[c1]ماجد أبودياك*[/c]حينما أطلق أبو مصعب الزرقاوي من سجنه الأردني عام 1999 بعفو ملكي كان الكثير من الناس وأجهزة الاستخبارات في العالم لا يعلمون عنه الكثير ولكن الاحتلال الأميركي للعراق دفع سريعا بهذا الرجل إلى واجهة الأحداث.وكانت القوات الأميركية وراء إكساب هذا الشاب الأردني الكثير من السمعة حينما ألقت عليه باللائمة في العمليات التفجيرية في العراق رافق ذلك صور الفيديو التي نشرها تنظيمه لإعدام أميركيين في العراق وقطع رؤوسهم بالسيف.ويقول مراقبون إن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين أجاد استخدام الإعلام في مواجهة الأميركيين وتمكن في ظل الملاحقة الأميركية الشديدة له أن يستغل شبكة الإنترنت في الترويج لفكره المناهض للأميركيين وكذلك للشيعة العراقيين.ويرى هؤلاء أن الزرقاوي تمكن من تجاوز الأهداف التي وضعها الأميركيون لـ(تضخيم) دور القاعدة في العراق مقابل أدوار بقية التنظيمات التي تقاوم الأميركيين هناك.في هذا السياق يقول ممثل هيئة علماء المسلمين بالعراق في الخارج محمد عياش الكبيسي إن القوات الأميركية ضخمت دور الزرقاوي بهدف تشويه صورة المقاومة من ناحية وحصرها في مقاتلين قادمين من الخارج من ناحية أخرى.ويضيف أن الإستراتيجية الإعلامية للقوات الأميركية بالعراق كانت تحاول إظهار العراقيين بمظهر المرحب بوجودها وبنشرها للأمن بعد تخليصها العراق من النظام السابق.ويعتبر الكبيسي أن خطاب الزرقاوي التكفيري ومنهجه العملياتي باستهداف بعض المدنيين لم يجدا ترحيبا في أوساط العراقيين، مشيرا إلى أن مقتله لن يكون له تأثير كبير على المقاومة التي ترتبط برفض الشعب العراقي للاحتلال.من جانبه يرى المحلل السياسي الأردني ياسر الزعاترة أن تنظيم الزرقاوي كان له حضور في الوسط السني بالعراق مدللا على ذلك بقدرته على تجنيد المئات من الشبان مشيرا إلى أن صموده ثلاث سنوات في وجه الملاحقة الأميركية الشرسة لم يكن ليحصل لولا تمتعه ببيئة حاضنة توفر له المأوى والملجأ. ولفت الزعاترة إلى أخطاء وقع فيها الزرقاوي من خلال التفجيرات الأخيرة في المناطق السنية التي ألبت عليه بعض العشائر السنية.ويضيف الزعاترة أن ظهور زعيم القاعدة في شريط إعلامي مؤخرا كان سببا رئيسا في الدلالة عليه لافتا إلى أن الزرقاوي دفع ثمنا باهظا لسعيه الدؤوب لاستثمار الإعلام في حربه على الولايات المتحدة.وبصرف النظر عن الخلاف الذي يدور حول شخصية هذا الرجل ودوره فإن المراقبين يكادون يتفقون على أن نجاح القوات الأميركية في اغتياله كان نتيجة متوقعة.فقد سخرت واشنطن كل إمكانياتها في ملاحقة الزرقاوي بما في ذلك التكنولوجيا المتقدمة والوجود العسكري المباشر والاستناد إلى القوات العراقية واستخباراتها ووجود جهات وأشخاص عديدين مستعدين لتقديم معلومات عنه لأسباب مختلفة.يضاف إلى ذلك ما كشفت عنه الأردن من دور أمني استخباري لها في تحديد مكان اختباء زعيم القاعدة. * نقلاً عن (الجزيرة نت)
الإعلام الذي صعد بالزرقاوي .. هل قتله أيضا؟
أخبار متعلقة