جنديان من مشاة البحرية الأميركية على مشارف بلدة مرجه
هلمند/أفغانستان/متابعات: قال قادة ميدانيون في حلف شمال الأطلسي (ناتو) إن العملية العسكرية بولاية هلمند جنوبي أفغانستان تسير بشكل جيد، في حين أعلنت واشنطن أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيطلع على تقارير ميدانية بشأن العملية التي أشاد بها رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون.فقد أعرب مسؤولون وقادة ميدانيون في حلف ناتو عن رضاهم عن سير العمليات في مديرية مرجه جنوبي أفغانستان والتي دخلت يومها الثاني، مؤكدين أن القوات الدولية والأفغانية حققت تقدما ملحوظا على جبهات القتال.وفي هذا الإطار نقل عن الممثل المدني للحلف في أفغانستان مارك سيدويل قوله إن العملية مستمرة في مديرية مرجه دون زمن محدد من أجل استعادة السيطرة على المنطقة ومساعدة السكان المحليين.في الأثناء قال المتحدث باسم البيت الأبيض تومي فيتور إن الرئيس باراك أوباما سيلتقي يوم أمس مستشاره للأمن القومي جيمس جونز الذي سينقل إليه فحوى التقارير الميدانية عن سير العمليات في مديريتي مرجه وناد علي، كما سيقوم وزير الدفاع روبرت غيتس بإبلاغ الرئيس بالتقرير الذي رفعه قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال.وكانت مصادر ميدانية قد ذكرت السبت أن القوات الدولية والأفغانية تتقدم ببطء داخل مديرية مرجه بسبب الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها مقاتلو حركة طالبان الذين توزعوا في مناطق متفرقة مع دخول القوات المهاجمة بانتظار إعادة تجمعهم وإحباط محاولات القوات المغيرة وبسط سيطرة الحكومة الأفغانية على المنطقة. وأضافت المصادر أن مشاة البحرية الأميركية (مارينز) فجرت عددا من العبوات الناسفة وقامت ببناء جسر مؤقت على القناة المائية شمال مرجه والتي لغمها مقاتلو طالبان مع بدء العمليات. وقال قادة ميدانيون في المارينز إن العملية تسير ببطء بطريقة مدروسة وإن الجنود اشتبكوا مع مسلحي طالبان في أربعة مواقع على الأقل ولم يواجهوا مقاومة نارية كثيفة.وإلى الشرق من بلدة مرجه، أوضح القادة الميدانيون أن جنود المارينز الذين أنزلوا بالمروحيات لم يواجهوا مقاومة عنيفة لكنهم اشتبكوا مع المسلحين بعد مغادرتهم منطقة الإنزال ودخولهم البلدة التي يسكنها ثمانون ألف نسمة، وسط ترجيحات بأن يكون قرابة ألف مسلح طالباني-بينهم عدد من الأجانب- داخل البلدة.وبالنسبة للعمليات الدائرة في مديرية ناد علي، قالت وزارة الدفاع البريطانية أن جنودها وبالتعاون مع القوات الحكومة الأفغانية حققت وبسرعة أهدافها الرئيسية من العملية الدائرة هناك ولم تقابل إلا بمقاومة محدودة توحي بتشتت أفراد حركة طالبان وعجزهم عن الرد بشكل منسق.وعلى صعيد الخسائر البشرية المعلنة حتى الآن، أعلن الجيش الأفغاني مقتل عشرين من مسلحي طالبان في عملية مرجه وأسر عدد أخر.ومن جانبها اعترفت قوات الأطلسي بمقتل اثنين من جنودها -لم تحدد جنسيتيهما- خلال الهجوم على مرجه، بيد أن المتحدث باسم طالبان يوسف أحمدي قال إن مقاتلي حركته تصدوا للهجوم وأوقعوا ستة قتلى على الأقل في صفوف القوات المهاجمة خلال الاشتباكات الأولى. يشار إلى أن قوات ناتو العاملة في أفغانستان في إطار (إيساف) أعلنت مقتل ثلاثة جنود أميركيين في تفجير انتحاري وقع في قندهار وليس في عملية هلمند.من جانبه، أشاد رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون بعملية هلمند -التي تعد اختبارا حقيقيا للإستراتيجية الأميركية الجديدة في أفغانستان- وبجهود القوات البريطانية والأفغانية من أجل إعادة الأمن والاستقرار وتحقيق العدالة والتنمية لسكان المنطقة.