ميليشيات طائفية "تشرع" بتصفية3000بعثي في وسط وجنوب العراق
بغداد/14 أكتوبر/رويترز: قال الجيش الأمريكي أمس الجمعة ان أربعة جنود أمريكيين قتلوا في العاصمة العراقية بغداد مما يشير لصحة توقع الرئيس الأمريكي جورج بوش المتشائم "بأغسطس شديد الصعوبة" للقوات الأمريكية في العراق.وقال الجيش ان قنبلة مزروعة في الطريق قتلت ثلاثة جنود أثناء دورية في شرق بغداد يوم الخميس خلال عمليات تستهدف متشددين شيعة وسنة. وأصيب 11 آخرون. كما قتل جندي رابع في قتال بغرب العاصمة.وأرسل بوش 30 ألف جندي إضافي الى العراق على الرغم من المعارضة القوية التي واجهها في الداخل للمساعدة في تهدئة العنف الطائفي المستمر وإتاحة الوقت للقادة العراقيين للتوصل إلى اتفاق سياسي يعزز المصالحة الوطنية.وحققت إستراتيجيته العسكرية الجديدة بعض النجاح لكن مقابل ثمن إذ كان شهر مايو أكثر الشهور دموية للقوات الأمريكية منذ عامين ونصف بمقتل 126 جنديا أمريكيا كما قتل أكثر من 100 في كل من شهري ابريل ويونيو.
وكان قادة عسكريون أمريكيون قد رحبوا بالهبوط الذي شهده شهر يوليو في عدد القتلى الذي سجل في البداية سقوط 74 قتيلا ووصفوا الأمر بأنه إشارة محتملة على أن زيادة عدد القوات أتت بثمارها. ولكن بحلول أمس الجمعة ارتفع الإجمالي إلى 81 قتيلا على موقع icasualties.org على الإنترنت والذي يحصي عدد القتلى في الصفوف الأمريكية وهو ما يساوي بين شهر يوليو وشهري فبراير ومارس.ويقول قادة عسكريون أمريكيون أنهم يتوقعون زيادة في أعداد القتلى مع مواجهة القوات لمزيد من الميليشيات الشيعية والمسلحين السنة في مناطق ظلوا بعيدين عنها في السابق .وفي مايو توقع بوش ان يحاول المتشددون العراقيون وخاصة السنة المنتمين للقاعدة التأثير في النقاش الدائر في الولايات المتحدة عن الحرب من خلال شن هجمات قبل التقييم العسكري للإستراتيجية المقرر في سبتمبر.وقال حينها "يمكن أن يكون الأمر دمويا...يمكن أن يكون أغسطس شديد الصعوبة." وقتل حتى الآن خمسة جنود أمريكيين في أول يومين من الشهر.والقنابل التي تزرع في الطرق هي الخطر القاتل الأساسي للجنود الأمريكيين خاصة المتفجرات القادرة على اختراق الدروع والتي تقول واشنطن ان إيران تمد الجماعات المتشددة الشيعية بها.وقتل عشرات الآلاف من العراقيين في أعمال العنف الطائفي وجرائم العصابات التي استغلت الفراغ الأمني الذي تركته الحكومة المركزية الضعيفة وقوات الأمن التي تفتقر إلى الدافع.وفي مدينة كركوك الشمالية قتل خمسة أشقاء عراقيين خطفوا وقتلوا بعد فشل عائلتهم الفقيرة في دفع فدية قدرها 100 ألف دولار.وعثرت الشرطة على الشقيق السادس وهو صبي صغير يبكي بجانب الجثث لكنه لم يصب بأذى. وقيدت أيدي الضحايا وأطلق عليهم الرصاص. ويحدث الكثير من عمليات القتل المماثلة في العراق كل يوم.وفي أحداث عنف أخرى قتل مسلحون في مدينة النجف الجنوبية إماما له صلة بالمرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني في حادث إطلاق نار من سيارة مسرعة.وكان فضيل العقيل إماما لمسجد الحسن في النجف. ويقول سكان ان العديد من مساعدي السيستاني قتلوا خلال الأشهر القليلة الماضية.إلى ذلك ذكرت مصادر عراقية أن حالة من الذعر تسود محافظات وسط وجنوب العراق بعد شروع ميليشيات مرتبطة بأحزاب دينية شيعية بتصفية ثلاثة آلاف بعثي سابق أدرجتهم على قائمة مطلوبين تتهمهم بقمع وقتل مشاركين في الانتفاضة الشعبانية ضد النظام العراقي السابق عام 1991.وأكد مصدر قريب من المرجع الديني الأعلى الشيخ إسحاق الفياض أن جماعة من الشباب المقلدين للسيد محمد محمد صادق الصدر قدموا إلى مكتب الشيخ الفياض للمشورة والاستفتاء، إلا أن الأخير رفض استقبالهم، إذ أنهم أخبروا وكيله بأنهم تلقوا تدريباً في إيران، وزُودوا بقوائم تضمنت كثيراً من الأهداف والأسماء المطلوب تصفيتها جسدياً تحت بند "إعلاء شأن المذهب"، مشيراً إلى أن "التعليمات الواردة لأولئك الشباب أثارت حفيظتهم"، وذلك وفقا لما ذكرت صحيفة "الحياة" اللندنية أمس الجمعة.وكشف "أبو علي الكعبي" أحد قياديي "جيش المهدي" في بغداد، عن وجود جماعات انشقت على القيادة المتمثلة بالسيد مقتدى الصدر، وعملت شخصيات دينية وسياسية عراقية وإيرانية متنفذة داخل العراق على استقطابها وربطها بـ"الحرس الثوري الإيراني". واستقطبت هذه الشخصيات عدداً لا يستهان به من قياديي "جيش المهدي" والوجهاء والتجار وشيوخ العشائر في عموم العراق، عبر دعوات مدفوعة الأجر وجهتها مؤسسات دينية معروفة لها فروع موجودة حالياً في مدينة النجف، إلى زيارة الإمام الرضا في مدينة مشهد الإيرانية، وفقاً للكعبي. وأشار الكعبي إلى أن الاستخبارات الإيرانية كررت العملية ذاتها مع شخصيات لمست فيها ميلاً للتجاوب مع ما تطرحه. كما ذكر أن عناصر جماعات انشقت على الصدر والقيادات المناطقية لـ"جيش المهدي" تلقت دورات تدريبية في مدينتي ايلام (المحاذية لمحافظة واسط العراقية) وكرمنشاه الإيرانيتين على كيفية استخدام العبوات المضادة للدروع ونقاط الضعف في التسلح الأمريكي، وفقاً للمصدر ذاته.كما ذكر أحد أهالي النجف لصحيفة "الحياة" التي نُفذت في مدينته مؤخرا عمليات تصفية استهدفت قياديين سابقين في حزب "البعث" المنحل لاسيما "قادة تنظيم الجيش الشعبي" الذي كان النظام العراقي السابق شكله خلال حربه مع إيران واعتمد فيه على استخدام أسلوب التطوع الموقت لدعم جبهة القتال بالمقاتلين، وقاده أعضاء كبار في حزب البعث.وأشار ذلك المواطن إلى أن آخر عملية اغتيال شهدتها النجف طالت مصطفى الشرقي وهو عضو قيادة فرقة سابق في "البعث" كان أُحيل على التقاعد من تنظيمات الحزب عام 1985، لافتاً الى أن "كونه مقعداً منذ سنوات لم يحل دون تصفيته، مشير إلى توزيع جماعات مسلحة قوائم أخيراً في عدد من أحياء مدينة النجف، تضمنت أسماء عشرات من رفاق الشرقي "قيل إنهم مطلوبون لاشتراكهم في قمع الانتفاضة الشعبانية عام 1991".أما أبو نبأ الشمري من أهالي محافظة واسط (280 كلم جنوب بغداد) فذكر أن المناطق الجنوبية الشرقية من محافظة واسط شهدت نشاطاً ملحوظاً لميليشيات تدعي الارتباط بحركة "حزب الله" إحدى القوى المشاركة في "كتلة الائتلاف العراقي الموحد". وتنشط هذه الميليشيات في شن حملات تصفية واسعة النطاق شملت قيادات بعثية وعسكرية شاركت في الحرب العراقية - الإيرانية، وفقاً للشمري. ويضيف الشمري أن عمليات الاغتيال التي شهدتها هذه المناطق "منظمة ودورية، وتنفذ بموجب قوائم أعدتها جهات ترتبط بالاستخبارات الإيرانية في شكل مباشر"، لافتاً إلى أن إيران ترغب في تصفية حساباتها مع هذه القيادات من جهة، وإظهار عجز الحكومة العراقية والأجهزة الأمنية والقوات المتعددة الجنسية عن الوقوف في وجه مثل هذه العمليات من جهة أخرى.وأشار الشمري إلى أن أولئك الذين اغتيلوا كانوا أُحيلوا إلى التقاعد من حزب "البعث" منتصف ثمانينيات القرن الماضي، لا سيما أن أعمارهم لا تقل عن 60 عاماً وغالبيتهم فضلوا النأي بأنفسهم بعيداً عن أحداث السنوات الأربع الماضية والتزموا منازلهم. وكشف أن "بعض هؤلاء المتطوعين قُتلوا داخل منازلهم وعلى مرأى أفراد من عائلاتهم".