بوستر فيلم “مطر” المشارك في المهرجان
جدة / متابعات :بعد هجرة خارجية حققت حضوراً جيداً في مهرجانات خليجية وعربية وجدت بعض العروض السينمائية السعودية فرصة للظهور داخل وطنها وذلك من خلال مشاركتها الأخيرة في مهرجان الأفلام الآسيوية الثالث 2010 في جدة، والذي انطلق في 17 فبراير ومن المقرر استمراره حتى اليوم الإثنين وأقيمت عروضه في حديقة منزل القنصل العام لليابان ومقر القنصلية العامة لكل من سريلانكا وسلطنة بروناي، وخصصت إدارة المهرجان يوماً واحداً لكل دولة لعرض أفلامها.سيطر موضوع الإعاقات السمعية والبصرية على الأفلام في أمسية الثلاثاء الماضي، وحاز فيلم «الصمت» لفيصل الحربي على انتباه حضور المهرجان، والذي يحكي حياة الشاب خالد وأخته الأصمين بعد فقدان والديهما في حادث مروري، لتتولى جارتهما نورة رعاية الطفلين إلى أن يستقلا في منزل خاص يطور فيه خالد موهبته في العزف، بينما تغني أخته بلغة الإشارة.كما أشار تفصيل دقيق في أحد مشاهد الفيلم إلى منع العادات السعودية لخالد من زيارة الجارة نورة، ليعتمد بالتالي على أخته في الاطمئنان على أحوال الجارة وسبر أمورها، وهنا تجدر الإشارة إلى أن «الصمت» هو الفيلم السعودي الوحيد الذي تم قبوله للعرض في مهرجان كان السينمائي 2009.ونال فيلم «مطر» لعبدالله آل عياف ردوداً إيجابية من الحضور، وقد سبق للفيلم الفوز بجائزة النخلة الفضية للأفلام القصيرة في مسابقة الأفلام السعودية 2008، فيما كان أول فيلم عرض في الأمسية «الحصن» للمخرج فيصل العتيبي، وهو وثائقي يتناول جبال فيفاء (جازان) الواقعة جنوب السعودية باعتبارها وجهة سياحية لم ينتبه إليها محبو الطبيعة بعد، ويسلط الفيلم الحائز على الجائزة الثالثة لمسابقة الأفلام الوثائقية بمهرجان السينما الخليجي 2009، الضوء على الخصوصية الثقافية للمنطقة، والتي احتفظت بها على مر الأجيال.واختتمت الأمسية بالفيلم الكرتوني «مغامرات نمول»، ونمول شخصية كرتونية تحاكي الطفل في حبه للعب والاستكشاف، وغاب عن الشاشة فيلم «مجرد كلمة» الذي يتناول جوانب من حياة طفل عاد من أمريكا إلى الوطن للمخرج سمير عارف، وحضر عوضاً عنه «عيون بلا روح» للمخرج نفسه والذي يحكي تناقضات المجتمع التي التقطتها عدسة الكاميرا.[c1] توظيف السينما[/c]من جانبه أوضح المخرج فهد غزاوي أن الأفلام كانت منتقاة بعناية، ورداً على سؤال لـ»العربية.نت» حول موضوع الإعاقات الذي طال ثلاثة من الأفلام المعروضة من أصل خمسة، أكد غزاوي أنهم لم يقصدوا التحدث عن الإعاقات فقط وإنما الهدف هو «توظيف السينما لخدمة قضية تهمنا، وعرض الأفلام السعودية بصورة جيدة في المهرجان الآسيوي الثالث للأفلام».وبرر غزاوي غياب فيلم «مجرد كلمة» بعدم وصول نسخة صالحة للعرض، فاستعيض عنها بفيلم «عيون بلا روح».الجدير بالذكر أن مهرجان آسيا للأفلام انطلق بمشاركة 28 فيلماً روائياً طويلاً وتسجيلياً قصيراً ووثائقياً متوسط الطول، وتشارك به 13 دولة آسيوية من أبرزها اليابان، كوريا، الهند، الصين، تايلندا، باكستان، سريلانكا، بنغلادش، سنغافورة، إندونيسيا، الفلبين، ماليزيا، وبروناي.وكانت إدارة نادي القنصليات الآسيوية بجدة المنظمة للمهرجان وجهت الدعوة للمثقفين والفنانين والصحافيين والإعلاميين السعوديين لحضور العروض ومشاركة رجال السلك الدبلوماسي وأسرهم وفنانين ومثقفين من مختلف الجنسيات المقيمة في المملكة، حيث تتناول الأفلام العديد من القضايا والموضوعات الإنسانية والسياحية والحضارية والثقافية لدى شعوب الدول المشاركة.من ناحية أخرى أثار السماح للمهرجان بمواصلة عروضه تساؤلات عديدة انتقلت تفاعلاتها للمنتديات والمواقع الإلكترونية السعودية التي اعتبر بعضها ذلك مناهضة لقرار كانت سلطات الأمن السعودية اتخذته في وقت سابق، عندما منعت إقامة الدورة الرابعة من مهرجان جدة السينمائي قبل يوم واحد من افتتاحه في منتصف يوليو 2009، وهو المهرجان السينمائي السعودي الوحيد، معتبرة أن إقامة المهرجان في القنصليات هو محاولة للتمترس بها لمخالفة المنع.