عدن
[c1]لم يتغير اسم عدن منذ زمن الإغريق[/c]محمد حسين بيحاني:“عدن في عيون الشعراء”.. تصفحت الكتاب .. قلَّبت صفحاته وشممتُ رائحتُه الخاصة، بما في ذلك رائحة الحبر ونعومة الصفحات،هذه الكلمات يفهمها ويعشقها جيداً عشاق الكتب أولئك الذين يتحول الكتاب بالنسبة لهم من كائن من الورق إلى صديق عزيزي، “وخير جليس في الزمان كتاب”.. على حد قول الشاعر العربي، فمهما تطوّرت المخترعات وتنافست الأقمار الصناعية في إرسال صورها الجذابة ومهما حشدته شاشة الانترنت من معلومات متدفقة يظل الكتاب هو المصدر الأساسي للمعرفة وهو الصديق الذي يصحبك إلى كل مكان تذهب إليه، لا يحتل إلا مكاناً صغيراً في حقيبة السفر الخ.كما أنّه صالح للاستخدام في أي مكان دون أي حاجةٍ لأي نوعٍ من الوصلات الكهربائية أو الهوائية.و”عدن في عيون الشعراء” ترتكز فحوى هذا الكتاب على فكرة إبداعية ثقافية رائعة دفعت بالأستاذ الجليل – أ . د . يحيى محمد الشعيبي (محافظ عدن السابق) إلى إصدار قراره المرسوم في ذيل هذا الكتاب وهي ظاهرة تنم عن معدن هذا الرجل، إذ أنّ اهتمامه بالشعر (الذي قيل عن عدن، وعبر عصور التاريخ اليمني وأدواره)، تبين عن سِعَةِ أُفقٍ بعد نظر.وقد شهدت عدن في مدة قصيرة، وخلال تسلّمه إدارة محافظتها تطوراً ملحوظاً في العمران (وبشتى جوانبه) أشاد به وما زال كثيرون من أبنائها.وها هو بطلعته البهية يولي عنايته لضرب من ضروب الثقافة في عدن، مما حمل هذه اللجنة على اصطفائه ذروة من القول المنظوم – مما قيل عن عدن – استجابة للقرار الملمع إليه أعلاه.[c1]ثغر اليمن في الأدب[/c]إنّ اللافت في هذا الكتاب “عدن في عيون الشعراء”، “عدن” هذا الاسم – هذا العنوان ظل منذ زمن الإغريق وحتى يومنا هذا، يتردد في منثور القول وموزونه عاكساً ذكريات أو أصداء من ذكريات ترسبت في أغوار العقل، وفي مسالك النفس، ومطاوي الضمير.ويتباين هذا الانعكاس نوعاً وكماً، عبر عصور التاريخ اليمنى وأدواره.فقد يتجلى أحياناً في إشادة مستفيضة أو مدح شارد لعدن وساكنيها. وقد يتبدى في أحان أخر في وضع منزلتها، وحط من أقدار مستوطنيها، مراوحاً بين قدح مسهب أو ثلب عارض. وبوسع المرء بيسر وسهولة انتخاب اضمامه من منثور القول يتمحور حول عدن، وكما هي مرقومة في كتابات الأوروبيين منذ هيرودتس وحتى فوستر ومدونة في كتابات المؤرخين والرحالة، والجغرافيين المسلمين منذ الاصطخري والهمداني وحتىا لعظم والكرملي والريحاني.[c1]الدُر المنثور عن عدن من الكلام العربي المأثور[/c]تتميَّز عدن بأهمية فريدة من خلال موقعها الجغرافي الإستراتيجي والساحل الجنوبي الغربي لشبه الجزيرة العربية في عُقدة مواصلات دولية مهمة تربط قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا.كانت عدن ذات أهمية إستراتيجية متميزة عبر مراحل وعصور التاريخ اليمني عموماً في التاريخ القديم وقبل ظهور الإسلام واستمراراً بعد ظهور الإسلام .. الخ.ومن هذا المنطلق “عدن في عيون الشعراء” وجد لزاماً جمع وتوثيق الأشعار التي أنشئت في عدن او خارجها، التي ورد فيها ذكر عدن أو أحد معالمها ورموزها، أمثال : صيرة، حقات، الزعفران، العر، المنظر، فضلاً عن مجالس أمرائها وقصورهم، وهي بلا شك مسارح لأغانٍ وجدانية، بثها الشعراء ورجعتها العصور، وكان ذلك متمثلاً في قصيد حكمي موحد القافية غالباً.وكتاب “عدن في عيون الشعراء” يحتوي على :القسم الأول :مقدمة (1) : ثغر اليمن في الأدب د . جعفر الظفاري.مقدمة (2) : الدُّر المنثور عن عدن من الكلام العربي المأثور د . محمد كريم إبراهيم.مقدمة (3) : عدن وليم هارولد انجرامز.مقدمة (4) : منتهى اليمن عبدالكريم الحنكي.مقدمة (5) : عدن بين الريادتين : الزمنية والإبداعية.. د . أحمد علي الهمداني.القسم الثاني :- عدن في الشعر العربي القديم، وحتى زوال الدولة الطاهرية.- عدن في الشعر العربي الحديث.- عدنيات- المرتادات.- قرار المحافظ.ومسك ختام كتابتنا وكتاب عدن في عيون الشعراء “اختيارنا لتلك الأبيات الشعرية التي نظمها بحار أسترالي، كثير التطواف، حين ترنّم متهجداً – على سيف من أسيافها الذهبية :At the gate of the orient, sentinel stands Aden, majestic, o er Araby’s sands what legend and lave, what riot and feast It beckons and colls like a siren : but then My heart is athirst for old Sydney again.الترجمة للقصيدة : كريم الحنكي.عدن ثم، على بوابة الشرق، أراها تنتصب في جلالٍ تحرسُ الصحراء من أرض العرب يا لها من أثر!أسطورة !يا لها عيد (تجلى) وصخبإنّها تسبي كما حورية البحر، وتدعو القلب، لكن حينها عادة الشرق إلى سيدني العجوزفاضطرب.