بمناسبة اليوم العالمي للدفاع المدني .. مدير مصلحة الدفاع المدني فرع عدن:
أجرى اللقاء/ جمال عربالدفاع المدني هو جهاز يأخذ على عاتقه مسؤولية التعامل مع الكوارث مهما كان نوعها (طبيعية أو صناعية) وذلك لحماية الأرواح والممتلكات وحماية المصالح الاقتصادية والعسكرية والمدنية ، فهو الجهاز الذي يتميز بخدماته الشمولية التي تغطي كافة الأعمال والشرائح في المجتمع وما يستخدمه المواطن في حياته من ممتلكات ولا ترتبط هذه الخدمات بزمن معين كما هو الحال في بعض الأجهزة الأخرى، فالكارثة ممكن أن تحدث في أي وقت صباحاً أو مساءً صيفاً أو شتاءً ، في منزل أو مصنع في الطريق أو في الجو في السلم أو الحرب ، فدور رجال الدفاع المدني متشعب ويحمل معنى التضحية والاستبسال وتقديم كل شيء في سبيل إنقاذ الآخرين وممتلكاتهم .فمن هنا تبنت المنظمة الدولية للحماية المدنية قراراً في عام 1991م باعتبار الأول من مارس من كل عام يوماً عالمياً للحماية المدنية (للدفاع المدني) ونحن نحتفل بفعاليات هذا اليوم التقينا بالعقيد مهندس/ محمد عبده حيدر مدير عام مصلحة الدفاع المدني فرع عدن وسألناه عن دور هذه المصلحة في مواجهة الكوارث وغيرها من الأسئلة. وهذا نص اللقاء: [c1]ما معنى الدفاع المدني ؟[/c]- أولاً اسمحوا لي أن اشكر صحيفة 14 أكتوبر على هذا اللقاء وعبركم أحيي رجال الدفاع المدني والأنصار في المرافق والقطاعات العامة والخاصة بهذا اليوم وهو الأول من مارس ( اليوم العالمي للدفاع المدني ) هذا اليوم الاحتفائي الذي تقام فيه العديد من الفعاليات التوعوية والتكريمية والأنشطة الخاصة بالدفاع المدني الذي أتمنى أن يتفاعل معه كل أفراد المجتمع لما له من أهمية ، .فالدفاع المدني حسب سؤالك ، لو دققنا في كلمتي الدفاع المدني لتوصلنا إلى أن المؤسسة التي تضطلع بهذا الواجب دفاعية ، أي أنها تختلف عن المؤسسات العسكرية التي تحمل السلاح وتتدرب على استعماله وتشترك في مقاتلة العدو، وبتعبير آخر فإن الدفاع المدني دائرة غير مسلحة ولا مقاتلة ، ولا يجب توجيه أي ضربة لها أو إلى أفرادها شانها في ذلك شان الهلال الأحمر والصليب الأحمر وكل عدوان عمدي موجه إلى أفراد الدفاع المدني هو خرق للقانون الدولي العام ونخص بالذكر معاهدات جنيف لسنة 1949م.واليمن قد تم انضمامها وقبولها في عضوية المنظمة الدولية للحماية المدنية في 14 نوفمبر 1997م ، وهذه المنظمة تأسست في الأول من مارس 1991م باعتبار يوم تأسيسها ( أي المنظمة الدولية للحماية المدنية) يوم الأول من مارس يوماً يحتفى فيه جميع دول العالم. [c1]هل تجدون تعاوناً من قبل الأجهزة الأخرى والمواطنين ؟[/c]- هناك تعاون وتنسيق مع العديد منا لجهات الحكومية وكذا إشراكهم في عملنا كأنصار لرجال الدفاع المدني .أما ما نطمح إليه في تعاون الجهات هو الحد من استخدام الكهرباء بصورة عشوائية عبر مد الأسلاك إلى المنازل أو تركيب الأسلاك الكهربائية من قبل المواطنين دون الرجوع إلى مؤسسة الكهرباء أو المهندس المختص بذلك وهي أصبحت مشكلة تسبب العديد من الحرائق الناتجة عن تماس كهربائي بسبب ربط عشوائي أو لانها دون صيانة دورية .ونحن نستقبل هذا اليوم ( اليوم العالمي للدفاع المدني ) الأول من مارس - نشدد على أهمية إعادة الروح للجنة تخطيط المدن نظراً لأهميتها الفعالة في التدقيق في المخططات الإنشائية والتعميرية ودورها في وضع المقترحات الملاحظات المساعدة على إدخال الخدمات الأساسية والضرورية وغيرها من الخدمات الملزمة وأهمها محابس المياه التي لها الدور الكبير في سرعة إطفاء الحرائق حيث إن العميد ركن/ عبدالله عبده قيران مدير أمن المحافظة قد قام مشكوراً بالتنسيق مع المؤسسة العامة للمياه بالمحافظة لاستحداث ( محابس مياه) في الوحدات السكنية الحديثة وكذا في المناطق التي هي قيد الإنشاء وكذا صيانة ما هو موجود حالياً من محابس في مختلف مناطق ومديريات محافظة عدن ، كما نشدد على أهمية الرقابة والحد من البناء العشوائي الذي دائماً ما يعيق عمل رجال الإطفاء ومساعدة عقال الحارات في التبليغ عن هذه العشوائية التي تعرقل سير ودخول سيارات الإطفاء للحارات والأزقة عند تنفيذ عملها بإخماد الحرائق السيارات. [c1] كيف تنظرون لدور الإعلام في التوعية بالدفاع المدني؟[/c]- شيء طبيعي أن يكون للإعلام دور مهم في توعية وإرشاد المواطنين والوقاية من الحوادث من خلال الإصدارات أكانت صحفاً أو نشرات مقروءة أو مسموعة أو مرئية فالإعلام يلعب دوراً رئيسياً في الحد من وقوع الحوادث من خلال إرشاد وتوعية المواطنين بأسباب حدوث الحرائق والتي معظمها ناتجة عن الإهمال وعدم وجود الاحتياط الوقائي أو الافتقار إلى الصيانة المنتظمة ، بالإضافة إلى التصرفات البشرية كإلقاء المواد المشتعلة وسوء استخدام اسطوانة البوتاغاز ، والتدخين أثناء النعاس، وترك الأطفال يلعبون بأعواد الثقاب .. وغيرها من أسباب حدوث الحرائق والتي يمكن تجنبها لو وجد المجتمع دوراً وتكثيفاً إعلامياً بهذا الخصوص. [c1] هل هذا يعني أن تنظيمكم مؤخراً لدورة في الدفاع المدني وإعلام الكوارث والتي شارك فيها عدد من الإعلاميين بالمحافظة متعلق بدور الإعلام في الوقاية من الحوادث؟[/c]- أولاً أود أن اشكر قيادة فرع نقابة الصحفيين بعدن وخاصة الأستاذين / عمر باعشن نائب رئيس الفرع ومحمود ثابت عضو الهيئة الإدارية بالفرع على دور وتعاونهم بدعوة العديد من الإعلاميين إلى المشاركة بهذه الدورة والشكر موصول لكل من أسهم في إنجاح هذه الدورة ونتمنى أن تتواصل مثل هذه اللقاءات مع هذه الكوادر الإعلامية لما من شأنه خدمة المجتمع. أما عن سؤالكم .. فالحقيقة أن مثل هذه الدورة كانت ضرورة لنجاح عملنا وللمجتمع على السواء فخلال الفترة القليلة الماضية كانت هناك بعض المقالات والاجتهادات الصحفية غير الصحيحة حول دور وعمل الدفاع المدني في عمليات الإطفاء وجراء وقوع عدد من حوادث الحريق لبعض المنازل وأن كانت بدون قصد إلا أنها كانت تضعف من عملنا وتحبط من معنويات رجال الدفاع المدني الذين لا يبخلون بتقديم أرواحهم في سبيل إنقاذ الآخرين وحماية ممتلكاتهم عند نشوب الحرائق وهذه الاجتهادات الصحفية جاءت نتيجة عدم المعرفة بمهام الدفاع المدني واستقصاء معلومات غير صحيحة من مواطنين كانوا قريبين من هذه الحوادث ، لذا كان من الواجب علينا بحكم عملنا وأهمية دور الدفاع المدني في خدمة الوطن وحماية المواطنين وممتلكاتهم أن ننظم مثل هذه الدورة والالتقاء بالعديد من الإعلاميين لكي يتعرفوا على مهام ودور الدفاع المدني وتزويدهم بالمعارف التي تمكنهم بشكل كاف عندما يكتبون موضوعاً ما عن الحماية لمدنية وكيفية معالجتها من أن يكونوا مطلعين على جوانب ومسببات الحرائق ونتائجها وكيفية معالجتها إلى جانب خلق علاقة بين رجال الدفاع المدني والإعلاميين لتحقيق غايتنا بإيصال لمعلومة كافية وصحيحة عبر وسائل الإعلام وكذا نشر التوعية والإرشاد الوقائي من الحوادث والحرائق خاصة. [c1]هل لنا بمعرفة أسباب الحرائق وطرق مكافحتها؟[/c]- اجمع رجال الفكر وخبراء الحرائق أن للحرائق ثلاثة اسباب هي (المواد الصلبة ، والمواد السائلة ، المواد الغازية) فالمواد الصلبة كالأخشاب والأقمشة والورق والفحم بأنواع، أما المواد السائلة ، كألنفط ومشتقاته والزيوت والمواد الكحولية والمواد الغازية كغاز البوربان والبيوتان وغاز الأستيالين والميثان والهيدروجين ، وهناك المعادن كالمغنسيوم والصوديوم والمعدات الكهربائية كالأسلاك الكهربائية وغيرها من الكهربائيات التي تكون تحت شدة التيار الكهربائي هذه لمحة موجزة عن الأنواعه المساعدة أو المسببة للحرائق أما حدوثها فإن معظم أسباب الحرائق ناتجة عن الإهمال وعدم الاحتياط الوقائي والافتقار إلى الصيانة المنتظمة بالإضافة إلى إلقاء بعض المواد المشتعلة والجهل مثل سوء استعمال أسطوانات البوتاغاز وإلقاء أعواد الثقاب أو أعقاب السجائر مشتعلة على أماكن على مواد قابلة للاشتعال ، وكذا حرائق السيارات عن وقوع حادث مروري عنيف أو إهمال السائق بعدم صيانة سيارته وتفاقدها قبل تشغيلها وقيادتها.أما طرق مكافحة الحرائق فتتطلب من كل مواطن أن يعلم أن مكافحة الحرائق المنزلية أو الموضعية التي تحدث سواء في المنزل أو المصنع أو المتجر أو أي موقع آخر هي من واجبه والعمل السريع كفيل بالقضاء على النيران التي هي العدو الدائم للإنسان إذا لم يجد استخدامها.فالحريق هو ظاهرة غير مراقبة تنتاب المجتمع من حين لآخر كما أنه يعتبر آفة فتاكة تبيد الأخضر واليابس وعواقبه وخيمة.فهو أي ( الحرائق) عملية تفاعل كيمائي تتم باتحاذ المادة القابلة للحريق بالأوكسجين وينتج عنها ذلك ظهور الحرارة والضوء ، ويحتاج الحريق لتوفر ثلاثة عناصر.المادة( أي الوقود) ، الأوكسجين ( ويوجد في الهواء ) ، ونقطة الاشتعال ( درجة الحرارة اللازمة لإتمام عملية الاحتراق) وبديهي لو توصلنا إلى القضاء على عنصر من العناصر المذكورة لتمكنا من إيقاف عملية الاشتعال وإخماد الحريق وعلى هذا الأساس وتركزت نظريات مكافحة الحرائق في العالم. [c1] ماذا عن الحد من الكوارث التي تتسبب دائماً بخسائر بشرية ومادية؟[/c]- إن عملية الوقاية من الحوادث تكمن في المبادئ العامة لضبط الكوارث وتخفيف أخطارها وأهما ( وضع الدراسات والخطط ، والتجهيز ، والتدريب ، ونشر الوعي الوقائي بين أوساط المجتمع وتوعيتهم بطرق حماية أنفسهم ومعرفة الكوارث والإجراءات التي يمكن بواسطنها التقليل من آثارها إلى جانب القيادة ، والتعاون والسيطرة.من نتائج الكوارث فقدان الأرواح ، وتدمير الممتلكات وفقدان أشخاص وإصاباتهم وتشردهم وتدمير البنية التحتية إلى جانب الخسائر المادية الجسيمة العامة أو الخاصة ويتطلب مواجهة الكوارث سواء أكانت طبيعية كالزلازل والفيضانات والبراكين والسيول والعواصف .. هذا لا يد للإنسان في حدوثها أما الكوارث غير الطبيعية والتي هي من صنع الإنسان عمداً أو سهواً تأتي الحروب في مقدمتها والكوارث الناتجة عن الأعمال التخريبية والحرائق الكبيرة والتسمم وأيضاً حوادث السير والحوادث البرية والبحرية والجوية ، فكل هذه الكوارث تتطلب لمواجهة تضافر جهود المجتمع للوقاية منها قبل وقوعها ومكافحتها عند وقوعها والعمل على إزالة آثارها ، وذلك من خلال ( المرحلة الاولى الاستعداد والتهيئة مسبقاً باتخاذ جميع التدابير والاحتياطات الممكنة للحيلولة دون وقوع الكارثة.والمرحلة الثانية المواجهة الفعلية للكارثة والعمل الإيجابي لحماية السكان وممتلكاتهم للخلاص من شرور الكارثة عند وقوعها ، أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة العمل على إزالة مخلفات ونتائج نلك الكارثة وإعادة الحياة والنظام إلى ما كانا عليه قبل وقوعها.