لا ترتقي الأمم والشعوب إلا بالعلم، فهو مفتاح النجاح والتقدم ولهذا أمرنا المولى بالعلم ورفع أصحابه مكانة بقوله ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون) وحثنا عليه نبي الرحمة بقوله ( طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ). ولما أدركت الشعوب أهمية العلم أعطته جل اهتمامها وسخرت له الإمكانيات الكبيرة ووضعت له جزءاً واسعاً في استراتيجياتها وخططها التنموية، وكان لها ما أرادت حيث انعكس ذلك على الحياة العامة وبناء الإنسان وتقدمت بلدانهم في مختلف المجالات. فبالعلم يمكن حل كل المشكلات ومواجهة الجهل والفقر والمرض وتخلف العقليات والذهنيات السائدة ، وتطوير المجتمع وتحسين أوضاع أفراده فتسود بينهم العلاقات الاجتماعية السوية، والود والتفاهم ونبذ العنف والأفكار الهدامة والمضللة، وينتشر الأمن والاستقرار والسلم. ومنابع العلم متعددة، لعل أولها وأهمها تأتي المدرسة التي فيها يبدأ تكوين الإنسان وتوجيهه وتنوير أفكاره وصقل مهاراته وتطويرها، وتربيته على حب العلم والأرض والانتماء إليها، وتشويقه إلى المزيد من العلوم والتطلع إلى المستقبل المزدهر الذي يكون فيه أهم المؤثرات الايجابية . وهنا علينا أن نهيئ الجو المدرسي ونوفر كل الإمكانيات والمستلزمات المساعدة من كتاب ووسائل تعليمية وأهم من ذلك كله الإدارة المدرسية والمعلمين المخلصين لهذه المهنة العظيمة والقادرين على تبليغ الرسالة السامية بكل أمانة، مجهزين بالكفاءة والقدرة على الإبداع ورعاية النشء وجاعلين من أنفسهم قدوة حسنة لتلاميذهم في الأخلاق ويكون المعلم مصدر إشعاع علمي ورباناً ماهراً لقيادة السفينة في أجواء آمنة وهادئة . وعلى الجهات المختصة في التربية والتعليم إيجاد المناهج المناسبة لسن وعقل التلميذ، التي تشوقه وتحبب في نفسه التعليم وتغرس فيها الولاء للوطن وحب الحياة وما فيها، وتبسيط المفاهيم التي تقود إلى ذلك مع اعتماد التركيز والسلاسة والترغيب.. وعلى المعلمين أن يكونوا على قدر من التأهيل والإدراك لهذه المهمة التي ليست سهلة كما يعتقد البعض. ومن أجل أن نصل إلى المستوى الذي ننشده ونعول عليه في خلق جيل متعلم قادر على حمل رأية البناء والتنمية والذود عن حياض الوطن ومنجزات ثورته ونضال شعبه علينا أن نعمل على توفير الأسباب والسبل الكفيلة بذلك، من اختيار الكفاءات للإدارات المدرسية والتركيز على مخرجات كليات التربية وإعدادها إعداداً جيداً والاهتمام بالكيف لا الكم منها، وإعادة النظر في ماهو موجود حالياً في بعض مدارسنا من إدارات ومعلمين لايجدون في هذا المجال إلا مصدراً للعيش وعملاً روتينياً يومياً ولم يستوعبوا المهمة والرسالة التي وجدوا من أجلها وتفعيل دور التفتيش المدرسي والتوجيه الفني، ووضع معايير وشروط لطالبي التوظيف في قطاع التعليم، وتوفير مناخات مشجعة لتعليم الفتاة وحث أفراد المجتمع على ذلك ، وتنشيط صفوف محو الأمية وتعليم الكبار وإلحاق من تسربوا من التعليم فيها وترغيبهم وتشجيعهم على ذلك ، وتوثيق وتعزيز العلاقة بين المدرسة والمجتمع وإشراك أولياء الأمور في كل ما يدور في المدرسة من خلال تفعيل دور مجالس الآباء والأمهات.
التعليم أولاً
أخبار متعلقة