أفراد من الجيش الأمريكي يساعدون طاقم طائرة هليكوبتر تابعة لسلاح البحرية في تفريغ إمدادات غذائية بمطار بورت او برنس في هايتي يوم أول أمس الجمعة.
بورت او برنس/14 أكتوبر (رويترز): تصاعد التوتر بين مواطني هايتي البائسين الذين ينتظرون مساعدات دولية وأغذية بدأت تتوافد ببطء بعد ثلاثة أيام من زلزال مدمر قالت سلطات في هايتي انه أودى بحياة 200 ألف شخص.وسمحت حكومة هايتي للولايات المتحدة بالسيطرة على الميناء الجوي الرئيسي في البلاد لتنظيم الرحلات الجوية التي تنقل المساعدات من أنحاء العالم والإغاثة السريعة للدولة المنكوبة الواقعة في البحر الكاريبي.وتوجهت يوم أمس السبت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الى بورت او برنس ويستقبلها في المطار الرئيس رينيه بريفال. وتجلب طائرتها امدادات وستنقل معها أمريكيين من هايتي.وقالت كلينتون «سنوضح أيضا بشكل مباشر للغاية وشخصي لشعب هايتي دعمنا المستمر له على المدى الطويل.»وتنقل شاحنات جثثا الى مدافن جماعية تم حفرها على عجل خارج المدينة لكن يعتقد أن آلاف الجثث لا تزال مدفونة تحت الانقاض.وقال وزير الداخلية في هايتي انطوني باين-ايمي لرويترز «جمعنا بالفعل نحو 50 الف جثة ونتوقع ان يكون هناك في المجمل ما بين 100 الف و200 الف قتيل على الرغم من اننا لن نعرف قط العدد على وجه الدقة.»وقال اراميك لويس وزير الدولة للامن العام ان نحو 40 الف جثة دفنت في مقابر جماعية.واذا ثبتت صحة عدد القتلى فان هذا الزلزال الذي بلغت قوته سبع درجات والذي هز هايتي يوم الثلاثاء سيكون واحدا من بين ادمى عشرة زلازل سجلت حتى الآن.وأضاف اليسك لارسين وزير الصحة في هايتي لرويترز انه سيتعين اعادة بناء ثلاثة أرباع بورت او برنس.وبعد ثلاثة ايام من وقوع الزلزال بدأت عصابات من اللصوص في الانقضاض على الناجين الذين يعيشون في مخيمات مؤقتة على الارصفة والشوارع التي تناثرت فيها الانقاض والجثث المتحللة في الوقت الذي هزت فيه الهزات الارتدادية الاحياء الجبلية بالعاصمة.وأفادت سلطات بوقوع بعض حوادث النهب وتنامي الغضب بين الناجين الذين أصيبوا بالاحباط بسبب تأخر المساعدات وفي الوقت نفسه هرعت الولايات المتحدة ودول أخرى لتوصيل الغذاء والماء والامدادات الطبية عبر المطار المزدحم والميناء المحطم في البلاد والطرق التي أغلقت الانقاض بعضها.واقتتل مواطنون جوعى في بورت او برنس على أكياس غذاء وزعتها شاحنات تابعة للامم المتحدة في وسط مدينة بورت او برنس.وحذر مسؤول كبير في الامم المتحدة من أن الجوع قد يؤجج توترا اذا لم تصل المساعدات بسرعة لكنه قال ان القانون والنظام لايزالان في نطاق السيطرة في الوقت الحالي.وقال ألين لو روي سكرتير الامين العام للامم المتحدة لشؤون حفظ السلام لبرنامج في قناة (بي.بي.اس) «وقعت بعض الحوادث حيث سرق البعض واقتتل آخرون على الغذاء. انهم بائسون ولم يحصلوا على غذاء أو أي مساعدات منذ ثلاثة أيام.»وأضاف «يجب أن نضمن ألا يتفاقم الموقف لكن حتى لا يحدث هذا يجب أن نتأكد من مجيء المساعدات بأقصى سرعة ممكنة لهؤلاء الناس المحتاجين للغذاء والدواء.»وفقدت بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في هايتي 36 على الأقل من إفرادها في الكارثة عند انهيار مقرها هناك. ولم يعرف مصير اثنين من كبار مسئولي البعثة في هايتي.ولم تكن حكومة هايتي أحسن حالا لمواجهة الأزمة حيث دمر الزلزال القصر الرئاسي وتسبب في قطع الاتصالات والكهرباء.وقال بريفال لرويترز في اتصال هاتفي من مقر الشرطة القضائية حيث يقيم «ليس لدي منزل وليس لدي تليفون. هذا هو قصري الآن.»وأضاف «يجب أن نتأكد من توفر الغاز حتى تتمكن الشاحنات من جمع الجثث. المستشفيات مكدسة.».وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما ان الولايات المتحدة والبرازيل والمكسيك وكندا وفرنسا وكولومبيا وروسيا واليابان وبريطانيا ودولاً أخرى تمكنت من نقل عاملين في مجال الانقاذ وامدادات جوا.وأضاف وزير الامن العام في هايتي «بدأنا نرسل شرطتنا الى المناطق التي بدأ يعمل فيها قطاع الطرق.بعض الناس يقومون بالسرقة وهذا خطأ.«الناس الذين يعيشون في اماكن الايواء يغضبون بمجرد الا يجدوا الطعام والمساعدة. رسالتنا للجميع هي ان يبقوا هادئين.».وأرسلت حكومات وجماعات إغاثة من شتى إنحاء العالم إمدادات اغاثة وفرقا طبية إلى هايتي وهي بالفعل أفقر دول نصف الكرة الغربي.