صباح الخير
هل تجاوزنا ثقافة العيب في مجتمعنا اليمني ، كما هو الحال في بعض المجتمعات العربية ؟ ففي المملكة العربية السعودية مثلاً بدأت الدولة في سعودة بعض الوظائف والمهن وإحلال العمالة المحلية بدلاً من الأجنبية بعد أن ارتفعت نسبة البطالة بين الشباب في سن العمل نظراً لعزوف هؤلاء الشباب عن بعض المهن والوظائف واحلال العمالة الوافدة فيها بعد عزوف الشباب السعودي عنها أسوة بكثير من الدول العربية التي تعود فيها الشباب على حياة الترف وانتظار وظيفة الدولة وفي موقع محددة وليست اية وظيفة أو أية مهنة الشباب السعودي اضطرته الحاجة إلى العمل إلا أنه ينظر إلى بعض الوظائف بازدراء ودونية ، وبدأ أنه ليس بمقدور الدولة مهما كانت إمكانياتها أن توفى حاجة الشباب من الوظائف التي يحتاجونها مهما كانت إمكانياتها ومتطلبات التوظيف فيها وأن لاعيب في كسب الرزق بشرف مهما كانت الوظيفة أو المهنة بدلاً من العيش عالة على الأهل والمجتمع والدولة ، وأن قيمة الإنسان في مجتمعة وأسرته تحددها نسبة عطائه في عمله بغض النظر عن نوع العمل ومكانته ، فكل إنسان مهمم في عمله بقدر ما يعطى فيه لا بقدر المكانة التي تحتلها وفي بلدنا ايضاً دفعت أزمة الحصول على الوظيفة الحكومية الكثير من الشباب إلى البحث عنها في القطاع الخاص ، وفي العمل الحر ووجد كثير من الشباب أنفسهم في وظائف مهم لم تخطر على بالهم يوماً بعد أن فضلوا البحث عنها بدلاً من الجلوس عاطلين دون عمل يندبون حظهم العاثر ، والوظيفة الحكومية المجهولة في علم الغيب التي قد تأتي وقد لا تأتي ، وتجاوزنا بذلك ثقافة العيب التي كانت تسود مجتمعنا أمام العمل الحر وبعض المهن ، ويعد كثير من الأهل رغم ما يعانيه الشباب من مشكلة النفور من التعليم في الحصول على أعلى الشهادات حتى وأن كانت شكلاً بدون مضمون ولا محتوى طمعاً في الوظيفة الحكومية أو الراتب العالي ، سواء في قطاع الدولة أو القطاع الخاص ولا يجد الشباب التوجيه اللازم سواء من الأهل أو الدولة في المساعدة بتحديد الاتجاه الذي يجب أن يسيروا فيه بما يخدم طموحاتهم وميولهم والإمكانات التي تتوفر لديهم وتعود بالصالح لهم ولمجتمعهم وهذا ما يجب أن تعطيه الدولة بعض الاهتمام المساعدة الشباب في تحديد ملكاتهم وفي تحديد نوع العمل الذي لابد أن يختاروه ويجدوا أنفسهم فيه .