العراق يحتج على قصف الجيش التركي أراضيه
بغداد / وكالات :لقي عدد من العراقيين مصرعهم وأصيب آخرون في عمليات دهم وتفتيش شنها الجيش الأميركي في مدينة الصدر شرق بغداد والفلوجة غربا، في حين تعرضت دوريتان للشرطة في العاصمة العرقية إلى هجوميين أوقعا قتلى.وذكر بيان للجيش الأميركي أن قوات أميركية وعراقية مشتركة داهمت مبنى في الفلوجة فجر أمس بحثا عن مشتبه في ارتباطه بتنظيم القاعدة قال البيان إنه يعمل على توزيع الأسلحة في المنطقة، واشتبكت مع مسلحين داخله ما أسفر عن مقتل خمسة مسلحين بينهم الشخص المطلوب واعتقال اثنين آخرين.وفي الفلوجة أيضا اعتقلت القوات الأميركية مشتبها به قالت إنه خليفة أمير تنظيم القاعدة الذي قتل يوم 29 مايو الماضي. كما اعتقلت خمسة من المشتبه بارتباطهم بتنظيم القاعدة خلال عملية في بلدة التاجي شمال بغداد.وفي مدينة الصدر شرقي العاصمة أعلن الجيش الأميركي مقتل شخص واعتقال ثلاثة آخرين، في إطار مداهمة فجر أمس خلية يشتبه في تهريبها أسلحة ومتفجرات خارقة للدروع من إيران.وفي سياق متصل قتل شخصان بينهما شرطي وأصيب ثمانية آخرون بينهم ستة من أفراد الشرطة في انفجار سيارة مفخخة استهدفت دورية لمغاوير وزارة الداخلية في منطقة الشعب شمال شرق بغداد، وفق ما ذكرت مصادر أمنية.وعقب هذا التفجير بنحو ساعة ونصف قتل شرطي وأصيب آخر في هجوم لمسلحين استهدف دورية راجلة للشرطة في نفس المنطقة.وشهد العراق أول من أمس يوما داميا أوقع زهاء 60 قتيلا وجريحا في هجمات من بينها هجوم شنه مسلحون على منزل قائد للشرطة في مدينة بعقوبة شمال شرق بغداد فقتلوا 14 شخصا بينهم زوجته واثنان من أبنائه وأحد أشقائه.كما اختطف المسلحون أربعة من أبناء العقيد علي دليان أحمد الذي يعد أحد كبار قادة شرطة بعقوبة. وقالت مصادر أمنية إن أحمد كان مسؤولا بشكل مباشر عن قتل ثلاثة من أعضاء تنظيم القاعدة هذا الأسبوع بمحافظة ديالى.وفي تطور آخر قالت الشرطة العراقية إن مسلحين فجروا أحد المساجد السنية في منطقة البياع بجنوب بغداد, مما أدى إلى دمار المسجد بأكمله.وقال شهود عيان من أهالي المنطقة إن "مجاميع مسلحة دخلت المسجد في الثانية بعد ظهر الجمعة الماضية وانسحبت منه بعد ساعتين, حيث وقعت انفجارات قوية أدت إلى وقوع المئذنة وتدمير المسجد بأكمله".وأدان مؤتمر أهل العراق -أحد مكونات جبهة التوافق العراقية البرلمانية- الهجوم، واتهم في بيان له المليشيات المسلحة بالوقوف وراء الحادث، وطالب الحكومة العراقية بالوفاء بالتزاماتها في حماية المساجد.وقال البيان إن العملية تمت تحت أعين "قوات مغاوير الداخلية مما أثار الرعب والخوف في نفوس سكان المنطقة".سياسياً استدعت وزارة الخارجية العراقية القائم بالأعمال التركي في بغداد أمس وسلمته مذكرة احتجاج رسمية على قصف المدفعية التركية مناطق داخل الحدود العراقية في محافظتي دهوك وأربيل شمالي البلاد أدى إلى وقوع أضرار بالغة وحرائق واسعة.وقال بيان للخارجية العراقية إن وكيل الوزارة محمد الحاج حمود طلب من القائم بالأعمال تسليم المذكرة إلى الحكومة التركية في أسرع وقت "والكف عن مثل هذا النشاط حالا".وأشار البيان إلى أن موقف الحكومة العراقية من حزب العمال الكردستاني التركي واضح وصريح وتعتبر وجوده غير شرعي ومرفوض. وأكد حرص العراق الكامل على التعاون مع السلطات التركية "لإزالة المخاوف التركية المشروعة" من خلال الحوار البناء والتعاون الإيجابي.وجاء هذا التطور بعدما ذكر مسوؤلون أكراد أن الجيش التركي قصف مواقع لمن يسميهم متمردين أكرادا داخل الأراضي العراقية. وأشار مسؤول في الاتحاد الوطني الكردستاني إلى أن القصف المدفعي شمل الليلة البارحة تسع قرى في منطقة صديقان في أربيل قرب الحدود التركية العراقية.وذكرت الأنباء في دهوك على الحدود العراقية التركية إن القصف يتركز على مواقع وعرة يعتقد الجيش التركي أن مقاتلي حزب العمال الكردستاني يتمركزون فيها، مشيرا إلى أن القصف شمل الشريط الحدودي الممتد من زاخو غربا إلى أربيل والمثلث الحدودي المسمى بمنطقة حاج عمران شرقا.وأوضحت أن القصف لم يؤد إلى سقوط ضحايا ، لكنه مستمر بشكل متقطع بين الحين والآخر مما دفع سكان بعض القرى الحدودية إلى الهرب لمناطق أكثر أمنا.وكان مسؤول عسكري تركي كشف الأربعاء الماضي عن تنفيذ القوات التركية لما سماها "عملية محدودة" في شمال العراق في الأيام الأخيرة في إطار تعقب المتمردين الأكراد، لكن كلا من بغداد وأنقرة نفتا قبل أيام أي توغل للجيش التركي في الأراضي العراقية.