الخارجية الفلسطينية : الدول العربية قررت التقدم بمشروع قرار لوقف التصعيد الإسرائيلي
الأراضي المحتلة/وكالات/سبأ:عمت الفوضى والرعب منزل عائلة المواطن الفلسطينى حجاج التى اصابتها قذيفة أسرائيلية فانتزعت حياة الام وطفلتها التى لم تتجاوز السادسة من عمرها واحد شبان العائلة فيما ارسل الباقون الى المستشفى للعلاج قبل ان يكملوا عشائهم الليلة قبل الماضية.وكانت قذيفة اسرائيلية قد سقطت على منزل أل حجاج فى حى الشجاعية شرق مدينة غزة وادت الى استشهاد ثلاثة أفراد بينهم طفلة واصابة عدد آخر من افراد العائلة بعضهم فى حالة الخطر الشديد.ووصف احد جيران العائلة المشهد الدامى وهو يغالب دموعه قائلا بينما كنا نعتزم اخلاء منازلنا التى أصبح قصف قوات الاحتلال يصيبها بصورة مباشرة ومع بدء حلول الظلام تفاجأ الجميع بسقوط قذيفة اسرائيلية على منزل حجاج وأدت القذيفة التى أصابت المنزل بصورة مباشرة الى استشهاد كل من أمونة يوسف حجاج /45عاما/ وولدها محمد /20عاما / وطفلتها روان /6 أعوام/ وقد تم نقل الجثامين الى مستشفى الشفاء فى مدينة غزة ووصل عدد الجرحى الى خمسة معظمهم بحالة الخطر الشديد مما ينذر بارتفاع عدد الشهداء فى أى لحظة.وتابع قائلا سارعنا لنتحقق من نتائج القصف فوجدنا دمارا كبيرا وأشلاء متناثرة فى المكان والمنزل دمر جزءا كبيرا منه ووصلت سيارات الاسعاف الى المكان وبدأ المسعفون باخلاء الشهداء والجرحى.ووصف مواطن آخر حالة الهلع التى أصابت أفراد أسرته جراء ذلك القصف الصهيونى قائلا لقد تضرر منزلى الذى يلاصق منزل عائلة حجاج وأخذ أطفالى فى الصراخ والبكاء وأحدهم أغمى عليه جراء الخوف الشديد من هول الصدمة.واشار الى ان الآليات والمروحيات الاسرائيلية تطلق منذ ساعات الفجر الاولى قذائفها وأسلحتها الثقيلة باتجاه المنازل فى المنطقة القريبة من الحدود الشرقية لمدينة غزة.وتعيد هذه الجريمة البشعة الى الاذهان مجزرة ال غالية التى كانت اقترفتها قوات الاحتلال الاسرائيلى عندما استهدفت عائلة غالية على شاطى بحر غزة حيث راح ضحية هذا القصف العدوانى حينها سبعة شهداء من نفس العائلة. على صعيد الوضع الانساني المؤلم في قطاع غزة فقد طالب الامين العام للامم المتحدة كوفى عنان بأن يتمكن موظفو الامم المتحدة والمساعدة الانسانية من الوصول على الفور الى قطاع غزة حيث تقوم سلطات الاحتلال الاسرائيلية بعدوانها المسلح على القطاع.وقال بيان للامين العام للامم المتحدة اصدره مكتبه امس ان من الضرورى تأمين مرور المواد الغذائية والحاجات الاخرى الضرورية عبر معبر كارنى ورفع القيود فورا عن تحركات ووصول وكالات الامم المتحدة.ولاحظ عنان ان قصف الاسرائيليين فى 28 يونيو للمحطة الكهربائية الوحيدة فى قطاع غزة أثر كثيرا على المستشفيات وتوزيع المياه وشبكات الصرف الصحى فى الاراضى الفلسطينية، وطلب من الحكومة الاسرائيلية ان تؤمن بصورة عاجلة بديلا من المعدات المدمرة.وحذرت وكالات الامم المتحدة العاملة فى الاراضى الفلسطينية من ان غزة على شفير كارثة انسانية الا اذا حصل تحرك فورى وعاجل، وذكرت الوكالات الانسانية للامم المتحدة ان الوضع مثير للقلق فى غزة، مع تزايد معدلات نسبة الفقر والبطالة بصورة مخيفة.في غضون ذلك أدان جون جونج مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين /الانروا/ فى غزة بشدة قيام جيش الاحتلال الاسرائيلى باجبار عشرات الاسر الفلسطينية على النزوح من منازلها فى رفح جنوب قطاع غزة. واصفا هذه الخطوة بأنها بمثابة عقاب جماعى ومحاربة حياة المواطنين الابرياء.وطالب جونج المجتمع الدولى بالتدخل لمنع كارثة انسانية فى قطاع غزة ..مؤكدا ان الوضع الحالى فى القطاع أصبح فى غاية الخطورة والوضع الانسانى سىء ويزداد سوءاً وان واجب الوكالة العمل لانقاذ حياة المواطنين المحاصرين داخل منازلهم فى منطقة الشوكة. وقال خلال مؤتمر صحفى عقده أمس ان /الاونروا/ لا تستطيع تقديم المساعدات للفلسطينيين طالما استمر اغلاق معبر كارنى.. مشيرا الى أن /235 /حاوية محتجزة لدى الجانب الاسرائيلى منذ العملية التى وقعت فى محيط معبر /كرم أبو سالم/ الشهر الماضى.. لافتا الى أن هذا الوضع يحمل الاونروا تكاليف باهظة تحد من حجم المساعدات التى تقدمها لسكان قطاع غزة. إلى ذلك حذر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أمس الاحد من كارثة انسانية محققة فى قطاع غزة اثر الحصار المفروض على هذا القطاع بسبب نفاد الادوية والمواد الغذائية والمحروقات.وقال عريقات فى مؤتمر صحافى عقده فى رام الله انه سقط منذ بدء الاجتياح الاسرائيلى لغزة 56 شهيدا واكثر من 280 جريحا .. مشيرا الى ان الوقود الذى يشغل مولدات الكهرباء فى المستشفيات وخصوصا غرف العمليات قد نفد. مما يهدد بتوقف المستشفيات عن العمل وخصوصا غرف العمليات التى يجرى فيها اسعاف وانقاذ حياة مئات الجرحى من جراء العدوان الاسرائيلى. ودعا جميع المنظمات الانسانية الدولية الى الوجود فى غزة فورا لانقاذ حياة المواطنين الذين يبلغ عددهم مليونا و300 الف فلسطينى يعيشون فى اكبر سجن عرفه التاريخ الانسانى. ولفت المسؤول الفلسطينى الى ان قطاع غزة يحتاج الى نحو 5ر10 ملايين ليتر من المحروقات شهريا وهذه الكمية نفدت لانه لم يدخل اى ليتر من المحروقات منذ بدء الاجتياح الاسرائيلى لغزة .. لافتا الى ان غرف العمليات فى مستشفيات غزة وحدها تحتاج يوميا الى ثلاثين الف ليتر من الوقود.من ناحيته أكد الارهابى أيهود اولمرت رئيس وزراء الكيان الصهيونى أمس الاحد فى مستهل جلسة مجلس الوزراء الاسرائيلى الاسبوعية أن العدوان الذى يقوم به جيش الاحتلال حاليا فى قطاع غزة سيستمر الى أن تتحقق الاهداف المحددة له حتى أذا استغرق ذلك شهورا. من جهته أوضح افى ديختر وزير الامن الداخلى الاسرائيلى بأنه لا يؤيد فكرة أجراء صفقة يتم بموجبها الافراج عن الجندى الاسرائيلي الاسير جلعاد شليط مقابل أطلاق سراح سجناء فلسطينيين من السجون الاسرائيلية ..مؤكدا معارضته الشديدة لمثل هذه الصفقة.ونقل راديو الاحتلال عن ديختر قوله يجب على الحكومة أن توعز الى جيش الاسرائيلى بأن يقوم بكل شىء ممكن لوقف أطلاق قذائف القسام من قطاع غزة.. مشيرا فى الوقت نفسه الى أن مئتى الف من مواطنى اسرائيل معرضون لخطر هذه القذائف حسب زعمه. في سياق اخر أعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية أمس الاحد أن الدول العربية قررت التقدم الى مجلس الامن الدولى بمشروع قرار يتضمن الوقف الفورى للاعتداءت الاسرائيلية على قطاع غزة والضفة الغربية واجراء تبادل اسرى بين الجانبين.وقالت الخارجية الفلسطينية فى بيان لها أصدرته أمس ان مجلس الجامعة العربية اتفق على مستوى المندوبين على ابلاغ المجموعة العربية فى نيويورك بالموقف العربى حتى تقوم بصياغتها وفق ما تراه مناسبا فى مشروع قرار عربى يطرح على مجلس الامن . ويتضمن مشروع القرار تسعة بنود وهى كالتالى:أولا: الوقف الفورى للاعتداءات الاسرائيلية فورا على قطاع غزة والضفة الغربية.ثانيا: سحب القوات الاسرائيلية فورا من قطاع غزة والمناطق المحاصرة فى الضفة الغربية.ثالثا: اطلاق سراح كافة المسؤولين الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلى .رابعا: تبادل الاسرى بين الجانبين.خامسا: وقف اطلاق النار والعمليات العسكرية بكافة اشكالها.سادسا: عدم التعرض للمدنيين كافة وضرورة توفير الحماية الدولية لهم طبقا للقرارات والاتفاقات الدولية ذات الصلة والقانون الانسانى الدولى.سابعا: التأكيد على ضرورة تضافر الجهود الدولية والتدخل الجدى والفعال من قبل اللجنة الرباعية لاحياء عملية السلام واستئناف المفاوضات.ثامنا: وقف اجراءات الحصار الاقتصادى للاراضى الفلسطينية والتحذير من تداعياتها ومخاطرها الانسانية.تاسعا: التأكيد على خطورة فتح جبهات جديدة والتحذير من مخاطر تلك على الامن والاستقرار فى المنطقة.وفي تطور اخر أمر الرئيس الفلسطينى محمود عباس أمس الاحد بارسال موفدين اثنين الى العاصمة السورية دمشق لاجراء محادثات مع رئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة الاسلامية حماس خالد مشعل فى محاولة لتسوية قضية الجندى الاسرائيلى المحتجز منذ 25 يونيو الماضى.واكد مصدر فى الحكومة الفلسطينية ان عباس طلب من اثنين من اعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وهما تيسير خالد وعبد الله الحورانى لقاء مشعل الذى يعيش فى سوريا.وستتناول المحادثات قضية أسر الجندى الاسرائيلى جلعاد شاليت 19 سنة الذى وقع فى الاسر فى هجوم شنته المقاومة الفلسطينية فى 25 يونيو الماضى على موقع عسكرى صهيونى فى قطاع غزة.ميدانياً تبنت كل من الوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكرى للجان المقاومة الشعبية وكتيبة المجاهدين التابعة لكتائب شهداء الاقصى أمس الاحد أطلاق صاروخين على مستوطنة سديروت الاسرائيلية.وقال الجانبان فى بيان لهما أطلق مجاهدونا صاروخين على بلدة سديروت مما أدى الى تدمير منزل وأصابة مستوطن بأصابة متوسطة، وأشار البيان الى اعتراف الجيش الاسرائيلى بسقوط الصاروخين وأصابة مستوطن أضافة الى انتشار حالة من الهلع فى صفوف المستوطنين. وشدد البيان على أن القصف جاء ردا على عمليات القتل المنظم التى تنفذها اسرائيل بحق الشعب الفلسطينى .. موكدا العزم على مواصلة قصف المستوطنات الاسرائيلية.