صباح الخير
عدن اليوم السبت .. تحتفي بشاعرها الخالد .. الدكتور محمد عبده غانم أبو الدكاترة والشعراء والفنانين والفلاسفة.. أبنائه الذين نهلوا منه فصاروا نسخة مخلدة لعلمه وثقافته ووطنيته الفياضة على مر التاريخ .محمد عبده غانم اليوم ، تتشرف به عدن وترفع اسمه عالياً في لفتة وفاء تكرمه به وإن كان قد تم في سنوات ( عجاف ) نسيانه، رسمياً، إلا أنه كان القلب والضمير دائماً.. والشعوب الحية تخلد أدباءها .. وتعتبر أن موت أديب هو موت أمة.. وكم قد مات من عظماء بلادنا .. فماتت ضمائر الأمة ولم تعد ( رسمياً ) تتذكر إلا مصالحها في أحسن الأحوال. بني السودان والسودان شعب أحق الناس بالقدر المهاب نزلت بقطركم في يوم عيد ندي اللحن مصطفق الملاب وكنت بذاك أسعد يعربي يرى السودان مرموق الجناب هكذا كان شاعرنا الأغر يعتز بالسودان الذي درس فيه وذاب في ناسه وحضارته، مثله مثل لطفى أمان .. عبقري الشهر العدني الأصيل .. وهي مفارقة أن نجد إخوتنا السودانيين في عدن يبادلون الغانم شعوراً مماثلاً فقد كان المرحوم الأستاذ/ محمد مجذوب علي - أستاذ الأجيال ، الذي عرفناه جيلاً وأكثر كان يعشق عدن واليمن وأي عشق هذا. ربع قرن- يا حياتي - يا يمن ربع قرن في عدن .. ربع قرن لليمن طاب لي العيش فعشت وغزاني الشيب صادتني المحن نلت منك الحب والتقدير لي صرت وطن هكذا تتوارد خواطر العظماء، كل يناجي الوطن الذي تعلم فيه أو علم أبناءه، وكلاهما قد خلدتهما المواقف والقصائد والأخلاق العالية !عدن اليوم .. صحت من سباتها ، وفاقت من غيبوبتها .. وهاهي تقدم الأعلام الكبار في ملحمة التخليد الذي ما كان لها أن تتأخر عنه كثيراً، لكن العبرة في النهاية.. وعسى أن يكون التخليد لائقاً بقلم كبير كنا أطلقنا اسمه على ( ثانوية خورمكسر ) قبل سنين ، لكنه حريّ بأن أن ينال ماهو أكبر بكبر شواطئ عدن وجبالها وأهلها الأوفياء وتاريخها التليد! اليوم تشهد عدن ومن على صرح علمي كبير هو كلية الآداب - بجامعة عدن، مهرجاناً فريداً لتكريم الجميل المربي والسياسي والأديب د. محمد عبده غانم وسط كوكبة من المثقفين والعلماء والشخصيات الوطنية وفي المقدمة محبوه وأبناؤه وتلامذته : من وزراء ودكاترة ومسؤولين ومواطنين أوفياء. عدن اليوم تفتح صفحة لم تكن قد فتحت من قبل .. وهو ما نشد على أيدي القائمين عليها للمضي قدماً نحو الإبحار واستخراج اللؤلؤ الدفين من مكتنزاتنا الثمينة الجديرة بالتكريم والتخليد. لك الرحمة والغفران يا شاعرنا الكبير .. ولك علينا حق الوفاء الذي بدأنا به اليوم ليتواصل، إن شاء الله ، على مر التاريخ!