اثمار هاشم تعد اليمن واحدة من الدول التي تولي القضايا البيئية أهمية كبرى وفي هذا الصدد تم انشاء مجلس حماية البيئة ثم الهيئة العامة لحماية البيئة ، كما قامت كذلك بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية اللتان مكنتاها من الحصول على دعم في سبيل إنشاء محميات طبيعية في اليمن .وتمثل الاراضي الرطبة في محافظة عدن واحدة من المناطق التي يسعى لإعلانها محمية طبيعية وفيما يلي لمحة موجزة عن هذه المناطق :تعريف الاراضي الرطبة بأنها عبارة عن مناطق السبخات والمستنقعات المغمورة بالمياه كلياً أو جزئياً سواء كانت تلك المياه عذبة أو مالحة بما في ذلك المياه البحرية التي لايتجاوز عمقها (6 ) أمتار .وهناك اتفاقية دولية خاصة بالمناطق الرطبة تعرف باتفاقية رامسار نسبة إلى مدينة رامسار الايرانية التي تم تبني هذه الاتفاقية فيها عام 72م وقد خضعت هذه الاتفاقية للتعديلات الفنية في نصوصها مرتين في عامي 82م و87م وتبرز أهمية هذه الاتفاقية في كونها أول معاهدة دولية تدعو للاستخدام العقلاني للموارد الطبيعية .ويوجد في اليمن ما يقارب (15) موقعاً للاراضي الرطبة تتواجد على ساحل البحر الأحمر وخليج عدن ومحافظات شبوة وحضرموت والمهرة على أن هناك اجراءات تتخذ لاعلان المناطق الرطبة في عدن كمحمية طبيعية وذلك استناداً إلى الدراسة التي نفذها برنامج تنمية واستدامة الموارد الطبيعية والممول من قبل البرنامج الانمائي للأمم المتحدة .تقع الاراضي الرطبة في محافظة عدن على الطريق ما بين كالتكس والبريقة وتتبع مديرية المنصورة وتقدر مساحتها بـ (185) هكتار كما تضم الاراضي الرطبة كذلك المملاح الذي يتبع ادارياً مديرية خورمكسر وبحيرات عدن التابعة ادارياً لمديرية خورمكسر.وتتميز المناطق الرطبة بمحافظة عدن بأهمية كبيرة لكون هذه المنطقة تمتاز بوجود عدد من النباتات التي استطاعت التأقلم مع بيئة تلك المناطق والنمو فيها حيث يتم الاستفادة من هذه النباتات بنواحي عديدة منها الرعي ، الاحتطاب ، اضافة إلى صناعة الخل الذي يستخرج من العصارة السكرية لبعض النباتات كما يستفاد من نباتات تلك المنطقة في بعض النواحي الطبية .ومن ضمن الأهمية التي تمتاز بها المناطق الرطبة كذلك بأهمية كبيرة منطقة المملاح الذي توجد فيه حتى الآن الملاحات القديمة التي تدل على قدم هذه الصناعة في المحافظة والتي لازالت قائمة حتى الآن نظراً للأهمية الاقتصادية لهذه المنطقة سواء من ناحية تصدير الملح للخارج أو من ناحية توفير فرص عمل للعاملين في المملاح. أما منطقة البحيرات فان أهميتها تكمن في كونها تمثل موقعاً هاماً للتنوع الحيوي حيث توجد فيها اعداد من الطيور المهاجرة والنادرة والتي تأتي إلى هذه المنطقة في مواسم الهجرة السنوية للطيور اضافة إلى هذا فان البحيرات تعتبر موقعاً ملائماً لتكاثر انواع معينة من الكائنات البحرية .ان لمناطق الاراضي الرطبة أهمية كبيرة قد لايقدرها البعض ناجمة عن قلة وعي بيئي حول هذه المناطق لذا فانه في حال تم الاعلان عن تلك المناطق كمحمية طبيعية فان ذلك سيشكل دون شك وقف أي عبث قد تتعرض له المناطق والذي يتمثل في البناء في تلك المناطق أو الرعي الجائر للاغنام وما قد ينجم عن ذلك من ازالة للغطاء النباتي الذي يميز المناطق الرطبة وكذا الصد البحري الجائر من قبل البعض والذي سينعكس اثره كذلك على الطيور البحرية التي بدورها ستفقد مصدراً مهماً من مصادر غذائها متمثل في بعض الكائنات البحرية التي تعيش في المناطق الرطبة لذا فان الاعداد لإعلان هذه المنطقة كمحمية طبيعية يجب ان يرافقه عملية توعية على نطاق واسع للساكنين بالقرب من تلك المناطق تحديداً والمجتمع بشكل عام تجنباً لأي انتهاكات قد تتعرض له تلك المناطق واصدار قوانين تحمي مناطق المحميات بوصفها موروث طبيعي .