دخل أنيس إلى البيت مسرعاً وأغلق الباب بقوة وكأن أحداً يركض خلفه ووقف أمامي قائلاً وهو يلهث وعلى وجهه اثارة عجيبه:- جارنا وزوجته يتشاجران.. ويكاد ان يضربها بعصا غليظة.سألته بهدؤ:- وهل يتشاجران في الشارع أم على درجات السلم؟قال ومازال يلهث: بل في داخل بيتهما!- وهل كنت أنت معهم في داخل بيتهما؟!- كلا..- وكيف عرفت انه سيضربها بعصاً غليظة؟! هل كان بابهم مفتوحاً؟- كلا لم يكن الباب مفتوحاً.. لكني عندما سمعت الضوضاء اقتربت من الباب ووضعت اذني عليه لأسمع جيداً ثم اشتد فضولي فنظرت من ثقب الباب.صرخت في وجه أنيس بغضب: تلصصت؟! تجسست على الناس في بيوتهم؟ هل وصلت بك الجرأة والوقاحة إلى فعل ذلك؟!لم يجد أنيس مايقوله ووقف يحملق بي في خجل وخوف وقد بدأ يشعر بمدى فداحة الخطأ الذي ارتكبه.. وشعرت أنا بصدمة قاسية لأني لم أكن أتوقع ان يصل "أنيس" إلى هذه الدرجة من السؤ.. فقد نهى الله عز وجل عن التجسس والاغتياب وأوصى سيدنا محمد ( ص) بالجار خيراً فكيف يسمح شخص يحترم نفسه ويحترم الآخرين لنفسه أن يتجسس ليطلع على خصوصيات الجيران وهم في بيوتهم وأبوابهم مغلقة؟* أخوكم/ بدرــــــــــــــأشعر بالخجل من نفسي ومنكم ثانياً يااصدقائي ومن صديقي العزيز "بدر" لأن خطأي هذه المرة كان أكبر من ان اعتذر عنه أو أبرره لكني اعدكم انني لن افعل هذا مرة اخرى ابداً ابداً.. والحمد لله المسألة قد مرت بسلام وانتهت عند هذا الحد فلو ان احداً من الجيران رأني وانا استرق السمع أو أنظر من ثقب الباب لأصبحت مشكلة كبرى سيكون من نتائجها ان ينظر إلي الجميع نظرة استياء وازدراء وسيقال عني بأني "متلصص" وسيقاطعني الجيران وابناءهم الذين هم اصدقائي وتسوء سمعتي في العمارة التي نسكن فيها وفي شارعنا كله.. الآن ادركت ان سماع ماليس من حقك سماعه والنظر إلى ماليس من حقك رؤيته من أحوال الناس الذين يقفلون أبوابهم عليها جريمة بكل معنى الكلمة والمتضرر منها كل الأطراف سواء الذي ارتكبها أو الذي ارتكبت في حقه.فاحترام الجار واجب اخلاقي وديني وانتهاك حرمات الناس فعل خسيس لايصدر إلا عن من يطيعون اوامر الشيطان لعنة الله عليه.. والشيطان لايأمر إلا بكل سوء!* أخوكم/ أنيس