صباح الخير
لم تكن الوحدة اليمنية في يوم من الأيام مجرد حلم عابر، ولا سلعة قابلة للمساومة، إنها باختصار قدر ومصير الشعب الذي جعلها هدفاً له وتحققت بفضل الله وبحنكة القيادة السياسية ولن يتم التفريط فيها أبداً لأنها لم تعد ملكاً لشعبنا اليمني فحسب بل أصبحت ملكاً للوطن العربي الكبير من محيطه إلى خليجه كيف لا وهي التي أعلنت في ظرف صعب من التشرذم والتمزق كانت تعيشه أمتنا العربية.لا أظن يمنياً غيوراً يمكنه ـ مجرد التفكير ـ في العودة إلى ما قبل “22” مايو ذلك لأن الوحدة غدت مرادفاً للحياة ذاتها وكم كانت فرحة الأجيال كبيرة لحظة ميلادها وبالأخص جيل الشباب من أمثالنا كيف لا ونحن الذين دأبنا كل صباح في الطابور المدرسي نردد ونقسم أن نناضل حتى يتم تحقيق الوحدة اليمنية.وبسماعنا لخطاب الأخ رئيس الجمهورية ونائب الرئيس ورئيس الحكومة مؤخراً أصبح من حق كل يمني أن يطمئن على أن الوحدة راسخة وقافلتها المباركة ستواصل السير نحو التنمية والرخاء والحرية، أبداً لن نرضى بالتشرذم والتفرق وقد ذقنا مرارتهما، لن نعود إلى عصور الظلام بعد أن أنعم الله علينا بنور الوحدة، ورحم الله الزعيم المناضل الشهيد ياسر عرفات الذي وصفها بـ “اللحمة” في قاعة فلسطين بعدن وصرح حينها أنه يستطيع أن يفرح ويبتسم رغم حدوث مجزرة في فلسطين في الليلة السابقة لإعلان الوحدة.ألم أقل لكم إنها هدف كل المناضلين والرجال العظام داخل الوطن وخارجه؟ ترى ما الذي سيقوله عرفات لبعض الأصوات المنادية بالنكوص والارتداد عن منجز الوحدة وهو الذي أعتبرها هدية قدمها الشعب اليمني لكل الأمة العربية؟ثق أبا عمار إن لحمتنا باقية وأنها ستظل هي الشطر الثاني لفلسطيني.كما قلت أنت والشعب في الشطر اليمني لن يتراجع عن هديته لشطره الفلسطيني.أوردنا هنا بعض الأقوال للشهيد عرفات ليعلم القارئ كيف كان العظماء ينظرون إلى الوحدة وماذا تمثل لهم.ختاماً عزتنا في وحدتنا وما سواها لا يعني إلا العار ووطن “22” مايو لن يقبل وصمة عار تلطخ صحائفه الناصعة البياض.