الحملة الصحفية الترويجية الأولى لمنطقة السياحة العلاجية
[c1]متابعة/ فؤاد احمد السميعي[/c]شهدت منطقة السياحة العلاجية بمديرية / دمت ( محافظة الضالع) على مدى ثلاث ايام من 27 حتى 30 نوفمبر الماضي الحملة الصحفية الترويجية الاولى لمنطقة السياحة العلاجية بدمت والتي نظمتها اللجنة الاعلامية بمحافظة الضالع المشكلة من 6 أعضاء ثلاثة منهم يمثلون الصحف الرسمية وثلاثة يمثلون صحف المعارضة بالمحافظة ، بمشاركة اكثر من 25 صحفياً منهم رؤساء تحرير سكرتيرو تحرير وممثلون عن بعض الصحف العربية .. وتأتي هذه الحملة الاولى من نوعها بهدف اشراك الاعلام في التنمية السياحية .. من خلال التعريف بمنطقة دمت المعلنه بقرار مجلس الوزراء رقم (151) لسنة 2004م القاضي باعلانها منطقة لتنمية السياحة العلاجية.. التعريف اللائق بها داخلياً وخارجياً ، وكذ التعريف بمقوتها السياحية النادرة كالهضاب الكلسية المخروطية (فوهات البراكين) المسماة في الوسط الشعبي بالحرضات والتي اعتبرها الخبراء الجيولوجيون الاوروبيون والعرب بانها من الظواهر الطبيعية النادرة بالمقياس الدولي وكذا المعالم التاريخية التي تحتويها مديرية / دمت كجسر عامر ابن عبدالوهاب والشهير بفنه المعماري الهندسي الفريد وسور وقلعة وقباب ومساجد عامر ابن عبدالوهاب المنتشرة في ربوع المديرية وسواها من المعالم الاثرية التاريخية.. اضافة الى ماتحتويه المنطقة من مقومات السياحة العلاجية من خلال ماتمتلكه من ثروة مائية معدنية علاجية حارة تتفاوت في درجات حرارتها من 37-45 درجة من نبع لآخر ، كما تختلف في كميات نسب المعادن والقلويات والاملاح المذابة والتوصيلات الكهربائية والغازات المتغلغلة في جزيئات مياه الينابيع الطبيعية ليؤدي كل ذلك الاختلاف والتنوع الى تعدد منافعه العلاجية للعديد من الامراض الآنية منها والمزمنة..وفيما يلي سنحاول تسليط الضوء على الحملة الصحفية الترويجية الاولى لمنطقة السياحة العلاجية.[c1]مقومات السياحة العلاجية[/c]بداية استهل الزملاء الصحفيون وحملتهم الصحفية الترويجية بزيارة عدد من ينابيع دمت الطبيعية الحارة بدءاً بينابيع الدروش المسمى ايضاً بحمام الحمدي نسبة الى الرئيس الاسبق / ابراهيم الحمدي الذي وجه المجلس المحلي التعاوني آنذاك باستغلاله اقتصادياً للاستفادة من عائداته المادية ليقوم المجلس التعاوني بانشاء حوله مباني تقليدية ثم قام بتاجيره الى احد المستثمرين المحليين حيث اطلعوا على كميات المياه المعدنية العلاجية الحارة المتدفقة من ينابيعه الثلاثة وعلى الاعمال الانشائية الجاري تنفيذها من قبل المستثمر المستأجر له وفق الطرق العصرية الحديثة لتحويله الى منتجع صحي سياحي وفق المواصفات العالمية للمنتجعات.. كما استمعوا الى الهموم والاشكاليات التي يواجهها المستثمر ( المستأجر) للحمام والمتمثلة في عدم تعاون السلطة المحلية بالمديرية المؤجره له من خلال عدم تمكنه من السيطرة القانونية على كافة المواقع والمساحات المحيطة بالحمام والحرضة الكبرى كونها كافة اجرت له ايجارا شرعياً من كافة الجهات الرسمية (السلطة المحلية ، اراض وعقارات الدولة الهيئة العامة للتنمية السياحية) والتي أيدها القضاء برغم تسديده السنوي للايجارات المفروضة وبرغم توجيهات الاخ رئيس مجلس الوزراء الصريحة بتمكينه منها وحمايته وبرغم الخسائر الباهضة التي تكبدها على مدى الخمسة عشر عاماً الماضية اثناء دفاعه المستميت عنها .. وحمل كافة الزملاء الصحفيين امانة نقل معاناته الى كافة المسؤلين والى الرأي العام .. ثم توجه الجميع الى ينابيع الحساسية الواقعة ايضاً على ضفة مجرى وادي بنا الشهير بخصوبة تربته الزراعية حيث اطلعوا على المنشآت البدائية التقليدية المنشأة حول ينابيع الحساسية التي تفيد حسب التقارير الطبية في علاج الامراض الجلدية ... ثم توجهوا الى ينبوعي البربرة الواقعين في جانبي مجرى وادي بنأ والذين لم يستغلا لأي غرض حتى اللحظة .. كما اطلعوا على ينابيع الحرضة الكبرى تم صعدوا الى فوهة الحرضة الكبرى التي ترتفع بشكلها المخروطي عن مستوى مدينة دمت باكثر من 150 متر ، وطلعوا على منسوب المياه الظاهر في الفوهة وتعرفوا من اهالي دمت القديمة المتواجدون على نسبة هبوط مياه الفوهة نتيجة الاهدار المستمر لمخزون الحوض المائي على مدار العام والذي يزيد على ثمانية مليون متر مكعب اذ تسبب الآبار المحفورة بإهدار اكثر من سبعة ملايين متر مكعب سنوياً ..ثم هبط الجميع من على فوهة الحرضة عبر السلم الحديدي البالغ 117 درجة المنشأ في عهد قيادة الاخ / عبدالقادر علي هلال للمديرية آنذاك..تم تناول الجميع وجبة الغداء الذي اقامه مكتب ضرائب المديرية مشكوراً على شرف الصحفيين ثم اتجه الجميع الى حمام ومنتجع الاسدي السياحي الذي يعد من ابرز حمامات المنطقة نظراً لاستغلال مياه بئره المحفور الاستغلال الامثل من خلال اقامة العديد من الحمامات العامة بقسميها الرجالية والنسائية والحمامات العائلية والفردية الخاصة ومسبحين عامين خارجي مكشوف للرجال وداخلي مستور للنساء وعلى مجمعين فندقي ذات ثلاثة فئات ( اولى وثانية وثالثة) وتجاري متنوع لتقديم كافة الخدمات للوافدين .. وفيه استمتع الجميع بنعمة الاستجمام الطبيعي بمياه المنطقة المعدنية العلاجية الحارة.. عندئذٍ شعرت اجساد الجميع بالانتعاش عقب استجمامها ليتجهوا صوب حمام بئر عاطف المنشأ حوله بطرق بدائية تقليدية جداً وتعرفوا من اهالي المنطقة ان بئر عاطف الذي حفره صاحبه المسمى باسمه مستغلاً منصبه انذاك ليكتفي محلى المديرية الحالي الذي كان يظنه ملكا عاماً بيمين ملكيته ممن حفره .. ثم اتجه اعضاء الحملة كافة الى حمام العودي الواقع على المدخل الشمالي لمدينة دمت المحفور بئره بعمق 170 متراً عام 2000م والذي يعد من افضل حمامات المنطقة وانفعها علاجياً بحسب تأكيد خبراء التنمية السياحية .. واطلعوا على المنشآت السياحية والاستجمامية المنفذة والجاري تنفيذها وفق المواصفات العالمية المماثلة الحديثة.ثم اتجه الجميع صوب - بئر الشامي الذي حفره صاحبه في الآونة الاخيرة خلال عام 2005م عقب إعلان المنطقة كمنطقة لتنمية السياحة العلاجية ضارباً بقرار تحريم حفر اي بئر في المنطقة على نطاق 10 كم من كل اتجاهات الحرضة الكبرى .. عرض الحائط والذي ينضح بمياهه المعدنية العلاجية الحارة الى الفناء على مدار الساعة بكميات هائلة ما ادى ذلك الى اصابة الزملاء المشاركين بالحملة بالاحباط من ذلك العبث الجائر .. ليزيد غمهم وكدرهم ذلك المنظر التالي المتمثل بزيارة بئر الظليمى المحفور بعمق 130 متر والذي تصل كمية مياهه المعدنية العلاجية الحارة الى اكثر من 50 لتراً في الثانية الواحدة الى الفناء دون اي استغلال يذكر من قبل صاحبه الذي يفترض ان يكون الاكثر حرصاً على الثروات الطبيعية العامة لشغله منصب محافظ احدى المحافظات اليمنية.. خاصة ان ابناء سابقه اوحت بنوايا منح ذلك البئر المهدورة هبة منه لنادي ذوريدان الرياضى الثقافي بدمت لتتحول الى منشأة استثمارية لصالح النادي بدلا من استمرار اهداره الى الفناء .. غير ان تلك الانباء لم تنفِ أو تؤكد من اي جهة حتى اللحظة.[c1]السياحة الاثرية[/c]وخلال الحملة اتجه كافة الزملاء المشاركين فيه الى جسر عامر ابن عبدالوهاب الواقع في الجهة الجنوبية الشرقية للمدينة على (3 كم) والمبنى بشكل قوس ليربط ضفتي مجرى وادي بنا منذ اكثر من 500 عام ليسهل نقل القوافل المحملة بالبضائع والمؤن والذي أنشىء وفق الطرق المعمارية العريقة .. حيث اعتبره الزملاء احدى آيات الفن المعماري اليمني خاصة عقب استكمال ترميماته باحجاره الصلبة المتينة مع مادة القضاض اليمني الاصيل ليعود شامخاً كعهده السابق بفضل سواعد وخبرة أبناء هذا الوطن اذ بلغت التكلفة الاجمالية لترميمه واعادة تاهليله مايقارب الـ 200 الف دولار بتمويل صندوق التنمية الاجتماعي.. ثم اتجه الجميع الى قلعة دمت المطلة على مدينة دمت القديمة التي يعود تاريخها الى ماقبل الاسلام حيث صعد الجميع اليها عبر سلالمها الحجرية المرصوفة بالاحجار المنقوشة الى بوابتها الرئيسية التي تم تجديدها وانشاء قوس عليها في عهد الدولة الطاهرية .. وتحتوي القلعة على بقايا اثار مباني وصهاريج مياه منحوته في الصخور..بعدئذ اتجهنا الى سد عامر ابن عبدالوهاب الواقع في الجهة الغربية لمدينة دمت القديمة ويعد عملاً هندسياً عظيماً كونه محفوراً في الصخر والمشيد واجهاته بالاحجار المهندمة والقضاض الذي يبلغ سمك قضاضه فقط 15 سم ويمكن نزوله وطلوعه عبر سلميه المنحوتين في احدى واجهاته واختتم الجميع تلك الزيارات الاثرية بزيارة بقايا اجزاء سور دمت القديمة الذي يبعد عن مدينة دمت الحديثة بحوالي 3 كم والذي كان يعد احدى تحصينات دمت القديمة.مع العلم ان هناك الكثير من المعالم الاثرية التاريخية التي تحتويها مديرية دمت والتي لم يتسن للزملاء المشاركين في الحملة زيارتها نتيجة ضيق الوقت..[c1]وضع منطقة السياحة العلاجية واشكالياتها[/c]وخلال الحملة لاحظ الزملاء المشاركون اثناء تجوالهم في المنطقة العديد من السلبيات التي تواجهها المنطقة والتي اجهدت ابناء المنطقة ومستثمريها ووافديها بل وحتى عابريها باعتبارها محطة عبور رئيسية للقادمين من صنعاء الى عدن والعكس اضافة الى كونها القاعدة التجارية والاقتصادية الرئيسية لكافة مديريات ومراكز وقرى العود والمناطق المحيطة وتتمثل تلك الاشكاليات في :1- عدم وجود شبكة رئيسة للمجاري والصرف الصحي - واعتماد المنطقة على الشبكات الاهلية التقليدية التي انشأها مواطنو المنطقة بجهودهم الذاتية وبتعاون مكتب الاشغال العامة والطرق بالمديرية .. والتي تصب جميعها في مجرى وادي بنا مما يسبب ذلك الى التلوث البيئي وانتشار الامراض الوبائية ، كما ان وجود البيارات بشكل مكثف في المنطقة والتي تتراوح اعماقها من 10 الى 20 متراً او يزيد في تلويث مخزون مياه دمت المعدنية العلاجية الحارة نتيجة التغذية المستمرة للحوض.2- اعتماد المنطقة على الانارة الجزئية لسبع ساعات يومياً كحدٍ اقصى ناهيك عن الانقطاعات الشهرية التي تتراوح بين 3-7 ايام.3- شحة مياه الشرب النقي وتقطعه ومحدودية توزيعه في المنطقة.4- عدم تعبيد شوارع المنطقة رغم تمهيدها للتعبيد منذ عامين ورغم توجيهات فخامة الاخ رئيس الجمهورية بذلك خلال زيارته للمنطقة في 13 ديسمبر 2002م.5- شحة اجراءات النظافة ان لم تكن منعدمة اصلاً نتيجة الكثافة الكبيرة والمتزايدة التي تشهدها المنطقة مقابل محدودية امكانياتها في مجال النظافة والتحسين فعلى سبيل المثال تحتوي مدينة دمت على اكثر من 30 شارعاً منها الشارع الرئيسي البالغ طوله 3 كم و30 فندقاً بمختلف فئاتها و35 لوكندة شعبية و50 مطعماً وكافتريا و7 اسواق عامة وخاصة كما يزيد سكان المدينة على الـ 35 الفاً .. في حين يبلغ عمال النظافة 20عاملاً فقط وسيارتين لنقل المخلفات احداهما لاتعمل سوى ثمان ايام وبقية ايام الشهر معطلة كما ان المبلغ المخصص لاعمال النظافة لايتعدى الـ 40 الف ريال قابل للخصم من قبل المكتب التنفيذي لصندوق النظافة والتحسين بالمحافظة.6- استمرار اعمال النهب والبسط والاستيلاء على المساحات العامة والمواقع السياحية المخصصة لاقامة المشاريع الاستثمارية في جانب السياحة العلاجية .. اضافة الى استمرارية التخزين والتدمير المنظم والغير منظم للمعالم السياحية الطبيعية النادرة بالمقياس العالمي .7- رداءة وتدني الخدمات الفندقية والمطاعم والكفتيريات والمنتجعات الاستجمامية وسواها من المنشآت الخدماتية الى ادنى مستويات التدني اضافة الى ارتفاع اسعارها بشكل خيالي دون وجود اي حسيب او رقيب عليها.8- استمرار الاهدار العشوائي لمياه حوض المنطقة والذي يهددها بالنضوب وقد يسبب انهيار التجويف الارضي.