صورة أرشيفية لعزت الدوري وهو يقلد الرئيس العراقي السابق صدام حسين ميدالية
بغداد/14 أكتوبر/وليد إبراهيم: دعا عزت الدوري نائب الرئيس العراقي السابق يوم أمس السبت جميع الفصائل المسلحة وغير المسلحة التي تقاتل الوجود الأجنبي في العراق إلى توحيد موقفها وتشكيل مجلس “وطني أو سياسي أو قيادة عليا” لمواجهة متطلبات المرحلة المقبلة.وذكر الدوري نائب الرئيس العراقي السابق صدام حسين في خطاب نشر على موقع على الانترنت يعتقد انه يستعمل من قبل فصائل لحزب البعث المنحل “ندعو جميع الفصائل الجهادية المسلحة في الميدان والأحزاب والمنظمات والتيارات خارج الوطن وداخله إلى إقامة وحدة الجهاد الشاملة على أساس ثوابت التحرير والاستقلال.”وأضاف الدوري وهو واحد من القلائل من كبار قادة النظام العراقي السابق الذين لم يقعوا في قبضة القوات الأمريكية أن دعوته تتمثل “بتشكيل مجلس وطني أو سياسي او قيادة عليا موحدة تضم كل القوى المسلحة وغير المسلحة من اجل توحيد الموقف و الخطاب السياسي والإعلامي وتفعيله وتصعيده.”وكان الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر الذي عين من قبل الإدارة الأمريكية حاكما مدنيا على العراق بعد احتلاله في العام 2003 اصدر أمراً بحل حزب البعث الذي حكم العراق قرابة خمسة وثلاثين سنة.وأعلن العديد من القوى المسلحة من فصائل المقاومة العراقية التي تقاتل الوجود الأجنبي في العراق في الفترة الماضية عن توحيد عملها من خلال تشكيل مجالس سياسية مشتركة الهدف منها هو توحيد الرؤى والمواقف لمواجهة متطلبات المرحلة القادمة والتي سيشكل الانسحاب العسكري الأمريكي من العراق احد أهم معالمها.وكان ممثلون عن الإدارة الأمريكية قد عقدوا اجتماعين في وقت سابق هذا العام في مدينة اسطنبول التركية مع وفد يمثل مجموعة من ابرز الفصائل المسلحة من المقاومة العراقية تطلق على نفسها المجلس السياسي للمقاومة العراقية. وقال المتحدث الرسمي لهذه المجوعة أن الاجتماع تمخض عنه “التوقيع على وثيقة لتنظيم التفاوض بين الطرفين تضمنت اعترافا بالمجلس السياسي للمقاومة العراقية.”ورغم أن الإدارة الأمريكية أكدت عقد مثل هذين الاجتماعين واللذين تما بإشراف الجهات التركية إلا أنها لم تؤكد التوقيع على مثل هذه الوثيقة.وعبرت الحكومة العراقية عن انزعاجها إزاء هذه الخطوة وقالت إن مثل هذه الاجتماعات “لا تعنيها ولا تلزمها بشيء”.وفسر الدوري في خطابه “ ثوابت القيادة الموحدة وهي .. لا لقاء مع العدو للتفاوض إلا بعد الإعلان الرسمي للانسحاب الشامل والفوري من العراق ...وإعلان العدو الرسمي اعترافه بالمقاومة الموحدة هي الممثل الشرعي والوحيد لشعب العراق...وإطلاق سراح جميع الأسرى والمسئولين والموقوفين وبدون استثناء.. وإعادة الجيش والقوات المسلحة إلى الخدمة...والتعهد بتعويض العراق عن كل ما لحق به بسبب الاحتلال ومن جرائه.”وكانت قيادة حزب البعث قد شهدت قبل فترة ليست بالقصيرة انشقاقا في القيادة العليا للحزب عندما أعلن القيادي محمد يونس الأحمد تشكيله جناحا قياديا منفصلا وهو مارفضه الدوري معتبرا الأحمد خائنا بسبب هذا الموقف.ويتواجد الغالبية العظمى من قادة حزب البعث وخاصة أولئك الذين تمكنوا من الإفلات من قبضة القوات الأمريكية خارج العراق.وطالب الدوري في خطابه الزعيم الكردي مسعود البرزاني وقادة حزب الاتحاد الوطني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال الطالباني “أن لا يخدعهم التخلخل الظاهر الذي حصل في بنية العراق بفعل الاحتلالين الامبريالي الصهيوني والإيراني الصفوي فيذهبوا بعيداً في إيذاء العراق وشعبه وتاريخه.”وفي موقف يعكس حجم التحول في موقف حزب البعث وخاصة تجاه أفراد القوات الأمنية العراقية حرم الدوري في خطاب له قبل مايقارب الشهر مقاتلة القوات العراقية وأفراد الصحوات والعاملين في مؤسسات الدولة المدنية رغم انه وصف الحكومة العراقية آنذاك بالعميلة.وقال الدوري في خطابه آنذاك “قررنا...توجيه الجهد القتالي برمته نحو الغزاة من القوات الامبريالية الأمريكية الباغية حيثما ستكون في ارض العراق ونحرم تحريما مطلقا قتل العراقي أو قتاله في كل تشكيلات وأجهزة السلطة العميلة فيما يسمى بالجيش والشرطة والصحوات وأجهزة الإدارة إلا ما يستوجب الدفاع عن النفس.”وترفض الحكومة العراقية وعدد من القوى السياسية العراقية المؤتلفة مع الحكومة حاليا إجراء أي اتصالات مع قيادات البعث.على صعيد أخر قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن المسار البطيء الذي ينتهجه العراق في إيجاد وظائف لآلاف المسلحين السنة السابقين قد يهدد المكاسب الأمنية في الوقت الذي يستعد فيه الجيش الأمريكي لسحب القوات المقاتلة من البلاد العام القادم.وأفاد البنتاجون في تقرير جديد للكونجرس أن حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لن تفي على الأرجح بأهدافها لدمج الجماعات التي تعرف لدى المسئولين العسكريين الأمريكيين باسم “أبناء العراق” ضمن قوات الأمن العراقية والعمالة المدنية.وأضاف في تقريره لشهر يونيو والذي جاء في 71 صفحة بعنوان “ قياس الاستقرار والأمن في العراق” أن “المسار البطيء للدمج يمكن أن يقوض ثقة السنة في (الحكومة العراقية) وإذا لم يتم تعديله فانه قد يقوض التقدم الأمني.”ويضم أبناء العراق نحو 88 ألفا من العرب السنة الذين يسمون أنفسهم مجالس الصحوة باللغة العربية.والكثير منهم من المسلحين السابقين الذين حاربوا القوات الأمريكية والعراقية بعد غزو عام 2003 لكنهم غيروا ولاءهم بعد ذلك وانضموا إلى القوات الأمريكية ضد متشددي تنظيم القاعدة في العراق.وساعد ذلك في إنهاء الكثير من العنف الطائفي الذي هدد بسقوط العراق في أتون حرب أهلية شاملة بين السنة والشيعة في عام 2006.وتسلمت حكومة بغداد التي يهيمن عليها الشيعة المسؤولية تدريجيا عن مجالس الصحوة التي كانت تحظى ذات يوم بالرعاية المباشرة من الجيش الأمريكي.وقال البنتاجون أن العلاقات توترت بين مجالس الصحوة وبغداد بسبب مشكلات تتعلق بالوظائف والاعتقال المستمر لزعماء الصحوة للاشتباه في ارتكابهم لأنشطة مسلحة.ويمثل تعامل بغداد مع مجالس الصحوة اختبارا مهما لمستقبل المصالحة الطائفية في العراق.ويقول تقرير البنتاجون أن حكومة المالكي تنوي دمج 20 في المائة من أعضاء مجالس الصحوة الذين يقدر عددهم بنحو 88383 شخصا ضمن قوات الأمن العراقية ونقل الباقين إلى وظائف مدنية بالحكومة والقطاع الخاص.لكن التقرير قال انه بحلول 30 مايو لم يتم توظيف سوى 6300 أو ما يعادل نحو سبعة في المائة من الجماعات السنية منهم 1700 فقط حصلوا على وظائف بقطاعات غير أمنية.وخلص البنتاجون في تقريره إلى أن معدل السير في عملية الدمج لن يفي على الأرجح بأهداف حكومة بغداد بحلول أغسطس 2010 عندما تنسحب القوات الأمريكية المقاتلة من العراق تاركة وراءها قوة أمريكية يتراوح قوامها بين 35 ألفا و55 ألف جندي.ويوجد حاليا 131 ألف جندي أمريكي في العراق.