إعداد الفنان / نبيل علي عمر إن الموسيقى والجبر والحساب والهندسة والمنطق والعروض هي كلها أنواع من جنس " العلم الموزون" وهي علوم متشابكة رباطها النظام ووحدة الحركة والسكون والموسيقى لفظ يوناني أخذ عن الأغريق الذين كانوا يقدسون الفنون العقلية وينسبونها الى معبودات ويسمون كل ماله إتصال بفن " الموسيقى" وكلمة موسيقى كانت عند الروم القدماء ذات معنى أوسع مما اصطلح عليه المحدثون بدليل أن المعبودات عندهم تسع أطلقوا على كل واحدة منها كلمة "موساً" بعد أن اشتقوها من كلمة " موستيه" التي كان معناها الاستيحاء أو الإستلهام وأصل الكلمة " موس" فأخذوها وزادوا عليها ألفاً فصارت "موسا" ومعناها الملهمة ولهم فيها نطقان إما بالميم المضمونة كما في موسى وإما بميم مفتوحة كمثل قوم أو توم أو عوم وأضافوا إليها " يقي" للدلالة على النسبة الى الاسم الملحق بها كقولهم إغريقي وما إلى ذلك وصارت "موسيقى" وكلاهما لفظ يوناني صحيح ولكن اللفظ الأول استعمل في اللغة الفصحى وانفراد فن الغناء بإستعمال كلمة موسيقى هو اسم المعبودة "موسا" ثم تسربت الكلمة الى الأمم الاخرى على هذا الأساس والاعتبار فنطقت كل أمة بالكلمة حسب لغتها والموسيقى هي أقدم الفنون .ومدلول الكلمة من لفظها فهي علم وفن فعلم الموسيقى من العلوم الطبيعية المبنية على القواعد الرياضية وهو ترتيب وتعاقب الأصوات المختلفة في الدرجة المؤتلفة المتناسبة بحيث يتركب من ألحان تستسيغها الأذن مبنية على موازين موسيقية مختلفة تكسبها طلاوة وروعة .والموسيقى تنحصر في علم العزف على الآلات الموسيقية وعلم الغناء وبموجب الأوزان الموسيقية الزمنية التي تجعل اللحن مؤلفاً من عبارات موسيقية متساوية في أزمنتها ولو احتلفت في أنغامها .
أخبار متعلقة