صورة العرب المغلوطة..من المسؤول عنها؟
>إزالة الموانع.. وتوسيع الحوار.. وتفعيل الإعلام ضرورات لابد منها>ألمانيا نموذج للرغبة فيالحوار مع المسلمين وفق قاعدة احترام الآخر وتبادل المنافع فضل على مباركعلى مدى اليومين الماضيين احتضنت مدينة عدن بدفء جمالها وحيويتها ندوة الحوار العربي- الاوروبي عن دور وسائل الاعلام في العالمين في تقريب وجهات النظروكيف يمكن لها ان تخلق اجواء ايجابية لهذا الحوار بمايخدم التقارب واجتناب المواجهة.. وتبادل الثقافات العربية والاسلامية والاوروبية اسهاما فينشر القيم بمايحقق ارضية افضل لنجاح الحوار.وعللى الرغم من الحضور المحدود وتغيب عدد من المشاركين الا ان حيوية الندوة قد حضرت من خلال تلك الموضوعات التيطرقتها اوراق العمل المقدمة الى الندوة.. واسهمت نقاشات وتداولات المشاركين فيبحثها واغنائها بالعديد من الآراء والملاحظات..وقد كانت التوقعات ان تكون المشاركة بأكثر مما كان من منطلق االاهمية التي يكتسبها موضوع الندوة.. والظرف الراهن للمجتمع الدولي الذي يفرض اقامة حوار بين الاسلام- والعرب جزء رئيس منه- والغرب من واقع الهجمات المتبادلة بين الطرفين على الرغم من تغلب الغرب فيها بمايمتلك من وسائل وادوات حرب متفوقة لكن مع ذلك فان الحاجة الى الآخر وعدم الغائه دعت الى ضرورة اقامة حوار حتىيتسنى لشعوب العالمين العيش فيسلام وامان.وقد اكد السفير هانس جونتر جنوتكه المفوض الخاص فيالحكومة الالمانية للحوار مع العالم الاسلامي على استمرار حكومته في تعزيز سياسة الحوار مع العالم الاسلامي.. واشاد بدور وسائل الاعلام كهمزة وصل بين المجتمع والسياسة..وقال : «ان اهمية الحوار تكمن فياطار حوار حقيقي مبني على الاحترام المتبادل الذي لايجوز فيه التغاضي عن المشاكل القائمة».نقاشات المشاركين وجلهم من الزملاء الصحفيين ذوي الخبرات الكبيرة وخبراء في مجال الاعلام الاكاديمي،بينت ان العربي اصبح مهموما بهاجس الصورة التي يعكسها له الاعلام الغربي.. وان هذا العربيلمينشغل كثيرا لتصيحيح هذه الصورة بل عمل على رصدها كواقع،الامر الذيجذّرها لدى العقل الاوروبيواصبح لايرى فيالعربيوالاسلاميسوى الانسان الارهابي.. المدجج بالسلاح.. صنو الجمل والصحراء.. ولميسع الاعلام العربيبما فيه الكفاية للتصدي وتغيير هذه الرؤية.. على ان هناك من رأى- كما طرح الدكتور عبدالله الفقيه فيورقة عمل- اننا كعرب ومسلمين«ينبغيعلينا ان لانلوم الغرب فيتكوين هذه الصورة عنا.. لاننا نعمل الشيء نفسه ولانقوم بأية خطوات لتوضيح الصورة» التي اسهمت فيخلقها جملة من المشاكل منها:- مخلفات الاستعمار.- الهجرةغير الشرعية.- قضايا الحدود بين البلدان.- المناهج الدراسية وما فيها من صور سلبية عن الآخر.وبذلك فان هذه الصورة النمطية التيهيفيالاساس بحسب اجماع الكثير بنيت مسبقا وقائمة على التمييز،ينبغيان تزول من خلال توسيع وتعميق الحوار ومد مظلته.. وفيهذا الصدد لابد من احداث ثورة فيالتغطية الاعلامية من الجانبين الراغبين فيالحوار.. وقبل ذا وذاك- كما قال الاخ عبدالوهاب الآنسي: «ازالة الموانع لجعل الحوار موضوعيا ومحايدا» .. ولاننسى كما اضاف الآنسي: «ان الصورة لايصنعها الطرفان(العربيوالاوروبي) فهناك طرف ثالث متحكم.. بمايمتلك من ادوات تطور.. (الجانب الصهيوني)».وقد اوضح السيديورجن باخمان مدير المركز الاعلاميالالمانيفيالقاهرة: ان هناك توجهاً لدى اوربا للحور مع العرب والمسلمين مبنى على المصلحة المتبادلة التييفرضها الراهن.. مدللا بان حكومة بلاده رغبة منها وسعيا لهذا الحوار قامت بتعيين سفير مفوض للحوار وانشأت مركزا اعلاميا فيالقاهرة بالاضافة الى ماتقوم به العديد من المؤسسات الالمانية من جهد فيهذا الجانب منها ماهو قائم اليوم.. على ان باخمان عاد للتأكيد على مسؤولية العرب بقوله: «انتم مسؤولون عن هذه الصورة التيرسمت عنكم فيالعقل الاوروبي». محاور الندوةاربعة محاور للنقاش تحددت فيها الندوة:الاول: صناعة صورة العرب فيالاعلام الاوروبي:- غالبا مايشعر العرب ان الاعلام الاوربييصورهم من جانب واحد،مما ادى الى خلق تصور عام فيالغربيقول ان العرب متطرفون او اشبه بذلك،من ناحية اخرى فان الاعلام الاوربييدعيانهيطمح لتقديم صورة متوازنة عن العالم العربي،الا ان تأثيره على الرأيالعام محدود فيضوء ذلك حاولت اوراق المحور الاول ان تجيب عن الاسئلة.ما مدى تأثير وسائل الإعلام وكيفيتولد هذا التأثير ؟ وكيف تغيرت صورة العرب فيالعقد الماضي؟الثاني.. صناعة صورة الأوروبيين فيالإعلام العربي:مقارنة مع الشأن العربيتبديوسائل الإعلام العربية اهتماماًضئيلاًبالقضايا الأوروبية،ان الاحداث الأوروبية التيتحظى بأكبر تغطية فيالإعلام العربيهيتلك التيلها تأثير مباشر على العالم العربي،مثل السياسات الغربية فيالعراق أو افغانستان أو إيزان أو فلسطين،وكذلك مسألة إنضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي،هل هذه التغطية مبررة لكونها تخدم فقط اهتمامات الجهمور العربي،أم أنها تقدم صورة مشوهة عن أوروبا ؟ هل تختلف وسائل الإعلام الوطنية أو المختصة بالشؤون العربية عن بعضها فيهذا السياق ؟هذه الاشئلة وغيرها كانت مثار نقاش فيضوء ما قدم من أوراق عمل.الثالث.. تغطية الأخبار بوجهتينظر:طرحت فيهذا الإطار تجربة عدد من المراسلين فيالعالم العربيلوكالاتغربية.. خلصت إلى:ان الطريقة التيتتبعها وسائل الإعلام الأوروبية والعربية فيتغطية الاحداث والاهتمام الذيتبديه بها وكذلك طريقة تحريرها تختلف بشكل كبير عن بعضها،ففيالوقت الذييكون فيه من النادر وجود وسيلة أعلام عربية لا تحكيقصصاًعن الاحداث فيالعراق وفلسطين فيصدارة تغطياتها الإعلامية اليومية،فان الاأحداث فيهذين البلدين تتم تغطيتها فيأوروبا من حين لآخر فقط،بالاضافة الى ذلك،فان مثل هذه الاحداثيتم وصفها بوضوح للعالم العربياستناداًالى وجهة نظر معينة،وذلك من خلال اللغة المستخدمة فيهذا الوصف،كاستخدام تعابير مثل« شهيد» أو« احتلال« ،وهيتعابيرغير موجودة فيالأعلام الغربي،وبصورة عامة،قديكون هناك تفسير لهذا الامريقول بأن القضايا المتعلقة فيالمنطقةيتم تناولها بدرجة عالية من التخصيص،اما القضايا الخارجية فيتم تناولها بدرجة عالية من التوسع،مقارنة مع وسائل الإعلام الأوروبية،من ناحية أخرى،فان موضوعات اخرى مثل النقاشات المتعلقة بارتداء الحجاب فيالمدارس الفرنسية والألمانية تسرد بشكل مغاير تماماًمن قبل الصحفيين العرب والأوروبيين.الرابع.. السبل الكفيلة بتكوين صورة واقعية عن الآخر:يكمن حوهر الحوار فيمعرفة الآخر،تلعب وسائل الإعلام دوراًمهماًفينقل هذه المعلومات الى الجمهور،كيفيمكن ان تساهم وسائل الإعلام فيخلق مناخ ذيصورة واقعية عن الجانب الآخر ويتسم بروح من تبادل الثقافات أكثر من التركيز على المواجهة ؟ ما هيالعقبات فيذلك ؟ وما هيالجهود التيتبذلها وسائل إعلام حكومات المنطقتين ؟هذا ما سعت محاور الاتجاه الرابع الى محاولة الاجابة عنه.ختاماًوعموماً.. فإن الندوة قد استطاعت كمجهود أوليرميحجر فيبئريسعى الناس للشرب من مياهها لكنهميتخوفون الاقتراب منها.
جانب من الحضور