بيروت / وكالات :قالت مصادر أمنية لبنانية إنها صادرت أمس كمية من الأسلحة والمتفجرات من عدة مراكز للحزب القومي السوري الاجتماعي في منطقة الكورة في مدينة طرابلس كبرى مدن شمال لبنان.من ناحيتها أكدت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي توقيف عدد من الأشخاص خلال عمليات المداهمة، وأوضحت أن إحدى مجموعاتها داهمت عددا من المنازل وعثرت بداخلها على كميات من الأسلحة والمتفجرات وصواعق كهرباء تستعمل للتفجير، وساعات لضبط قنابل التفجير.وفي تطور آخر أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إثر لقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد أنه تلقى دعم الأخير وتأييده للمبادرة العربية التي يقوم بها من أجل التوصل إلى تسوية للأزمة السياسية في لبنان.وقال موسى للصحفيين في دمشق عقب انتهاء اللقاء "سعدت كثيرا بأن تلقيت دعمه وتأييده لهذه المبادرة وللجهود التي تبذل"، وكان موسى الذي وصل دمشق قادما من بيروت قد التقى في وقت سابق وزير الخارجية السوري وليد المعلم.ومن المفترض أن يعود مساء إلى بيروت مرة أخرى، بعد أن زارها ثلاث مرات خلال أسبوعين، في إطار سعيه لتطويق الأزمة اللبنانية، لكنه لم يتمكن من التوصل إلى أي اتفاق حسب تصريحاته، غير "رغبة كافة الفرقاء في التوصل إلى حل".وقد أبدى موسى دعمه قبيل مغادرته بيروت لبقاء الرئيس اللبناني إميل لحود في منصبه إلى حين انتهاء ولايته، وقال "له فترة ولاية لا بد أن يبقاها"، والاتفاق على رئيس جديد بحاجة إلى فترة زمنية يتفق عليها بالتشاور.في غضون ذلك اعتبر السفير الأميركي في لبنان جيفري فلتمان أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله فقد هالته كأسطورة بعد تهجمه على حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة.وقال فلتمان في واشنطن إن نصر الله كان يعامل قبل ثلاثة أشهر "كقديس وكنبي، كانت هناك أسطورة حوله وقد فقدها"، معتبرا أن التحول بدأ مطلع الشهر الجاري مع "الخطاب الحربي" لنصر الله الذي قال فيه إن المظاهرات في بيروت سوف تستمر حتى سقوط حكومة السنيورة.وقال الدبلوماسي الأميركي إن زعيم حزب الله وجه العديد من الاتهامات في هذا الخطاب لحكومة السنيورة ولزعماء مناهضين لسوريا واتهمهم بخيانة لبنان، وأضاف "في اليوم التالي رأينا السنيورة على التلفزيون العام يدحض ما جاء في خطاب نصر الله نقطة بنقطة، إنه شيء ما كان ليخطر على بال قبل ستة أشهر، لم يكن شخص يتجرأ على فعل ذلك".لكن السفير الأميركي لم ينكر شعبية نصر الله، وقال "لا أستطيع بأي حال من الأحوال أن أقلل من أهمية شعبيته بين الشيعة".وفي تصعيد جديد أعلن النائب بطرس حرب أن الأكثرية النيابية قررت توقيع عريضة ضد لحود، بدعوى خرقه الدستور الذي ينص على إجراء انتخابات نيابية جزئية خلال شهرين من شغور مقعد نيابي، وهي الحالة القائمة إثر اغتيال النائب الوزير بيار الجميل قبل شهر تحديدا.واتهمت المعارضة الأكثرية بمحاولة إجهاض مبادرة موسى، وهددت بخطوات تصعيدية تصل حد العصيان المدني، كما أشار كل من رئيس الوزراء الأسبق عمر كرامي والوزير السابق سليمان فرنجية، وهي خطوات توقع النائب ميشيل عون أن تكون بعد أعياد الميلاد. وأعرب مصدر حكومي عن استغرابه لما وصفه بأنه تصعيد مفاجئ للمعارضة، قائلا إنها تهرب إلى الأمام وتعلن عن مطالب يصعب تحقيقها، وتسعى بذلك إلى قطع الطريق على مبادرة موسى بعد أن لاحت في الأفق بوادر إيجابية.وقال النائب عن "اللقاء الديمقراطي" وائل أبو فاعور إن التصعيد جاء بعد ما وصفه بفشل زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى روسيا حيث فشل في الحصول على ضمانات حول المحكمة الدولية، وهي محكمة أقنع موسى الأكثرية والمعارضة بتشكيل لجنة سداسية حول عناصرها.غير أن الجهة التي سترفع إليها هذه اللجنة ملاحظاتها محل خلاف، فالأكثرية تريد إحالتها إلى المجلس النيابي فورا، بينما تريد المعارضة أن تحال إلى حكومة الوحدة الوطنية المقبلة.