا يوجد احتمال يذكر فيما يبدو في أن يفتح الاتفاق على الوثيقة المجال لصنع السلام قريباوقال مسؤولون مطلعون على المفاوضات التي استمرت لاسابيع ان عباس زعيم فتح وهنية اتفقا على بيان يستند الى الوثيقة ويقبل بدولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.وسيكون حل قيام دولتين في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني متمشيا مع اعتراف فتح باسرائيل.وقال ابراهيم ابو النجا امين سر لجنة المتابعة للقوى الوطنية والاسلامية انه "بحضور جميع ممثلي الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية والقطاع الخاص والمجتمع المدني الفلسطيني في اطار الجنة المتابعة العليا تم الاتفاق على وثيقة الوفاق الوطني بالتعديل المنصوص عليها" وخاصة بنود 3 و4 و6 و7. واضاف "قرر المجتمعون ايفاد ابراهيم ابو النجا الى الرئيس محمود عباس واحمد بحر الى رئيس الوزراء اسماعيل هنية لابلاغهما بالاتفاق الوطني على ان يتم تحديد جلسة خاصة للتوقيع النهائي".إلى ذلك اعلن ابو عبير المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية أمس الثلاثاء ان الجيش الاسرائيلي لا يستطيع الوصول الى "المكان الآمن" الموجود فيه الجندي الاسرائيلي المخطوف وشدد على انه لن يسلم حتى "يستجيب العدو" للمطالب الفلسطينية. وقال ابو عبير في مؤتمر صحافي عقده داخل مستشفى الشفاء بمدينة غزة "اننا متيقنون ان الجندي المختطف في مكان آمن لا يستطيع العدو الصهيوني ان يصل اليه ان شاء الله تعالى". وقالت كتائب عز الدين القسام التابعة لحماس والوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية وجيش الاسلام في بيان الاثنين ان "الاحتلال لن يحصل على اي معلومات حول جنديه المفقود الا بعد ان يلتزم بالافراج الفوري عن كافة الاسيرات (..) والاطفال دون سن 18 في السجون".يشار الى ان 126 اسيرة فلسطينية و300 طفل اسير دون ال18 من العمر لا يزالون في السجون الاسرائيلية المختلفة بحسب مؤسسات حقوقية فلسطينية محلية تعنى بشؤون الاسرى والمعتقلين.في سياق اخر ذكرت الانباء ان لجان المقاومة الشعبية "تمكنت من خطف مستوطن اسرائيلي في الضفة الغربية الاثنين" .ونقلت عن اللجان "اننا نحتفظ بكافة المعلومات والوثائق الرسمية المتعلقة بالمستوطن وندعو العدو ليحصي مستوطنيه".من جهة ثانية قال ابو عبير ان الاجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية شكلت غرفة عمليات مشتركة في قطاع غزة "بعد التهديدات الاسرائيلية الملعونة". من جانب اخر افادت الانباء ان عشرات الدبابات الاسرائيلية اضافة الى تعزيزات بالمدفعية شوهدت على بعد مئات الامتار من قطاع غزة صباح أمس الثلاثاء استعدادا لشن عملية عسكرية واسعة هدد بها رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت ردا على خطف جندي اسرائيلي.وتركزت التعزيزات بشكل خاص في منطقة كيبوتز نحال عوز التي يمكن منها مشاهدة المنازل الفلسطينية الواقعة في اقصى شمال قطاع غزة.كما شوهدت كاسحات الغام في المنطقة ايضا. واعلنت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان هذه التعزيزات تتألف من كتيبتي مدفعية وكتيبتي مدرعات مضيفة ان امر اقتحام قطاع غزة لم يعط بعد ردا على قيام مجموعة فلسطينية مسلحة صباح الاحد بخطف عسكري اسرائيلي.من جهته اعلن مسؤول كبير في وزارة الدفاع الجنرال الاحتياطي عاموس جلعاد في حديث الى الاذاعة العامة الاسرائيلية ان اسرائيل قررت "استخدام الضغوط السياسية والعسكرية لاطلاق سراح الجندي". واضاف جلعاد "لقد اتخذنا ايضا كل الاجراءات اللازمة لكي نكون مستعدين للتحرك في اي لحظة".من جهتها نشرت صحيفة معاريف صورا للتعزيزات العسكرية وكتبت بالعنوان العريض "حرب الاعصاب" في حين افادت صحيفة يديعوت احرونوت ان اسرائيل ستقطع الكهرباء والماء عن قطاع غزة كما ستمنع وصول الوقود والمؤن الى القطاع حتى يعرف مصير الجندي الاسرائيلي المخطوف.وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت رفض الاثنين اطلاق سراح معتقلين فلسطينيين مقابل الافراج عن الجندي المخطوف وهدد بشن عملية عسكرية واسعة قائلا ان "الموعد الذي سنشن فيه عملية عسكرية واسعة النطاق يقترب لاننا لن ننتظر الى ما لا نهاية ولن نرضخ للابتزاز على يد حماس".كما هدد بقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الذي يتخذ من دمشق مقرا له ردا على خطف جندي اسرائيلي الاحد في هجوم فلسطيني.ورأى معلق القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي ان التصريحات التي ادلى بها اولمرت مساء الاثنين في خطاب القاه في القدس كانت تستهدف مباشرة هذا القيادي في حركة حماس التي تتراس الحكومة الفلسطينية.من جهته امر رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس قوات الامن الفلسطينية بالبحث عن الجندي المخطوف.وقد طلبت إسرائيل تدخل الفاتيكان للمساعدة في تحرير الجندي. ونقل الطلب الرئيس موشيه كاتساف في لقائه سفير الفاتيكان الجديد في إسرائيل الأسقف أنتونيو فرانكو الذي وعد بأن يبذل البابا قصارى وسعه لإطلاق سراح جلعاد.كما تسعى فرنسا أيضا لتحريره على اعتبار أنه يحمل جنسيتها كذلك, واضعة سفارتها بتل أبيب في حالة تأهب على حد قول وزير خارجيتها فيليب دوست بلازي.من جهة أخرى تبنت سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي وكتائب أحمد أبو الريش التابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، مسؤولية إطلاق صواريخ محلية الصنع تجاه سديروت في جنوب إسرائيل مساء أمس، أسفرت عن إصابة أربعة أشخاص بجروح, حسب مصادر إسرائيلية.