قصف بالمدفعية والدبابات آخر جيب يتحصن فيه 60 مقاتلا من فتح الإسلام
نهر البارد (لبنان) / 14 أكتوبر / من: نزيه صديق :تقدمت قوات الجيش اللبناني صوب مواقع حصينة لمتشددين إسلاميين متحصنين داخل مخيم للاجئين الفلسطينيين أمس الأربعاء فيما وصفته مصادر سياسية بأنه بداية الهجوم النهائي لاجتثاث المسلحين من مخيم نهر البارد. وقالت مصادر أمنية ان الجنود اللبنانيين المدعومين بساتر من نيران المدفعية والدبابات قتلوا أربعة على الأقل من مسلحي فتح الإسلام الذين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة في مخيم نهر البارد بشمال لبنان ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للقتلى في المعارك المستمرة منذ شهرين إلى 246 قتيلا على الأقل. وقال مصدر سياسي لبناني "هذه المرحلة الأخيرة من العملية العسكرية" وتوقع سيطرة الجيش على مخيم نهر البارد كله بنهاية الأسبوع. وذكر المصدر ان هناك نحو 100 شخص داخل المنطقة التي تسيطر عليها فتح الإسلام هم 60 مقاتلا و40 مدنيا هم 24 زوجة و16 طفلا للمسلحين. وقدر من قبل مسؤولين فلسطينيين ومسؤولو الأمم المتحدة عدد المدنيين في المخيم بالمئات لكن المصدر اللبناني قال ان نحو 200 مدني غادروا المخيم خلال الأيام القليلة الماضية. وقال شهود ان قوات الجيش اللبناني قصفت بالمدفعية والدبابات آخر جيوب للمتشددين الذين رفضوا نداءات متكررة للاستسلام. وهذا القتال الذي بدأ في 20 مايو هو أسوأ قتال داخلي منذ الحرب الأهلية التي استمرت بين عام 1975 و1990 في لبنان. وزاد القتال في نهر البارد من عدم الاستقرار في لبنان الذي يعاني بالفعل حالة من الشلل بسبب أزمة سياسية ممتدة وتفجيرات قاتلة كان من بين ضحاياها نائبان من الأكثرية النيابية وستة من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة خلال الأشهر الثمانية الماضية. وقال أحد الشهود الذي تابع القتال من بعد "اشتد إلى الذروة بعد الفجر سقطت على المخيم نحو 20 قذيفة في الدقيقة. كان (القصف) يصم الأذان." ورد المتشددون وأطلقوا عددا من صواريخ الكاتيوشا على مناطق خارج المخيم. وذكرت المصادر الأمنية ان جنديين أصيبا في الاشتباكات. وخلال تقدم الجيش اللبناني ببطء في مخيم نهر البارد المدمر خسرت القوات اللبنانية 120 جنديا. كما قتل أكثر من 85 من مقاتلي فتح الإسلام و41 مدنيا بالإضافة إلى القبض على 65 متشددا واتهامهم بالإرهاب وهي اتهامات يمكن أن تؤدي إلى إصدار أحكام بالإعدام عليهم. وطالب الجيش اللبناني مرارا باستسلام غير مشروط لمقاتلي فتح الإسلام الذين هاجموا مواقعه حول مخيم نهر البارد يوم 20 مايو مما أدى إلى مقتل 16 جنديا. وظهرت فتح الإسلام التي تستلهم نهج تنظيم القاعدة لكن تقول ان لا علاقة مباشرة بينها وبين التنظيم الذي يرأسه أسامة بن لادن العام الماضي بعد ان انشقت على فصيل فلسطيني تؤيده سوريا وبها أعضاء لبنانيون وفلسطينيون ومن دول عربية أخرى بعضهم قاتل في العراق. وقالت المصادر السياسية ان الجيش رفض عرضا من فتح الإسلام بتسليم القيادة إلى أعضائها اللبنانيين في مقابل توفير ممر آمن لكل المقاتلين غير اللبنانيين للخروج من لبنان ونشر قوة فلسطينية في المخيم وانسحاب الجيش اللبناني من المخيم. وكان المخيم يؤوي 40 ألف لأجيء قبل بدء القتال. ويعيش غالبيتهم الآن في مخيمات أخرى للاجئين. ويستضيف لبنان نحو 400 ألف لأجيء فلسطيني يعيش نصفهم في 12 مخيما.