بين الولادة والوفاة.. برزخ يدعى الحياة .. هذا البرزخ يتقاصر عند أناس ويتطاول عند أناس آخرين.سلم إلى الله فكل الذيساءك أو سرك من عندههو سيف الموت المسلط على رقاب الخلق أجمعين هو يفزعنا وما يهلكنا إلا الدهر، ولا مناص من الاعتراف بهذه الحقيقة المحزنة، (وتظل حقيقة الحياة والموت لغزاً مبهماً)..إنني جئت وأمضيوأنا لا أعلم.أنا لغز وذهالي،كمجيئي طلسم.والذي أوجد هذا اللغزلغز مبهمعصام.. يا قمة شامخة من قمم المحبة والود والتواضع والمؤانسة. يا من ـ ما ـ إن كنت تراني حتى تستقبلني حفياً بي مرحباً، يا من ولد معي، يا أشواق الطفولة والرجولة، يا من أسرجت العزم خيلاً فرقت زحام الخطوب وياشقيق الروح من جسدي.إن العظيم وإن توارى في الثرىيبقى على مر الدهور مهيباًعصام.. يا إشراقاً سرمدياً يا من تعشب واخضر في وجداني، يا أشجار تناغيني بناً ونخيلاً، يا عالي الصوت، يا وضاحاً وضوح السيف ـ حياً معي تمشي كما كنت.. يا أغنية في شفاه النجوم المقمرات ـ تعجلت ـ في زحام المآسي لكن! لك في القلب قصر الوفاء.فيما العجالة والقلوب وجيعة تغتالها أرزاؤها أرزاءُما عهدتك تتقطب عابساً، يابسمة مشرقة تنساق من قلبك إلى شفتيك، وتسري معانيها المليحة على قسمات وجهك، وعينيك عينان تبتسمان، وحديث يتدفق جنى سائغاً ..أذكرتني يا عصام النخل باسقة في روضة الحلم أوراقاً وأغصاناً كأنك الآن تمشي أمامي واثق الخطا في دروب الأمل، مازلت أراك تتخطى الأنواء بقوة تزيدك ارتباطاً بالحياة وحباً للوطن ـ آه ـ أين أنت وهم مني؟؟أين الصحاب زمان شرخ شبابنا ذهب الزمان وغاب فيه صحابيما قيمة الدنيا إذا فرشت لنامن بعــد زينتهـــا فراش تــرابتحية طيبة،،يقولون يا عصام.. إن أصدق دمع العين محمرة ـ إذاً ماذا عني أنا وعن سكاكين أوجاعي.هل كنت أبخل بالدموع على أخي أفلم يقرح دمعي الأجفاناقلبي وروحي يا عصام وحزنهفاضت عليك محبة وحناناوفي الختام،الكلمة الطيبة، وعزاء الأحبة خير مواساة لك عصام وأهلك، وشفاء لجراحنا، وسلاماً إلى حين مستقر رحمة الله..خذ العهد من قلب عن العهد ما انثنىولا حاد عن إكرامه أو تحولاحملنــا همـــوم الناس حبـــاً وهمنـــا وفاءً لحب الناس مازال مهملا (مولدنا واحد، وقبرنا واحد)..*محمد نعمان الشرجبي
