الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع وزير الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس
واشنطن / رويترز / 14 أكتوبر :أستضاف الرئيس الامريكي جورج بوش الرئيس الفلسطيني محمود عباس في البيت الابيض أمس الخميس في مسعى لتعزيز موقفه ودفع جهود السلام الهشة التي ترعاها الولايات المتحدة مع اسرائيل قدما. ويعقد الرئيس الامريكي الذي لم يتبق له في السلطة سوى عشرة أشهر محادثات مع عباس في ظل شكوك عميقة ازاء فرص التوصل الى اتفاق سلام في الشرق الاوسط قبل ان ينهي بوش ولايته ويترك البيت الابيض في يناير كانون الثاني القادم. ومن المتوقع ان يطلب عباس الذي ضعف موقفه بعد سيطرة حركة المقاومة الاسلامية حماس على قطاع غزة بعد ان تغلبت على قوات حركة فتح التابعة له من بوش تكثيف ضغطه على اسرائيل التي يزورها في منتصف مايو المقبل للمشاركة في الذكرى الستين لقيام دولة اسرائيل. ولم تحقق المفاوضات بين عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت تقدما يذكر منذ المؤتمر الذي استضافته الولايات المتحدة في انابوليس بولاية ماريلاند في نوفمبر تشرين الثاني الماضي حيث تعهدا بمحاولة التوصل الى اتفاق سلام بحلول نهاية العام. وتحاول الادارة الامريكية فيما يبدو تسريع خطى الدبلوماسية في الشرق الاوسط مرة أخرى بعد ان فشل بوش في تحقيق أي انفراجة اثناء زيارة للمنطقة في يناير كانون الثاني. وصرح مساعدون للعاهل الاردني الملك عبد الله الذي اجرى محادثات في البيت الابيض امس الاربعاء بأنه يسعى من أجل وضع جدول زمني للمفاوضات الخاصة باقامة دولة فلسطينية وهو امر يتردد الرئيس الامريكي حتى الان فيه. وتتوجه وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس الى المنطقة قبل بوش الذي يريد ان يترك ميراثا في السياسة الخارجية يشمل أشياء اخرى غير حرب العراق التي لا تحظى بتأييد شعبي. وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو:“الفلسطينيون والاسرائيليون اوقفوا التقدم. ومن اسباب الرغبة في عقد اجتماعات تسبق رحلته ان نستمع مباشرة من الزعماء حتى نستطيع ان نساعد في معرفة الامور التي يمكن للولايات المتحدة ان تضغط فيها على النقاط الصحيحة من اجل ان تجعلهم يعيدون تنشيط اتصالاتهم مع بعضهم البعض.” ومن المتوقع ان يجد الرئيس الامريكي صعوبة في انتزاع تنازلات جادة من اي من الجانبين مع انتقال اهتمام العالم الان الى من سيخلفه في البيت الابيض في يناير كانون الثاني عام 2009 . وقال عباس وهو يتحدث أول امس الاربعاء امام الجالية العربية في واشنطن انه ملتزم بعقد اتفاق للسلام بحلول نهاية العام لكن هناك فجوات كبيرة بين الموقفين. ودعا اسرائيل الى وقف نشاطات الاستيطان مشيرا الى انها العقبة الرئيسية امام السلام. وتصر اسرائيل -التي تقول ان اكبر مشكلة هي فشل عباس في كبح جماح النشطاء على ان من حقها البناء في المستوطنات اليهودية الكبرى التي تعتزم الاحتفاظ بها بموجب اية معاهدة سلام في المستقبل. ومنذ اجتماع انابوليس توترت الأجواء نتيجة خطط التوسع الاستيطاني الاسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة والعنف داخل وحول قطاع غزة حيث ادت صواريخ حماس التي تطلق عبر الحدود الى رد فعل عسكري اسرائيلي عنيف. ويقول منتقدون ان بوش الذي سخر من نهج سلفه بيل كلينتون في عملية السلام التي فشلت في نهاية فترة رئاسة الرئيس السابق اهمل صراع الشرق الاوسط ويرون انه لم يلق بعد كامل ثقل واشنطن الدبلوماسي وراء هذه الجهود. كما تدور الشكوك أيضا حول مدى تمتع عباس- الذي أضعفه الصراع مع حماس على السلطة واولمرت الذي يرأس تحالفا حكوميا هشا - بالنفوذ الكافي للتوصل الى اتفاق. ويسعى الرئيس الامريكي لدعم عباس الذي تصفه واشنطن بأنه معتدل بعد ان تقلصت سلطته الان الى الضفة الغربية عقب سيطرة حماس على قطاع غزة. ويرى الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر ان استراتيجية بوش لعزل حماس تجيء بنتائج عكسية واجتمع مع قادة الحركة في مصر وسوريا الاسبوع الماضي. وعارضت ادارة بوش اجتماع كارتر مع قادة حماس التي تعتبرها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي واسرائيل منظمة ارهابية وتقول الحركة انها حركة مقاومة مشروعة ضد الاحتلال الاسرائيلي. ويريد عباس الذي يأمل ان يبين للفلسطينيين ثمار عملية صنع السلام ان تضغط الولايات المتحدة على اسرائيل من اجل التوصل الى اتفاق إطاري يحدد المسار نحو تنفيذ حل الدولتين. ومن جانبه أوضح أولمرت انه يفضل التوصل الى قائمة “تفاهمات” مع الفلسطينيين.