“خروف العيد”..
وكالات/متابعات :فيما يستعد العالم العربي والإسلامي لقدوم عيد الأضحى المبارك، تفاوتت طرق الحصول على “خروف العيد” من شرائه بالتقسيط إلى تهريبه عبر الأنفاق مرورا بـ”التبرك به” لاستشراف المستقبل.ففي مصر، بدأ بعض تجار الماشية بيع خروف العيد بالتقسيط المريح بسبب ارتفاع أسعاره؛ حيث وصل سعر الكيلو من اللحم الضأن إلى 42 جنيها، ما دفع بعدد كبير من الناس في الأحياء الشعبية إلى شرائه بهذه الطريقة.وأكد أحد التجار أن بيع الخراف بالتقسيط ينشط قبل العيد بثلاثة أيام، ويستمر حتى ثالث أيام عيد الأضحى المبارك وذلك بسبب ارتفاع أسعار الخراف هذا العام، بحسب تقرير نشرته صحيفة “القدس العربي” اللندنية السبت 6-12-2008.ويذكر أنه خلال العام الماضي ذُبح ما يزيد عن 250 ألف رأس من الخراف، وما يزيد على 30 ألف رأس من الأبقار والجاموس، بالإضافة إلى أكثر من 20 ألف طن من اللحوم المجمدة في مصر.[c1]المغرب.. التبرك بالخروف[/c]وفي المغرب يعتبر الكثيرون -خاصة في القرى- أن وقوف خروف العيد على قوائمه الأربع بعد ذبحه مباشرة دليل ساطع على مستقبل واعد ينتظر الأسرة المضحية.بينما يعتبر نفوق الأضحية قبل ذبحها أو اكتشاف عيب مفاجئ فيها هو نذير شؤم ومصدر حزن للأسرة، وترخي هذه المعتقدات بظلالها على الاحتفال بيوم العيد.ويلجأ آخرون إلى وضع اليد في دماء الأضحية وطبعها على جدران المنزل للاعتقاد بأنها تمنع الحسد والأرواح الشريرة. وتنتشر هذه المعتقدات في أغلب القرى المغربية.وتقوم بعض النسوة بتجميع القطرات الأولى من دماء الأضحية في أقمشة بيضاء واستعمالها كدواء لعلاج بعض الأمراض.وبحسب أرقام رسمية فان المغاربة سيشترون نحو خمسة ملايين رأس من الضان (4,6 ملايين) والماعز (400 الف) للاحتفال بعيد الأضحى ضمن الأسر وعلى مدى أيام ثلاثة.ويتوقع أن تسجل هذه الاحتفالات في عام 2008 رقم معاملات يفوق 7 مليارات درهم مغربي (640 مليون يورو) ما يشكل دفعة للاقتصاد الريفي والمهن الصغيرة المرتبطة بعيد الاضحى مثل مسني السكاكين والقصابين المتنقلين والدباغين.وتتبع كافة الفئات الاجتماعية في المغرب هذه السنة المؤكدة بحسب التعاليم الإسلامية والاستثناء نادر الحدوث حتى إن المعدمين يقترضون المال لشراء خروف العيد أو متى تعذر معزاة.وتتراوح أسعار الأضاحي من 2500 إلى 5000 درهم مغربي (227 إلى 454 يورو) وحتى أكثر أن تعلق الأمر بكبش وهي تشكل إرهاقا شديدا للأسر الأشد فقرا.غير ان الضغط الاجتماعي شديد ويصعب معه تجاهل العيد. وكتبت صحيفة لوبينيون المقربة من الحكومة الخميس الماضي”ما العمل يوم العيد إذا لم يكن لدينا خروف نذبحه؟” مشيرة إلى “ان الاكتفاء باستنشاق قتار شواء الجار يشكل معاناة رهيبة تكاد أن تكون اهانة”.وتسجل نهاية الأسبوع الأخيرة قبل العيد أعلى معدلات البيع وتشهد تدفق سكان المدن على الأرياف وحتى جبال الأطلس, لاقتناء أفضل أضحية بأحسن الأسعار.ومهما يكن من أمر فان العرض يفوق الطلب بكثير وأكدت وزارة الزراعة المغربية ان 4,3 ملايين من ذكور الضان و2,5 مليون من رؤوس الاناث والماعز ستعرض للبيع أيام العيد هذا العام.وأشير إلى إن الوضع الصحي للقطيع جيد بفضل حملة تلقيح كبيرة أتاحت تلقيح 19 مليون رأس غنم (من قطيع مكون من 22 مليون رأس غنم) ضد طاعون المجترات الصغيرة.وذكرت السلطات الصحية مع ذلك باعراض تتيح التعرف على الشاة المصابة مثل ارتفاع حرارتها وفقدان شهيتها للعلف وصعوبات التنفس والسيلان من الانف او العين والجروح في الفم.ويشتد الطلب على الخروف البالغ عاما من العمر والذي يملك قرنين جميلين. ويكتفي من لا يملك ما يكفي من المال لشراء خروف باقتناء نعاج أو ماعز. والاعلى سعر بين الخرفان هو الخروف من نوع “السردي” يليه “البرقي”.ولكن مهما يكن نوع الكبش فان المهم وجوده يوم العيد حتى ان تطلب الامر الاستدانة. ويطالب الكثيرون في المغرب “بالعودة إلى روح الضيافة والأخوة لمناسبة عيد الأضحى وان يهب الغني كبش العيد للفقير” كما تحرض عليه تعاليم الدين الإسلامي.[c1]غزة.. تهريب عبر الأنفاق[/c]وفي القطاع يعيش الغزاويون حالة من الترقب والانتظار، فلم يعد الآن المواطن يكترث للكهرباء أو الغاز، بقدر ما يكترث لسعر الأضحية ووجودها من عدمه، مع اقتراب عيد الأضحى.وبالرغم من أن بعض الأنفاق تقوم بتهريب الخراف إلى القطاع؛ إلا أن أسعارها لا تقل عن 300 دولار، وهذا سعر مرتفع جدا لا تقدر عليه إلا العائلات الميسورة جدا، وفي الأيام القادمة قابل للزيادة.وقال أحد العمال العاملين بالأنفاق: إن هناك من أدخل عجولا صغيرة قبل شهر تقريبا.وأمام هذا الحصار والارتفاع في أسعار الأضاحي، خرج صوت أجاز توجيه لحوم الأضاحي إلى فلسطينيي غزة، وهذا ما قاله مفتي الديار المصرية علي جمعة، حيث حث على توجيه ذبائح عيد الأضحى إلى قطاع غزة، حيث يعاني أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني من حصار إسرائيلي.