دار التوجيه الاجتماعي لرعاية الأيتام في محافظة الحديدة
[c1]السعي لإنشاء مبنى للطفولة الآمنة للقضاء على ظاهرة أطفال الشوارع[/c]لقاء/أحمد كنفانييضطلع دار التوجيه الاجتماعي في الحديدة بمهام ودور إنساني في الرعاية والاهتمام بالأطفال الأيتام والمشردين الذين لا مأوى لهم وإعالتهم وتأهيلهم وتربيتهم التربية الصالحة ليصبحواعناصرفاعلة في المجتمع وللإطلاع على أوضاع الداروأنشطة وما يقدمه من الخدمات المختلفة والصعوبات التي تواجهه.قامت 14 أكتوبر بزيارة الدار وتجولت في مرافقه وقضت لحظات مع الأطفال للتعرف على واقع حياتهم المعيشية والتقت في البداية الأخ طلال علي سعيد الدبعي مدير الدار الذي بفضل نشاطه المفرط وحسن إدارته وكفاءته وحبه للعمل استطاع أن يحدث الكثير من التغيرات ويحقق النجاح والتطور في مستوى الآداء والخدمات ويكسب الدار سمعة طيبة ويكتسب حب الأطفال والعاملين في الدار وتحدث قائلاً:[c1]"شكر وترحيب"[/c]أرحب بتواجدكم في الدار الذي بابه مفتوح للجميع من نزلاء وضيوف وزائرين وأشكر 14 أكتوبر على الحضور المميز الذي أراه حقيقة من خلال متابعتي بقوة وتطور في الأداء "شكلاً ومضموناً" وتغطيته لكافة الفعاليات المحلية والعربية وعلى الساحة الإقليمية والدولية وتناوله وتكريسه للمواضيع والهموم التي نعاني منها،ويعود الفضل في ذلك للأخ الفاضل الصحفي المخضرم المتألق دوماً الأستاذ/أحمد محمد الحبيشي- رئيس مجلس الإدارة- رئيس التحرير على مابذله من جهود مضنية لتصل الصحيفة اليوم إلى هذا المستوى والوضع الحالي وكذا بقية الطاقم العامل فالنجاح لا يتحقق إلا إذا تضامنت الأيدي وتضافرت الجهود.[c1]"التأسيس" متى تأسس الدار؟ وما الظروف التي مر بها؟[/c]-تأسيس دار التوجيه الاجتماعي لرعاية الأيتام في مدينة الحديدة في العام 1974م كمؤسسة اجتماعية خدمية إنسانية متخصصة يعمل على استقبال ورعاية الأطفال الأيتام لإعالتهم وتأمين الحماية لهم وتعويضهم حنان الأبوة والأمومة ومع مرور السنوات وصل حال الدار إلى حالة يرثى لها وكان بحاجه إلى الترميم والتأهيل والتوسيع للمرافق الخدمية وتزويده بالإمكانيات والوسائل الضرورية.ويمكن القول أنه مع حلول العام2000م /2003م بدأت الانطلاقة نحو التجديد والتغيير إلى الأفضل وبدأ الدار يخطو خطوات ناجحة نحو النجاح والتقدم في إجراء الدراسات والأبحاث ورفع أداء الكادر العامل الذي يلعب دور كبير في تحسين حياة الطفل النزيل،وكان لزيارة الأخ المحافظ محمد صالح شملان محافظ المحافظة الأثر في الدفع بأوضاع الدار وساهم فرع مكتب وزارة الشئون الاجتماعية وبعض رجال الخير والعطاء وكذا المنظمات والسفارات والجهات المقيمة والعاملة في اليمن وإنتشاله من الوضع السيئ الذي كان يعانيه وتزويده بالاحتياجات الضرورية بدأً بالترميم والتأهيل والثأتيث ورفد المرافق بالوسائل والأجهزة والمعدات وأصبح للدار ورش لحام وكهرباء وأخرى يمارس فيها عملية الإعداد والتأهيل للمقيمين وتم رفد تلك الورش حقيقة بمعدات ذات جودة عالية من المواصفات المميزة إضافة إلى توفر وسائل الترفيه والهوايات ومعظمها قدمت من السفارتين اليابانية والألمانية ومنظمة اليونسيف وأصبح الدار يمتلك عدد من الوسائل يمارس عليها التدريب والتأهيل وإكتساب الخبرة والمهنة الشريفة.[c1]"الأقسام والأنشطة" ماذا عن الأقسام والمكونات والأنشطة التي تمارس في الدار؟[/c]- يوجد في الدار أقسام إدارية مختصة من الأخصائيين والمدربين والمشرفين والعمال وعدد من المنامات مختلفة حسب الأعمار ومدرسة تضم(6) فصول دراسية أساسية يعمل بها متعلمون وأساتذه يتبعون مكتب فرع وزارة التربية والتعليم وكذا(6) ورش فنيه ومهنية للنجارة واللحام والكهرباء والتكييف والتبريد ولف المحركات وممارسة فن الرسم ويستخدم في هذا القسم الرسم على الزجاج كتدريب هام أولى ليتم بداية التعلم على كيفية مسك القلم واستخدام وتعويد أصابع اليد على الكتابة،كما يوجد في الدار مساحات لممارسة هوايات الرياضة كملعب لكرة القدم وصالة لكرة السلة والطائرة وفي الجانب التثقيفي توجد مكتبة مزودة بالكتب والمعارف والقصص والمجلات العلمية والدينية والأطفال والمغامرات بالإضافة إلى مسجد لتأدية الفرائض والشعائر وعيادة خاصة لتقديم الإسعافات الأولية وتحتوي على أدوية ومستلزمات طبية ضرورية ومتنفس صغير تمثل حديقة بها ألعاب كالأرجوحة والمدرهه وأخيراً صالة مسرح يمارس عليها هوايات الغناء والأناشيد والتمثيل والبروفات الأخرى عند المشاركة في أية فعاليات احتفالية يشارك فيها الدار وتمارس من خلالها إبراز وتكريم الموهوبين والمتفوقين وتنفيذ زيارات ترويحيه إلى الشواطئ والمنتزهات والمناطق السياحية وذلك لرفع المعنويات وإعطاء الدعم والتشجيع وإقتداء الآخرين واكتساب الصفات الجيدة وإرساء مبدأ التنافس في النجاح العلمي والتأهيلي ويوجد لدى بعض النزلاء دفاتر إيداع وتوفير بريدي كنوع من الدعم والانتفاع في المستقبل. [c1]"البرامج والخدمات" ماهي البرامج والخدمات المقدمة؟[/c]- يقدم الدار كافة الخدمات اللازمة والرعاية الاجتماعية عبر برامج مختلفة منها يقوم الدار بإستقبال الأيتام والمشردين الذين لا عائل لهم وليس لديهم أي قارب أو سواهم من مختلف الأعمار ويعمل الدار على رعايتهم وتقديم سبل الرعاية والحماية الاجتماعية اللازمة لهم ومن تم تنمية مهاراتهم بالتعليم ورفع قدراتهم العقلية والذهنية والجسيمة والاجتماعية وتنظيم أوقات للراحة والترفيه والسياحة،ومن ضمن البرامج الرعاية النفسية حيث يوفر الدار ويسعى إلى إجراء الاختبارات النفسية وقياس القدرات العقلية لكل نزيل "مقياس الذكاء" والإرشاد النفسي الفردي والجماعي عبر الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين من ذوي الكفاءة العلمية،وبرامج أخرى كالرعاية الصحية ككشف ومعاينة النزلاء ومكافحة الأمراض المعدية وتوفير العلاج اللازم والتثقيف الصحي،ومن أهم البرامج التي ينفذها الدار التعليم وتطوير المهارات الثقافية والفنية من خلال التعليم الأساسي في مدرسة الدار والتنسيق مع المدارس المجاورة لاستكمال بقية المراحل التعليمية إلى الجامعية وتوفير المستلزمات والأدوات المدرسية وتنمية القدرات الثقافية ومشاهدة الأفلام والكاسيتات المسموعة الهادفة(قرآن- محاضرات- قصص أطفال- برامج دينية وعلمية متنوعة) ومن البرامج المنفده التعليم الفني والمهني وتعليم وتدريب النزلاء في الورش الموجودة في الدار.[c1]"الشروط والتعامل"هل من شروط معينة لاستقبال النزيل؟وكيف يتم التعامل معه؟ [/c]- لاتوجد وليس هناك شروط لدخول الدار فالدار منزل لكل طفل ليس له مأوى أو من يعوله ويستقبل الدار كافة الحالات المحالة عن طريق مكتب الشئون الاجتماعية ونيابة الأحداث الذي بعد دراسة حالاتهم يتم إيداعهم في دار الأحداث والذي مبناه حالياً منفصل عن دار التوجيه وتم إنشاء مبنى خاص به في طور التجهيز والافتتاح خلال احتفالات بلادنا بأعياد الثورة اليمنية العام الجاري ويقع في حي الزهور وتم إنشاؤه بتمويل الصندوق الاجتماعي وسيكون به محكمة خاصة بالأحداث "الجانحين" ومجهز بكافة الاحتياجات الضرورية ويستقبل الدار الحالات المحالة من فاعلي الخير وأقسام الشرطة وعقال الحارات ومعظمهم أولاد الشوارع ويتم التعامل بكل رأفه وخاصة أنهم يفتقدون لحنان الأبوة والأمومة وكل حاله تحتاج إلى دراسة معينة فمثلاً أولاد الشوارع تبين لدينا من خلال الدراسة التي أجريناها أنهم ينقسمون إلى فئتين طفل رمت به الأقدار للسعي والعمل لإعالة أسرته وهذا يطلق عليه بالمبدع ويحتاج فقط إلى الصقل والتأهيل وطفل لامأوى له ولايعمل وانحرف سلوكه واكتسب من خلال المجالسة والصفات السيئة كالسرقة والآذى ويمكن القول أن طفل الشارع له خصائص معينه فالبيئة التي يعيش فيها يكتسب منها ويندمج معها ولقد وجدنا أنه يحب الحرية ولايحب التقيد بالنظام ولذلك فإنهم سرعان ما يعودون الى الشارع ويفضلون العيش فيه وهذا ما جعلننا نسعى ونبدأ في إعداد دراسة لهذه الحالات والقضاء على هذه الظاهرة بكيفية التعامل والتأهيل لهذا الطفل وهو في الشارع ومن ثم إنشاء دار خاص يسمى بمركز الطفولة الآمنة لتقديم الرعاية والإهتمام بأولاد الشوارع الذي يزداد أعدادهم يوماً بعد يوم ويحتاجون إلى رعاية واهتمام خاص عن الأطفال الأيتام [c1]"النزلاء ومبدأ الثواب والعقاب" كم يبلغ عدد النزلاء ؟ وهل يطبق الدار مبدأ الثواب والعقاب ؟[/c]- عدد نلاء الدار الذين ينامون في الدار ويتلقون الرعاية (75)نزيل و(85)نزيل ينامون خارج الدار ويتلقون الرعاية والإهتمام و(250)يتيم يتكفل الدار بتقديم كافة احتياجاتهم وهم مقيمين عند أقربائهم أوأمهاتهم لإننا نرى وأنتم توافقونا الرأي أن الطفل في ظل أسرة أفضل أن يكون في الدار بالاضافة إلى استقبال أكثر من(40) طفل محال من مركز حرض لإستقبال الأطفال المهربين من الحدود منهم (15)طفل تم إيداعه في الدار خلال العام الماضي 2006م وبالنسبة لدار الأحداث فالعدد للنزلاء غير ثابت وهذا الدار يتبع دار التوجيه الإجتماعي في المحافظة ويشرف عليه مكتب فرع وزارة الشئون الإجتماعيه والعمل ويموله إضافة الى عدد من رجال الخير والعطاء ،ويتبع الدار سياسة مبدأ الثواب والعقاب وهذا ضروري جداً لنجاح المهمة الإنسانية وإخراج كادر مؤهل ويستخدم الدار أسلوب العقاب الشديد في حالتي حدوث السرقة واللواط فهذه الحالتين تعد خطيرة من ناحية السلوك والإنحراف والتقيَّد التام بنظام الدار اليومي والبرامج المحدَّده والمحافظة على الدار ونظافته.[c1]إحتياجات وطموحات ما هي الطموحات المستقبلية واحتياجات الدار ؟[/c]- الطموحات والآمال والخطط المستقبلية التي نسعى الى تحقيقها استكمال دراسة أطفال الشوارع وابتعاث أخصائيو الدار في دورة تدريبية في كل من القاهرة والاردن والمغرب سابقاً من أجل إنجاز هذه الخطة في كيفية تأقلم أولاد الشوارع مع البيئة الاسرية وبناء مبنى خاص بهم سيسمى كما اسلفنا بدار الطفولة الآمنة وبناء مبان للسكن للاطفال الآيتام وهذه خطة مشروع مستقبلية ستنفذها وزارة الشئون الاجتماعية والعمل وقد تم اعداد دراسة لها حيث فكرتها أن يتم إعالة مجموعة من الآيتام مع اسرة بدون اطفال أو لديهم طفل أو طفلان ويتكفل الدار بإعالتهم جميعاً تحت ملاحظة وإشراف فرع الشئون والدار معاً على أن تكون هناك عدالة في المعاملة وعلى أساس تنشئة الطفل في بيئة وجو أسري يكون أفضل من العيش في الدار وهذه الخطة من خطط الوزارة في عام 2008م وستكون محافظة الحديدة أول تجربة تنفذ فيها هذا المشروع وأما عن احتياجات الدار فمن أهمها عدم توفر وسيلة مواصلات لأي طارئ كإسعاف أحد الاطفال أو للتنقل في حالة الاعمال الضرورية وايضاً شحة الميزانية فهي لا تكفي للانشطة والخدمات بالرغم من المساعدات التي يجود بها فاعلي الخير والاحسان ونحتاج لإنشاء منامات أخرى حيث الموجودة 4 منامات لا تغطي القدرة الاستيعابية للدار والذي تتوفر فيه مساحة كبيرة لكنها غير مستغلة وهناك أكثر من 40 كادر عامل بين "دار التوجية لرعاية الايتام, ودار الاحداث" مع الاخصائيين والمدربين والمشرفين والعاملين معظمهم يعمل كمتطوع لم يتم توظيفهم ونأمل أن يحصلوا على درجات وظيفية ونوجه تحايانا بالشكر والعرفان لكل أهل الخير ومنظمات المجتمع المدني وبعض الجهات ذات العلاقة .على تعاونهم الدائم مع الدار وعلى كل ما يقدموه من دعم وتشجيع وعلى رأسهم قيادة السلطة المحلية وفرع وزارة الشئون الاجتماعية في المحافظة وفي إطار زيارتنا الميدانية وتجوالنا في مرافق الدار إلتقينا بمجموعة من الاطفال في لحظات وأوقات مختلفة منها في وقت الظهيرة والمساء والصباح وسجلنا أول حديث مع الطفل / محمد وكان يقوم بري بعض الاشجار وقال أنا أحب الدار والاشجار وأحافظ على نظافتي وأحفظ من سورة الفاتحة حتى المطففين وأنام مبكراً بعدما أؤدي الصلاة لأصحو مبكراً وأتناول الفطور لأدرس وأتعلم وأحب كل ما في الدار من معلمين ومدربين وعمال وأتمنى أن أكبر وأصبح مهندس.وأقتربنا من الطفل / أسامة والذي كان يمارس هوايته بالرسم على الزجاج ولم يعرنا أي إهتمام سوى بالسلام وأثناء نزولنا على الدرج وجدنا الطفل / عبدالله وهو يهرول ذاهباً حين سألناه الى المسجد وفي يديه المصحف وفي الدور الارضي وجدنا مجموعة من الاطفال عصراً يمراسون هواياتهم منهم من يمارس كرة القدم والجرى والقفز وفي احدى الجهات وجدنا طفلاً يبكي فسألناه لماذا تبكي؟فأجاب : أن أحد زملاءه لم يرضخ للعب معه وعملنا على ملاطفته حتى ابتسم وذهب الى ثلاجة الماء للشرب ويتركنا وحيدين وأنتقلنا الى إحدى ورش التدريب لنرى بعض الاطفال منهمكين في ملاحظة بعض المتدربين .وفي الساحة الخارجية عندما عزمنا الرحيل ونقل ما شاهدنا في هذا الدار الملئ بالحيوية والنشاط والملاذ الامن للحياة الكريمة لرعاية الايتام والمشردين وما يقوم به دور انساني عظيم إلتقينا بالاخ / عبدالغني على الجرادي مشرف اجتماعي والذي بدوره قال : أدعو كافة الاسر والشرائح الاجتماعية بزيارة الدار والاطلاع على الانشطة والخدمات والمساهمة فيها ومشاركة هؤلاء الاطفال حياتهم فهم باستمرار بحاجة الى الحنان والرعاية وذلك لما فيه من الاجر والثواب قال رسول الله (ص):" المسحة على رأس اليتيم صدقة "