للاعتقاد بأنهم على صلة بميليشيات أو جماعات مسلحة
بغداد/14 أكتوبر/رويترز: قالت الحكومة العراقية أمس الأحد ان أكثر من 14 ألف موظف بوزارة الداخلية فصلوا لعدم احترامهم لحقوق الإنسان مؤكدة رفضها لتقرير للجنة أمريكية اتهمت الشرطة بالطائفية. وقال المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ ان تقرير اللجنة المستقلة التي رأسها الجنرال جيمس جونز القائد السابق للقوات الأمريكية في أوروبا هو تقرير ناقص ولا يرسم الصورة الحقيقية لما يجري في العراق. وأوصت اللجنة بان يتم إلغاء قوة الشرطة الوطنية العراقية التي يعتقد العراقيون على نطاق واسع أنها خاضعة لهيمنة الشيعة وان يعاد تنظيمها بسبب الطائفية التي تسود وحداتها مما جعلها "غير فعالة عمليا." وقالت أيضا ان الفساد والطائفية ينتشران في وزارة الداخلية التي تشرف على قوة الشرطة. وقال الجيش الأمريكي في العراق انه سيدرس التقرير ويبحث عن المواضع التي يمكن ان يجري فيها تعديلات في برنامج تدريب الشرطة لكن ليس من المرجح ان يوافق على إعادة بناء قوة الشرطة من البداية. ودافع الدباغ عن أداء قوات الأمن العراقية وقال انه يجري القيام بجهود جادة لتطهير صفوف الشرطة التي اتهمت طويلا بالتواطؤ في أعمال العنف الطائفية ضد الأقلية من السنة العرب. وقال في مؤتمر صحفي انه حتى يوم أمس الأول تم إبعاد أكثر من 14 ألف موظف في وزارة الداخلية عن مناصبهم لأنهم لا يحترمون حقوق الإنسان أو للاعتقاد بأنهم على صلة بميليشيات أو جماعات مسلحة. وكان مسئولون أمريكيون وعراقيون قد ذكروا من قبل ان جميع قادة الألوية التسعة في الشرطة الوطنية و17 من 24 من قادة الكتائب فصلوا وتم إحلال آخرين محلهم. وقال تقرير لجنة جونز أيضا ان الجيش العراقي لن يستطيع العمل بصورة مستقلة خلال فترة تصل إلى عام أو عام ونصف. وامتنع الدباغ عن التعليق المباشر على هذا الإطار الزمني لكنه اعترف بان قوات الأمن العراقية لا تزال في حاجة إلى مساعدة الجيش الأمريكي. ويتفق المحللون على ان قدرات الجيش العراقي الذي أعيد بناؤه بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 قد تحسنت لكنه لا يزال يعتمد بشدة على الجيش الأمريكي في شؤون الإمداد والتموين والدعم الجوي خلال عمليات مكافحة التمرد المسلح. وقال الدباغ ان الحكومة تعتقد ان قوات الأمن العراقية قامت بعمل جيد لكنها لا تزال في حاجة إلى تدريب والى دعم من القوات متعددة الجنسيات." وأضاف انه عندما تتحسن الأوضاع فان الحكومة العراقية ستتمكن من الحديث عن جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية. ويوجد في العراق حاليا أكثر من 160 ألف جندي أمريكي في إطار سياسة الرئيس الأمريكي جورج بوش لزيادة عدد القوات لتساعد في خفض أعمال العنف الطائفية ومنح قادة العراق الوقت اللازم للمصالحة بين الطائفتين المتحاربتين من السنة والشيعة. ويعتبر تدريب قوات الأمن العراقية للقيام بواجبات قتالية أكثر بدلا من القوات الأمريكية شرطا مسبقا لبدء عملية انسحاب القوات الأمريكية.