أقواس
وبدلت استراحة أروى في العقبة بجانب عدن الشهير .. بدلت بمشروع ، ولد كسيحاً ، غير مكتمل النمو ، وغير ذي جدوى .. هذا المشروع الذي كتم على الأنفاس ، حول تلك المنطقة التي كان يتنفس من خلالها ويقضي أوقاتاً جميلة معظم سكان عدن بأحيائها ومدنها ، إلى وقت قريب .. هذا المشروع مثل شواطئ جولدمور وغيرها ، تلك المواقع التي أغلقت أمام الناس ، وتحولت من (مجانية) كما خلقها الله .. إلى (استثمارية) تجلب الضجر والقرف وتسيء إلى السياحة بشكل عام .. ذلك لأن رسم سياسة واضحة المعالم هو ما نفتقده وهو ما يجعلنا نعيش تخطيط اللحظة والساعة السليمانية ، أحياناً كثيرة!والمشروع الذي أشرنا إليه لم يترك للناس مجالاً لممارسة طقوس العشق للبحر وأمواجه وجزره الجميلة ، لم يترك هذا المشروع شيئاً ذا فائدة للمدينة وأهلها بل ترك لهم حسرة وتحسراً على ما يجري وتذكراً لأيام الزمان الجميل .. (الأيام الخوالي ) التي كانت فيها السياحة بمواقعها المعروفة تاريخياً وأثارياً وحضارياً يضرب بها المثل بحق وحقيق !وباب عدن كانت تزينه معالم رسمت أو نحتت ، وجسر تاريخي شهير .. للأسف الجسر (العقد) تم هدمه أثناء توسعة الباب الذي كان أسمه (الشهير ) خوفاً من أن ينهدم على العمال الذين يعملون لتوسعته .. وهناك وعود رئاسية بأن تتم إعادة بنائه على نمطه التاريخي الأصلي .. إلى جانب وجود رسمه كانت تمثل التاج البريطاني ، عبارة عن لوحة جميلة ملونة عليها تواريخ كان يجب المحافظة عليها ، لكن هناك من طمسها وشوهها.. ثم أن هناك أثراً جديداً كان هو الذي أثار تساؤلات الناس حوله .. ذلك هو المفتاح الذي يرمز إلى المدينة وأهلها !مفتاح عدن الذي نصب على سور الطريق الأيمن المؤدي إلى المعلا ،من كريتر، وظل كما عرفناه سنين طوالاً ، حتى جاء هذا المشروع ومن خلاله تم تحويل هذا المفتاح من موقعه الأصلي ، إلى سور المشروع ، وتم تثبيته (المفتاح) كجزء أساسي من سور المشروع وصار جزءاً لا يتجزأ منه ، ولم يعد يمثل المدينة .. لأنه أصبح جزءاً من أملاك المشروع ، (وبرافوياسياحة)..هكذا هي آراء معظم الناس في عدن ، وهمهم الوحيد هو عودة المفتاح لموقعه ، لكنهم محبطون ولن يذهب حزنهم إلا بإصلاح حال المواقع السياحية والتاريخية وعودة مفتاح عدن إلى سور الطريق العام ليراه الجميع ، وليكون ملكاً للجميع !فهل يتحقق ذلك؟!