- لا يمكن الانشغال عن جريمة القتل البشعة التي هزت مشاعر وضمائر اليمنيين يوم الجمعة، وراح ضحيتها ثلاثة مواطنين دفعة واحدة والرابع يصارع الموت، لا يمكن الانشغال عنها وعن المطالبة المستعجلة بالقصاص من المجرمين والقتلة .. بالجدل السخيف والعقيم الذي يراد توطينه، عوضاً عن الجريمة، عن طريق تبادل الاتهامات وإشعال الجدل الإعلامي حول من يقف وراء هذه المجزرة الهمجية!- ولكن إذا أراد أدعياء النضال السلمي وقساوسة الحراك الفوضوي تبرئة ساحتهم .. أو دفع الجريمة عن رقابهم، فعليهم أن لا يبادروا إلى تحميل طرف آخر المسؤولية على طريقة “ضربني وبكى وسبقني واشتكى” فهذه مهمة سهلة ولا تكلف شيئاً، فضلاً عن أنها رخيصة وبلا حياء كونها لا تتعلق بـ “ضربني” هذه المرة، بل بـ “ذبحني”!!- وأدعياء النضال السلمي أو الحراك قد مارسوا الضرب والنهب والسلب وقطع الطريق والاختطاف عشرات ومئات المرات، بل والقتل أيضاً، فما الذي يبقيهم خارج دائرة الإدانة أو الاتهام وهم لم يخفوا أبداً افتخارهم بجميع أعمال الفوضى والتقطع والتخريب، ولم يترددوا أبداً في تبني وانتهاج أسلوب الفرز المناطقي والمشاريع الجهوية والقروية الضحلة والرخيصة؟!- ما أسهل أن يقترف المجرم جريمته ثم يلصقها بطرف بريء. وما أصعب أن ينظف المجرم يديه وذمته من جريمته ومن دم الضحايا الأبرياء وليست مهمة أحد أن يبرئ نفسه أو أن يهرب من الإدانة إلى إلصاق الجريمة والتهمة بطرف آخر. فتلك مهمة القانون وأجهزة الأمن وسلطة القضاء. ومن تنكر لكل هذه المؤسسات الأمنية والعدلية الضامنة لسلامة الناس وأمن المجتمع واستقراره فكيف يمكن الوثوق به أو الإصغاء إلى هرطقاته وهو يقتل القتيل بدم بارد، ثم يسخر من الضحايا ومن الناس - العقلاء - أجمعين مدعياً براءته وملقياً بالتهمة على لجان حماية الوحدة؟!- ومتى كان الشعب - وهذه اللجان الشعبية تمثله .. يقتل نفسه ويذبح ذاته؟ بل ومتى استطاع القتلة أن يخدعوا أحداً في جميع الجرائم والممارسات الهمجية التي اقترفوها طوال العامين الماضيين؟!ومن كان يقتل ويسلب وينهب ويحرق ويقطع الطريق طوال عامين مضيا ولم تكن هذه اللجان أو الهيئات السلمية والمدنية قد بدأت بالتشكل بعد؟!- المبادرة والمسارعة إلى إلصاق الجريمة بطرف آخر، تحمل إدانة واضحة لأصحابها، كونهم استسهلوا أمر اتهام الطرف الذي يناصبونه العداوة والبغضاء وهددوا مراراً باستهدافه، وقد تكون هذه هي إحدى المرات التي يعلنون خلالها الحرب على اللجان السلمية، وسوف ينخرطون في القتل ثم يرمون التهم جزافاً وكأن هذا كافٍ لتبرئتهم وخداع الناس والعدالة؟!وكائناً من كان المجرم، فلابد من إنزال العقوبة بحقه .. ولن يفر من دم قتلاه ولا من لعنة السماء!
“ذبحني .. وبكى” !!
أخبار متعلقة