لعل اهم التنظيرات الموسيقيه للعالمة الأمريكيه الدكتورة لويس أبسن ( عرفت بلمياء الفاروقي بعد اعتناقها الاسلام ) , و التي اغتيلت مع زوجها في اواخر الثمانينات في ظروف غامضة في أمريكا , جاءت بعد اعتناقها الاسلام حيث اقترحت لمياء الفاروقي تراتبية لفصائل الفن الموسيقي عند المسلمين من حيث :-كونه موسيقى ام ما الموقف الفقهي حوله؟ فهي تدعو الى تسمية الفن الموسيقي الاسلامي ب(هندسة أو فن الصوت)sound art بدلا عن استخدام مصطلح (موسيقي)(1) الذي تراه مشتقا من المرحلة الوثنية قبل التوحيدية فاسم آلهة الموسيقي عند الإغريق هو (ميوسي) musee, كما أنها ترى أن فن الصوت بفصائله المتعددة عند المسلمين يشمل الموسيقى وغير الموسيقى، و بالمقابل فان بعض هذه الفصائل حلال و البعض الآخر حرام وفي منتصف قوس قزح تكمن فصائل تقع في علم الخلاف بين الفقهاء ولذا فالبعض يراها حلالا والبعض الاخر حراما كما أن هناك من يجدها مباحة و البعض الاخر مكروهة . اذن فالدكتورة فاروقي بعد عودتها الى المصادر التي تتناول (هندسة الصوت )تقول إن مالا نسميه موسيقى يأتي تلقائيا ضمن الحلال وهي:--القراءة القرآنية.- المغنى الديني: و يشمل ....الاذان_التهليل_التلبية_التكبيرة_المديح_التسبيح_التحميد.-الشعر المنشد لمواضيع نبيلة.- موسيقى الاحتفال العائلي: أغاني هدهدة الأطفال و تنويمهم - اغنيات النسوة - اغنيات الزواج والزفاف إلخ...- الموسيقى المرتبطة بالوظيفة وأداء العمل : حداء القوافل - أنغام الرعاة و أغاني العمل بأنواعه ( الزراعة - البناء - العمل الحرفي ..) الخ- الموسيقى العسكرية (الطبلخانة )(2) و عندها ان كل هذا هندسة صوتية ان بالصوت البشري او بالآلة . ثم تأتي على فصائل هندسة الصوت التي ينبغي ان نسميها موسيقى :-الارتجال (3) ان بالصوت البشري او بالآلة و يشمل الأول : الليالي و يشمل الثاني : التقاسيم . كما يتسع الارتجال ل : الآفاز و الاستخبار الخ الأغاني الموزونة الموقعة و الجادة : و كمثال على ذلك بالقالب الذي يدخل فيه الصوت البشري نجد الدور و الموشح و التصنيف الخ . أما القوالب الآلية من ذلك فتشمل البشرف و الدائرة و السماعي(4) و الدولاب الخالموسيقى التي تعود الى ما قبل الاسلام أو تصدر عنها أو عن منبع غير اسلامي و بعض الانماط الثلاثة السابقة - في رأيها - اختلف حواليه الفقهاء بين مكروه و مباح. أما ما تصمه الدكتورة لمياء بالموسيقى المحرمة ضمن هندسة الصوت فهي الموسيقى الحسية و المرتبطة بمضامين غير مقبولة شرعا , دون أن تذكر ان كانت مصاحبة بمعاصي أو ان جاءت بالصوت البشري ام بالآلة, اذ يكفي عندها ان تصبح الموسيقى حمالة لمضامين الاثارة الحسية و المضامين المخالفة للشرع الاسلامي الحنيف حتى تكون حراما . لقد بذلت الراحلة لمياء الفاروقي اجتهادا في سبيل ابراز تفاصيل المكون النغمي أو الجمال المسموع عند المسلمين , و لكني الاحظ انها لم تستخدم مصطلح ( السماع ) الذي طالما استخدمه فقهاء و متصوفة الامة و منهم حجة الاسلام الامام أبو حامد الغزالي ( توفي 1111 ميلادية )(5) , و بالطبع فهذا موقف مقصود منها قمين بالوقوف عنده.هوامش :-في اطروحته للماجستير باحدى الجامعات السودانية أسمى الباحث اليمني عبد الله الخياري الموسيقى ... بالجمال المسموععرفت اليمن مصطلح الطبلخانة أو الموسيقى العسكرية منذ مطلع عصر بني رسول في القرن الثالث عشر الهجري و ظل المصطلح في الاستعمال حتى وقت ليس ببعيدنجد الارتجال بالصوت البشري بعبارة يا ليل يا عين في مفتتح رقصة الدربوكة على سواحلنا من حضرموت الى عدن و غيرهالليمنيين من خلال المقطوعات الموسيقية الخالصة من الغناء ثراء سواء ما يأتي مع الفرتاش في الأغنية الصنعانية أو أنغام متفق عليها كنغم ( يا مرحبا بالهاشمي ) أو ( يا طير ) في الدان اللحجيهناك عشرات المخطوطات عن السماع من تأليف يمني عبر التاريخ اليمني الاسلامي , و بعضها جاء على شكل منظومات شعرية , و قد احصى الكثير منها حيمنون شيلوح في مجلداته عن المخطوطات الاسلامية عن الموسيقى , و نشرت بالانجليزية منذ التسعينات . و لكن هناك أيضا مخطوطات عن النظريات الموسيقية في عصر بني رسول للطبيب و الموسيقي محمد بن أبي بكر الفارسي (دائرة الطرب ) و (رسالة في الألحان)[c1]* عضو الجمعية البريطانية للعلاج بالموسيقى[email protected][/c]
أخبار متعلقة