لماذا يلجأ خريجو المعاهد التقنية والمهنية والكليات الزراعية للبحث عن عمل في حقل التربية والتعليم للتدريس
لحج/ عادل محمد قائدإن التعليم هو عملية إكتساب المعارف والقدرات والتوجيهات الاجتماعية أما العمل يقصد به المشاركة في النشاط الاجتماعي والاقتصادي في إنتاج السلع والخدمات، ومن ثم فإن محصلة التعليم والعمل سمتان جوهريتان لأي مجتمع، ومما لا شك فيه أن هناك صلة وثيقة بين التعليم والعمل فهما وجهان أساسيان للنشاط الإنساني في كل المجتمعات البشرية وبالتالي لابد من إدراك العلاقة بين التعليم والتدريب المهني والتقني.فالتعليم يحضر لعالم العمل، بينما التدريب التقني والمهني يعمل على توافق المهارات مع سوق العمل.. والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن الآن!..هل للتعليم والتدريب تأثيرات وإنعكاسات على سوق العمل؟وهل لفرص العمل تنامياً خطياً مع التعليم الزراعي والتنمية في القطاع الزراعي؟..لا شك أن التعليم والتدريب من شأنه تأهيل وإعداد الأفراد للإنخراط في سوق العمل، والعلاقة بين رقي الفرد في سلم التعليم والتدريب وبين ما يكتسبه من مهارات وقدرات على العمل وتفهم متطلبات الوظيفة، تمكنه من تطويع عناصر الإنتاج لمصلحة العمل..ويقول الأستاذ/ نجيب أحمد محسن سلام/ المعهد التقني الزراعي بلحج :-وتزداد أهمية التعليم والتدريب كلما أزداد تطور التقنيات والاتصالات والمواصلات ووسائل الإنتاج.. وفي عصر العولمة أصبحت تتضاءل قدرة العمال على المنافسة في ظل احتلاك أجهزة الحاسوب والاتمتة مواقع العمال في الإنتاج، فالتقنيات الحديثة تتطلب كادراً تقنياً يمتلك قدرات علمية ومهاراتية خاصة في تقنية وسائل الإنتاج والإنتاج نفسه.إن هذا التطور التكنولوجي يخلق فرص عمل جديدة ومن نوع خاص إضافة إلى إن الميكنة الزراعية توفر فرص عمل مهنية وفنية كثيرة. فإذا نظرنا إلى معدلات نمو عدد المشتغلين ومعدلات نمو القوى العاملة، نجد أن معدل نمو القوى العاملة يزداد كثيراً عن معدل نمو عدد المشتغلين وهذا مؤشر واضح على ظهور البطالة في المجتمع ولذلك تلجأ الدولة لخلق فرص العمل لاستيعاب الخريجين والتقنيين والفنيين والمهنيين بتحرير الأشعار والخصخصة لدعم الإنتاج وتشجيع رأس المال الوطني والأجنبي للدخول في استثمارات كبرى ومن هنا تبرز أهمية التنمية المستدامة من خلال وضع آليات لتعزيز قدرات الدولة في مجال استخدام التقنيات والاستفادة من التقنيات والمناهج المتوفرة لتطوير نظم الزراعة والصناعة والاستغلال الرشيد للموارد خاصة وأننا دولة نعاني من تدني الإنتاج وتدهور الموارد، والتصحر، استنزاف المياه، التلوث البيئي، ومن خلال تشجيع القطاع الخاص والقطاع العام في استثمارات مشتركة في مجال التنمية الزراعية كما أعطت الدولة جل اهتمامها للتعليم التقني والتدريب المهني في القطاعات المختلفة والقطاع الزراعي أحد الأعمدة الأساسية في الاقتصاد الوطني.وأضاف الأخ نجيب أحمد محسن سلام مدرس في المعهد التقني الزراعي بلحج أن هناك مجالات عديدة وأنشطة زراعية متنوعة وتعتبر حيوية وهامة في حياة الناس والتنمية، ولكن لماذا البطالة وقلة الطلب على مخرجات التعليم الزراعي التقني والمهني والجامعي، فيلجأ الخريجون من المعاهد التقنية والمهنية والكليات الزراعية للبحث عن عمل في حقل التربية والتعليم للتدريس نظراً لعدم توفر الوظائف الحكومية في هذا المجال وبأعداد ضئيلة جداً كما أن القطاع الخاص في المشروعات الزراعية الصغيرة أو الاستثمارات الزراعية الكبيرة لا تستوعب مخرجات التعليم الزراعي أيضاً.. موضحاً أن النظرة التقليدية لدى المرتبطين بالنشاط الزراعي (فلاحين، قطاع خاص، استثمارات زراعية) نظرة سطحية وقاصرة أنهم يرون أن العمل الزراعي سهل ولا يحتاج إلى تأهيل أو تدريب ويمكن للفرد أن يكتسب المهارات الفنية والتقنية من خلال الممارسة الذاتية والنصح والإرشاد.مؤكداً : والحقيقة أن مجالات العمل الزراعي كثيرة ولا تقل أهمية عن بقية مجالات العمل الأخرى كالصناعي والصحي والتجاري وغيرها.مثلاً عمليات الإنتاج في المزارع النباتية والحيوانية والصناعات الغذائية من يديرها لن تجد فيها لمخرجات التعليم الزراعي إلا عدد بسيط. وهنا المجالات كثيرة إنتاج المحاصيل الزراعية وإدارة بساتين الفاكهة وإنتاج البذور وإنتاج الزهور وإنتاج الدواجن وإنتاج البيض وتربية المواشي وإنتاج اللحوم وتربية الأصناف النباتية المحسنة وتربية السلالات الحيوانية ذات الإنتاجية العالية اليست هذه عمليات إنتاج تتطلب عمالاً فنيين وعمالاً مهرة متدربين..التسويق الزراعي نادراً ما يكون خريجاً زراعياً في التسويق الزراعي لأن المثل يقول (التجارة فهلوة) هذا غير صحيح.. التسويق يتطلب قدرات مهاراتية وفنية جديرة بأن تقوم بنقل المنتج الزراعي وتوصيله إلى يد المستهلك ابتداءً من عملية الحصاد والتجهيز والتعبئة والتخزين والعرض والبيع إلى يد المستهلك وعمليات مكافحة الآفات والأمراض النباتية ابتداءً من التنبؤ بالآفة أو المرض وأساليب الوقاية والمكافحة واختيار المبيد وتجهيزه وخلطه ورشه وصيانة آلات المكافحة بل هندسة الآلات الزراعية والتعامل مع الحيوان المريض ومعالجته أليست كل هذه مهن إنتاجية تتطلب قدرات فنية ومهنية ينتجها التعليم الزراعي في البلاد.وأختتم الأستاذ نجيب أحمد محسن حديثه : ولحل مشكلة البطالة بين مخرجات التعليم الزراعي لابد من تحفيز الخريجين من خلال :-1- توسيع فرص القبول أمام الخريجين لمتابعة دراستهم التخصصية.2- خلق مجالات عمل زراعي في المشاريع التنموية الرائدة بالزام أصحاب الشركات والمؤسسات والاستثمارات الزراعية الكبيرة باستيعاب المهندسين والفنيين والمهرة في الإنتاج الزراعي.3- تشجيع الدولة بقيام المشروعات الزراعية الفردية والتعاونية من خلال توزيع الأراضي الزراعية للخريجين من الكليات والمعاهد التقنية والفنية وتقديم التسهيلات لهم والقروض الميسرة.إن تطوير التعليم الزراعي لابد أن يوضع ضمن أولويات خطط التنمية الزراعية خاصة وإن تطبيق التقنيات الحديثة في الزراعة يتطلب عنصراً بشرياً مؤهل ومدرب قادراً على مواكبة التطور التقني الزراعي.