فراس اليافعي:لم يجد إمام وخطيب أحد جوامع الشيخ عثمان موضوعا تكفيريا ًً لخطبة الجمعة الماضية غير صحيفة (14 أكتوبر) ورئيس تحريرها، بسبب نشرها صوراً لوزيرات وقاضيات وطبيبات وناشطات في السياسة والرياضة والبحث العلمي من اليمن والسعودية ودول الخليج والعالم العربي والإسلامي وهن كاشفات الوجوه، واعتبر ذلك دعوةً لترك النقاب وتشجيعاً للمرأة على كشف وجهها الذي يعتبره ذلك الخطيب كفراً يوجب قتل المرأة التي تكشف وجهها ولا تغطيه بلثام أسود. يعلمنا الاسلام أن المساجد لله وليست للمتنطعين الذين يجعلون من بيوت الله منابر للفتن والتكفير والتفسيق والتحريض ضد الآخرين، وما يترتب على ذلك من تطرف يبدأ باستخدام الكلمة للتحريض ضد المخالفين في الرأي والفكر، ثم ينتهي بأعمال عنف تندرج في إطار الجرائم الإرهابية.ربما لا يدرك هؤلاء أنّ الجمهورية اليمنية ليست إمارة “طالبان” .. كما أنّهم لا يدركون حقيقةً أنّ المساجد لله، وقد تم بناؤها لذكر الله، وليس لإيذاء المسلمين وإخراجهم عن الملة، فليس مسلماً من لم يسلم المسلمون من لسانه ويده.الغريب في ا لأمر أنّ المسجد الذي حرض المصلين ضد صحيفة 14 أكتوبر ورئيس تحريرها لا يتبع وزارة الأوقاف، والطامة الكبرى أنّه ضمن مساجد أخرى تمّ بناؤها من قبل أفراد أو جماعات أو جمعيات يتولون تمويلها وتعيين القائمين عليها وإطلاق أيديهم لنشر أفكارهم ومناهجهم المتطرفة بعيداً عن أشراف الدولة ممثلة بوزارة الأوقاف، حيث يقوم إمام وخطيب هذا الجامع وزملاؤه الذين يسيطرون على جوامع مشابهة في محافظة عدن بتحريض المصلين ضد الديمقراطية والتعددية الحزبية والانتخابات باعتبارها كفرا وخروجا عن ( دينهم ) الذي يزعمون أنه الحق ويتهمون بالكفر والضلال مخالفيهم من المسلمين الذين يؤمنون بالديمقراطية ويذهبون إلى الانتخابات لاختيار من يحكمهم ومن يمثلهم في الهيئات الدستورية للدولة عبر صناديق الاقتراع.لهؤلاء وأزلامهم نقول : إننا نلتزم بدستورالجمهورية اليمنية الذي يختلف عن دستور إمارة ( طالبان ) سيئة الصيت ، .. ولله في خلقه شؤون.. ولا حولَ ولا قوةً إلا بالله العلي العظيم.
أخبار متعلقة