صباح الخير
دأب الاستاذ العزيز احمد محمد الحبيشي رئيس مجلس الادارة رئيس التحرير منذ تسلمه مهام منصبه القيادي على تحويل صحيفة (14 اكتوبر) اليومية الغراء الى ساحة للفكر والحوار والأدب في مقابل الانطلاق والتطرف والدموية، وهو بهذا النهج يفتح امام عقول وقلوب الكثيرين من القراء المهتمين مساحة اخرى من استخدام العقل في مواجهة (الاصوليين الاسلاميين) الذين يضرون الدين الاسلامي كثيرا لاستخدامهم او اتكائهم على نصوص قرآنية شريفة فسروها كما يحبون تدعو حسب مزاعمهم للعنف والقتل.وفي هذا المضمون صدمني تقرير اخباري من اسلام اباد نشر في اسفل الصفحة الاولى يتحدث عن ظهور مقاتلين من طالبان في احدث شريط فيديو وهم يشجعون طفلا على ذبح باكستاني تم اتهامه بأنه جاسوس امريكي.الصدمة التي احدثها التقرير لم تكن من نصيبي فقط فالشارع والاعلام الباكستاني صدم هو الآخر .. وربما ان كثيرين غيري ممن قرأوا هذا التقرير تعرضوا لاستفزاز حقيقي في مشاعرهم الفطرية الانسانية التي تتبرأ من هذه الافعال وتنكر حدوثها لاي جنس بشري. مهما كان جاسوسا او قاتلا او حتى سفاك دماء.الطفل الطالباني كان من المسلم به ان يلعب بالدمى المتحركة او يشارك اصدقاءه في مرحهم المعتاد، لكن ان يقاد كـ (سياف) لاعدام (جاسوس) لايعرف عنه شيئا .. فهذا استفزاز شامل وابتعاد حقيقي عن معاني الرحمة الاسلامية والسعة الكبيرة التي يتبناها الاسلام كشريعة سمحة ارسلت رحمة للعالمين.صيحات (الله اكبر) التي اطلقها الاصوليون القساة كانت كلمة طيبة تحولت إلى دعوة لسفك دماء بدون حق من فم شبق وشخص كمصاصي الدماء الكريهين الذين نشاهدهم في افلام هوليود الشهيرة، ومساحة الاثر العريض الذي سيخلفه مثل هذا الشريط وغيره من الاشرطة في حرب العراق ستوصم بـ (الاسلام) لغة القوة وطابع العدوانية وسادية الدماء، وسيكرس لإجلها الاعداء الحقيقيون للإسلام الكثير من الوقت والجهد لنشرها استفادة من بشاعة «الطالبيين» وتنكيلا بالاسلام العظيم واهله.التلذذ بمرأى الدماء وجعل (الطفل) بطل الفيلم الخبيث يكرس ايضا مفاهيم اخرى لدى الشعوب غير المسلمة باعتبار (الطفل) نموذجا لايختلف عن ملايين غيره وان هذه تربية (اسلامية) ستؤدي الى انحراف وفساد تربوي خطير جدا وستطبع بالمسلمين صفة البربرية والتخلف كما كانت اوروبا في العصور الوسطى.وسيشمل هذا الانطباع مسلمين لايستطيعون الاتفاق حول مشروعية الفعل من عدمه.كما ان صدور مثل هذا الفيديو المخيف تضع التساؤلات حول هويته واسباب نشره في هذا التوقيت بالذات بالتزامن مع المجزرة البشعة التي ارتكبها احد طلاب جامعة فيرجينيا (الصغار) بحق زملائه في الصف.ويعلق تساؤلات اخرى حول هدفه وفائدته والضرورات المطلوبة للحوار الجاد والمسؤول من قبل علماء الاسلام المعتدلين مع امثال هؤلاء المحظورين، وعدم الانكفاء على المشاهدة السلبية لآثار هذا الفيديو المدمر .. حتى لاتزيد عزلة المسملين عن العالم وابتعادهم عن تطوير وتحديث وانماء انفسهم وتسلحهم بقوة العلم ورحمة الدين وسماحة الصالحين، والخروج من براثن (محاكم التفتيش الطالباني الرهيبة) الى نور الاسلام الكبير الذي يدين تفاهات التشفي والتمثيل والقتل لاجل القتل .. دعونا نظهر للعالم الاسلامي اولا مخاطر مثل هذه الحركات الجهادية الخبيثة ونحدد له على التوازي: ما اجمل ان تكون مسلما.قبل المغادرة اؤكد ان اصحاب هذا العمل البربري المقيت سيظلون في غيهم وعماهم ما لم تتواصل الشعوب بحب .. وتنبذ الساديين من كل الاديان وتؤكد على رسالة الرحمة التي بعث بها كل الانبياء والمرسلين.قال الله تعالى : “فذكر انما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر”.وقال عز من قائل : “ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر”.صدق الله العظيم ..