عمر السبعإنّ العجز المائي يدهور موارد التربة ومكوناتها ويرفع من درجة ملوحتها ويفاقم من رقعة التصحر ويؤدي على تراجع إنتاج المحاصيل الزراعية ورداءة نوعيتها، واليمن من الدول المصنفة عالمياً تحت خط الفقر المائي وتعتمد اعتماداً كلياً على ما يتوافر لديها من مياه جوفية وعلى الأمطار الموسمية المتذبذبة وغير المستقرة من عام إلى عام.واليمن تعتبر المياه مشكلة إستراتيجية وحياتية فلا هي قادرة على تمويل مشاريع المياه الإستراتيجية تمويلاً ذاتياً، ولا طبيعتها الجغرافية ومُناخها يساعدانها في توفير المياه لسكانها الذين يتزايدون بوتيرة عالية ويقطنون سفوح الجبال ومرتفعاتها.إنّ حكومة الجمهورية اليمنية تبذل جهوداً كبيراً مكثفة لمواجهة شح المياه وتنفذ وزارة المياه والبيئة منذ العام 2005م الإستراتيجية الوطنية للمياه بُغية تحقيق النسب المأمولة في أهداف الألفية، وتساهم وزارة الزراعة والري بتشييد مزيداً من السدود في مختلف المحافظات كأحد الحلول الأساسية لحفظ مياه الأمطار واستخداماتها للري وتغذية الأحواض المائية الجوفية، ومن الأساليب الملائمة لتقانات حصاد المياه استخدام طرق الري الحديثة التي تمنع هدر المياه وتخفض فواقد المياه إلى الحدود الدنيا.وتنفذ حكومة الجمهورية اليمنية إجراءات صارمة لوقف الحفر العشوائي وغير المرخص حفاظاً على المياه الجوفية من التدهور بسبب خفض مناسيب مياهها غير المدروس، وقد أحالت بهذا الخصوص بعض الأفراد إلى القضاء.وتقوم وزارة المياه والبيئة بالتعاون مع مؤسسات المياه بصيانة الشبكات العامة للمياه لتقليص الفاقد.. وتتجه القيادة السياسية ووزاراتها المعنية بالتعاون مع المجتمعات المحلية والمنظمات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني ومع القطاع الخاص لمواجهة التحدي المائي، وتلجأ أيضاً إلى المنظمات الدولية المانحة لرفع كفاءة الموارد المائية وترشيد الاستهلاك وتنظيم الاستخدام.إنّ الهدر الأكبر للمياه يذهب في الغالب لري المحاصيل الزراعية المختلفة وخصوصاً زراعة القات واستخدام الري التقليدي، كما أنّ هنالك هدراً بيناً في استخدامات المياه النقية للصناعة وكذا الاستخدامات المنزلية.إنّ التوعية البيئية ونشرها بين أوساط المجتمع، وضرورة التجاوب لهذه التوعية والإرشادات من شأنه أن يساهم في تحسين كفاءة الموارد البيئية، فإنّ إهدار المياه في المنازل والمساجد وورش الإنتاج وتنظيف السيارات كبير جداً وبحاجةٍ إلى تقنين وترشيد حكيم.بيد أنّ الترشيد في الاستهلاك والتوعية بأهمية الماء وتقنين استخداماته لن ينفع في ظل الفقر المائي الخطير في عموم محافظات الجمهورية.لقد أثبتت الدراسات المحلية والخارجية ضرورة البحث عن بدائل لوقف نزف المياه الجوفية، التي بات بعضها يدق ناقوس الخطر، لاسيما حوض صنعاء ومياه عدن وهناك مؤشرات إيجابية لاستخراج كميات المياه من الرطوبة الموجودة في الجو في كل من صنعاء، عدن وحضرموت.. كما أنّ تحلية مياه البحر بات أمراً ضرورياً ولم يُعد ترفاً، فعلينا البدء في التنفيذ قبل أن يبلغ السيل الزبى.
|
ابوواب
الماء .. والجمهورية اليمنية
أخبار متعلقة