الأمين العام للأمم المتحدة خلال مؤتمر صحفي في جنيف يوم الخميس
جنيف/14اكتوبر/ رويترزدعا الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون أمس الأول الخميس إلى الإسراع بالعمل للتوصل إلى معاهدة جديدة بخصوص المناخ قائلا ان التقاعس عن العمل يمكن أن يؤدي إلى كارثة اقتصادية وزيادة مناسيب مياه البحار بما يصل إلى مترين بحلول عام 2100.وأكد بان أن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري الناتجة أساسا من حرق أنواع الوقود الأحفوري ما زالت تتزايد بسرعة، قائلا «نحن نندفع بسرعة نحو الهاوية».وأضاف خلال مؤتمر عن المناخ تحضره 155 دولة في جنيف في معرض حديثه عن التفاوض على معاهدة جديدة للأمم المتحدة لمكافحة الاحتباس الحراري سيتم إقرارها في ديسمبر كانون الأول في كوبنهاجن «الموقف لا يحتمل تحقيق تقدم محدود. نحتاج إلى تقدم سريع».وتابع مطالبا بتنمية أكثر حفاظا على البيئة «تغير المناخ قد يسبب كارثة اقتصادية واسعة النطاق.. بحلول نهاية القرن الحالي ربما ترتفع مناسيب مياه البحار ما بين نصف متر ومترين» وهو أمر قال انه سيهدد الدول الصغيرة الواقعة في جزر والمناطق الواقعة في دلتا الأنهار ومدنا مثل طوكيو ونيو أورليانز وشنغهاي.وجاء توقعه للزيادة في مناسيب مياه البحار أعلى كثيرا من نطاق 18 الى 59 سنتيمترا الذي توقعته لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة عام 2007. ولم تشمل تقديرات اللجنة احتمال تسارع ذوبان الجليد في القارة القطبية الجنوبية أو جرينلاند.وعبر بان العائد لتوه من جولة لمعاينة جليد المنطقة المتجمدة الشمالية الآخذ في الذوبان قبالة سواحل النرويج عن أمله أن تعطي قمة لزعماء العالم سيستضيفها في نيويورك في 22 سبتمبر أيلول دفعة جديدة لمؤتمر كوبنهاجن.وقال في مؤتمر صحفي عقب إلقاء كلمته أمام الحضور في اجتماع جنيف ومنهم زعماء نحو 20 دولة معظمها نامية مثل تنزانيا وبنجلادش وموزامبيق ووزراء من نحو 80 دولة «أحاول فعلا زيادة الشعور بالإلحاح.»وجدد دعوته للدول المتقدمة للموافقة على أهداف «أكثر طموحا» مما تضمنته الوعود حتى الآن بخصوص خفض انبعاثات الغازات الضارة بحلول عام 2020 وعلى تقديم المزيد من المساعدات. وتطالب الدول الغنية الدول الفقيرة بتعهدات أكثر وضوحا بإبطاء الانبعاثات الضارة المتزايدة.وأكدت رئيسة الوفد الأمريكي جين لوبتشينكو وكيلة وزارة التجارة لشؤون المحيطات والغلاف الجوي التزام حكومتها بعملية كوبنهاجن.وقالت في كلمة «تعمل الولايات المتحدة بنشاط من أجل التوصل إلى اتفاق ناجح من خلال عمل أكثر طموحا في الداخل وتعاون دولي.»وقال هوي نيانغ يوي نائب رئيس الوزراء الصيني في كلمة «الصين تواجه مهاما جسيمة في تنمية اقتصادها واجتثاث الفقر وتحسين معيشة الشعب لكنها ما زالت تولي أهمية كبيرة للتغير المناخي.»وأقر مؤتمر جنيف الذي بدأ يوم 31 أغسطس بحضور 1500 مندوب رسميا نظاما جديدا لتحسين المراقبة ونظم الإنذار المبكر بخصوص المناخ لمساعدة الجميع من المزارعين إلى المستثمرين في مجال الطاقة.وأكد المشاركون في المؤتمر أن «الإطار العالمي للخدمات المناخية» سيساعد الدول النامية بصفة أساسية على التكيف مع تغيرات مثل زيادة الفيضانات وحرائق الأحراش وموجات الجفاف وارتفاع مناسيب المياه في البحار وتزايد الأمراض.ومؤتمر جنيف هو ثالث مؤتمر عالمي عن المناخ. وساهمت اجتماعات في عامي 1979 و1990 في تمهيد الطريق إلى تشكيل لجنة تابعة للأمم المتحدة لشؤون المناخ واتفاقية للأمم المتحدة بخصوص المناخ عام 1992.إلى ذلك اتفق خبراء يشاركون في محادثات تضم موفدين من 150 دولة بشأن المناخ يوم الأربعاء الماضي على قواعد إرشادية لتحسين تدفق المعلومات بشأن المناخ لمساعدة العالم على التعامل مع موجات الحر أو العواصف الرملية أو ارتفاع مستويات البحار التي يرجح أن يسببها الاحتباس الحراري.وجاء في مسودة ملخص من صفحة واحدة لمحادثات استمرت ثلاثة أيام بين 1500 خبير شاركوا في مؤتمر المناخ العالمي «ستواجه شعوب العالم في القرن الحادي والعشرين تحديات التقلبات المناخية والتغير المناخي المتعددة الأوجه.»وحث الخبراء ومن بينهم علماء بارزون على تحسين مراقبة المناخ ونظام حر ومنفتح لتبادل المعلومات وإجراء مزيد من البحوث وتوصيل أسرع للمعلومات للجميع من المزارعين إلى الحكومات وإجراءات أخرى مثل توفير قدر أكبر من التعليم.ومن المقرر أن تعتمد الحكومات المسودة في إطار خطة لتعزيز خدمات المناخ. وقد تساعد اتفاقية جنيف على تنفيذ معاهدة منفصلة للأمم المتحدة بشأن المناخ من المقرر الاتفاق عليها في كوبنهاجن في ديسمبر.وأكدت جين لوبتشينكو وكيلة وزارة التجارة الأمريكية لشؤون المحيطات والغلاف الجوي ورئيسة الوفد الأمريكي لرويترز عن اجتماع جنيف وأهدافه «نحن على المسار.»وأشارت إلى أن المحادثات تستهدف أساسا مساعدة الدول النامية على التكيف مع التغير المناخي الذي سيؤثر على كل أجزاء المجتمع مثل الزراعة وإمدادات الطاقة والصحة والنقل. وأضافت أن المحادثات ستساعد الدول الغنية أيضا.وذكر موفدون أن الحكومات التي شاركت في المحادثات كانت تسعى إلى إنهاء الانقسامات بشأن وثيقة منفصلة يذكر فيها الاحتباس الحراري ومن المقرر أيضا أن يوافق عليها 80 وزيرا و20 رئيس دولة يومي الخميس والجمعة وهما اليومان الختاميان للمحادثات.وقال موفد أفريقي «الدول النامية تحاول ضمان ألا يعدوا هنا في مجرد إعلان بأكثر مما سيعدون به في كوبنهاجن.»وتصر الدول الفقيرة على ضرورة أن تقود الدول الغنية خفض الانبعاثات بموجب معاهدة كوبنهاجن مع السماح للدول الفقيرة باستخدام المزيد من الوقود الاحفوري في سعيها من أجل التنمية. وتريد الدول الغنية جهودا أكبر من الدول الفقيرة لإبطاء زيادة انبعاثاتها.وأشار مارتن فيزبيك رئيس لجنة الخبراء في مؤتمر جنيف إلى أن الخلافات لا تهدد الاتفاق على «إطار عمل لخدمات المناخ» في جنيف.