يقول علماء الانثروبولوجيا إن الرجل البدائي عندما أكتشف رجولته فقط..حدث أعظم انقلاب معرفي في التاريخ..فقضى على سيادة المرأة المقدسة..ولا ندري أي اكتشاف (حركي) يعيد عقارب الوقت الى ما قبل أكتوبر..أهي العبارة القائلة (فك الارتباط) التي تقسم المجتمع اليمني الى صهاينة وفلسطينيين..أم هو الاستقواء على الداخل بالخارج أو بالقوى الداعمة لصوملة اليمن؟.ولكن قد تستطيع أية قوة في العالم ان تمنع الإنسان من الحياة ولكنها أبداً لا تستطيع ان تمنعه من الموت دفاعا عن الوطن والإنسان..والتجارب الإنسانية لا تبدأ بفيتنام ولا تنتهي بالعراق..والمعادلة المنطقية لا يمكن ان تساوي الجنة بالجحيم..والوحدة بالانفصال والحرية بالعبودية أو بالعودة الى ما قبل أكتوبر والتعددية بالشمولية..وصندوق الأصوات بصندوق المتفجرات..وحرية الرأي بحرية الجريمة..والاستقرار بالأفغنة..وما على المواطن المعدم إلا الاختيار.ان الطريق السوي يبدأ بالدين والأخلاق والمسؤولية تجاه الوطن والمواطن وليس تجاه الممولين فقط..كما يبدأ بالسؤال: ماذا يريد المواطن من الدولة.ان المواطن هنا - وكما تعود - لا يشعر بالسعادة إلا عندما يرى أبناء لهجته وهم في السلطة أو في الدفاع.. والاشتراكي اليمني قد أدرك ماذا يريد المواطن فقدم المناصب والرتب والألقاب بدلاً من الماء والكهرباء والبنى التحتية وكل ما يتعلق بالعصر..ولربع قرن.وإذا كان المستحيل عند (نابليون) ليس سوى كلمة مستحيل فليس مستحيلاً على الدولة إعادة النظر في مسألة التوازنات وعلى أساس الأفضل من كل منطقة..أما التوازنات التقليدية فلم تعد صالحة في زمن السلم والتنمية والتصالح الشامل.. فهي تبدد الخيرات الوحدوية.. والتجربة قد أثبتت ان هناك من يكون وحدويا بمقابل وأي شيء آخر بمقابل آخر..فيغدو الارتباط بالودائع أقوى من الارتباط بالوطن.. ويكون الارتزاق بديلا عن الأرزاق..والمتاجرة بالثوابت أسمى من الثوابت.ان قوة الوحدة تكمن في المواطن الذي يفترض ان يرتبط بها كطفل بأمه..وبالتالي كيف يمكن إيجاد أجيال بلا حدود أو لا تؤمن بالحدود.. ولماذا لا نتبع الطريقة الماليزية بتخصيص خطة ما لإنهاء البطالة أولاً.. كأن نستحدث أراضي زراعية في تهامة مثلاً مع منزل ومضخة لكل عاطل عن العمل وبالذات من أبناء المحافظات الجنوبية.ولماذا لا نبدأ ببناء الجمعيات السكنية في عدن وسواها..حتى ولو كان مايسمى (الحراك) يخاف من البناء أكثر من خوفه من الدمار..وقوة الحراك والقوى الداعمة تكمن في البطالة وفي الأخطاء المرتكبة رسمياً..والتي قد تساوي المطالبة بإبعاد هذا المسئول أو ذاك..ولكنها لا يمكن ان تساوي ما يعدونه لإنساننا من جحيم.وإذا كان الكون - كما تقول نظرية الانفجار العظيم - كان مساويا لحجم رأس الدبوس..والله أعلم..فالخطورة تكمن في تجاوز أو ترحيل الأشياء الصغيرة التي تجعل المواطن يبحث عن منقذ أو عن زعيم منتظر حتى ولو كان من أصحاب السوابق أو من ذوي الاحتياجات الخاصة (سياسياً و ذهنياً و أخلاقياً حتى).
أجيـال بلا حـدود..!
أخبار متعلقة