تزداد الآمال التي يعلقها المواطن العربي كلما اقترب موعد انعقاد القمة العربية ، وعلى أبواب كل القمم تكثر الاجتهادات والتحليلات والتوقعات ، وكل يأخذها حسب رؤاه ، ولكن في القمة العربية يكون شبه إجماع عند المواطنين العرب يرجونه من قمة قادتهم رؤساء وملوك وأمراء ، كونهم الحكماء والأمناء على مستقبل هذه الأمة العربية ، وأكثر ما يشغل المواطن العربي في هذه الأيام هو الاطمئنان على مستقبل القضية الفلسطينية والتي باتت مهددة أكثر من أي وقت بفعل الدعم الأمريكي الكامل لسياسات الكيان الصهيوني العدوانية ، وفي هذا نتطلع إلى قمة عربية ترفع الحصار أولاً عن الشعب المحاصر قرابة عام في قطاع غزة والضفة الغربية ، خاصة وأن الجامعة العربية وللتذكير وقبل شهرين تقريباً أخذت قراراً بفك الحصار ولكن على على الأرض لم يحصل شيء .. فهل ستفعل القمة العربية ؟نتطلع إلى قمة عربية تتمسك بالثوابت الوطنية وفي المقدمة منها حق العودة للاجئين الفلسطينيين ، وهنا لايفوتني أن أثمن موقف الإخوة وزراء الخارجية العرب الذين رفضوا أي تعديل على المبادرة العربية يؤدي لشطب قضية اللاجئين ، وهذا الموقف الذي يجب أن يعتمد في القمة العربية ويكرس ويجري التأكيد عليه ، فحق العودة غير قابل للتفاوض وقد كفلته كل المواثيق الدولية ، وهو حق قانوني وشرعي ووطني ، وليس من حق أي احد التنازل عنه . نتطلع لقمة عربية تتوقف عن المراهنات على دولة القطب الواحد والدول الأوروبية والرباعية في إعطاء دولة للشعب الفلسطيني خاصة في ظل الاختلال القائم اليوم في موازين القوى ، فليس هناك من سبب لا يدفع إسرائيل للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م ، وهذه المسألة تتطلب مواصلة النضال الفلسطيني العربي وهذا ما يجب أن تدعمه القمة العربية . نتطلع لقمة عربية تأخذ على عاتقها حماية المسجد الأقصى ومحاربة مؤامرة تهويد القدس ، والتصدي لها بكل ما للعرب والمسلمين من إمكانيات ، فماذا يتبقى للعرب بعد الأقصى وتهويد القدس ، فحمايته واجب وطني من غير المقبول التخلف عنه . ونحن على أبواب القمة العربية يشغلنا ما يجري في العراق من ذبح لأبنائه في كل يوم ، ومن تشريد لمواطنيه حيث أصبحوا لاجئين يزيد عددهم عن أربعة ملايين نسمة في الشتات عدا الآلاف من المعتقلين في سجون الاحتلال ، كل هذا مسؤول عنه الاحتلال وقوات الاحتلال وجيش الاحتلال وقيادة المحتل ، يقومون بكل هذه الأعمال تحت شعار محاربة الإرهاب . أنها فرصة لقادتنا العرب أن يوحدوا الموقف حيال ما يجري في العراق ويعملوا على إخراج المحتل وترك العراق للعراقيين ، ولا نريد من قادتنا العرب إلا أن يقولوا مايقوله الأمريكان اليوم ، تقارير أسباب الحرب كاذبة ، ولا علاقة للنظام السابق مع بن لادن ، لا يوجد سلاح نووي ، صدام تم إعدامه ، ماهو مبرر الاحتلال ؟ يجب أن يخرج موقف واضح وصريح من هذه المسألة من القمة العربية ولا يجوز بل حرام علينا نحن المسلمين أن نبقى في موقف المتفرج حيال القتال والاغتصاب في العراق وأن نخاف الله . ونحن على أبواب القمة العربية نريد توجهات عربية جديدة تؤكد على وحدة العرب وعلى قضاياهم المصيرية ، وتكف عن انشغال بعضهم بالبعض الآخر ، وتتغلب على كل الخلافات الصغيرة ، ويحلون مشاكلهم في البيت الواحد ، ويدركوا أن الأخطار التي تستهدفهم جميعاً ليست عادية ، وبأن دعمهم للعراق وفلسطين سيوقف أي زحف عدواني يسعى للنيل من أي من الأقطار العربية . لاتخيبوا آمال المواطن العربي الذي لا هم له سوى الأمن والاستقرار ولقمة العيش .