في وقت يشهد العالم فيه تفكك وتشطر العديد من الدول والأقطار والمنظومات الكبرى وفي وسط حالة من التمزق التي تسود أوائل التسعينات من القرن الماضي كان لأحفاد سبأ وحمير في أرض السعيدة وبلد الإيمان والحكمة موعدا مع الإنجاز الذي كان بمثابة الإعجاز الذي أبهر العالم وجعله يقف إجلالاً وتقديراً لعظمته وأهميته ، ففي الثاني والعشرين من العام 1990م كان اليمانيون يعلنون للعالم عودة الروح إلى الجسد وتوحيد الصف اليمني بعد فراق جائر وقطيعة ظالمة كان بطلاها الإمامة والاستعمار فشاءت إرادة المولى ومعها عزيمة وإصرار وإرادة القيادة الحكيمة أن ينجلي ليل التشطير الدامس وتتبدى أنوار الوحدة الزاهية في سماء الوطن بإعلان قيام الجمهورية اليمنية ولم الشمل اليمني بعد فرقة مريرة ، وهناك في مدينة الإباء والشموخ عدن ثغر اليمن الباسم رفع فخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح علم الوحدة خفاقاً في سماء عدن في مشهد خفقت لرهبته القلوب واطمأنت النفوس بكت الأعين فرحاً وابتهاجاً بمنجز تحقق بعد أن كان حلماً يراود الجميع ، وبتحقيقه قدم أبناء اليمن لشعوب العالم قاطبة رسالة قوية أن الوحدة هي منطلق النهوض والتنمية والبناء لدولة فتية ونظام سياسي متماسك وثابت ، وقدر اليمنيين أن يكونوا جسداً واحداً ودولة واحدة كواقع جغرافي وبعد تاريخي لا يمكن إنكاره، فوصلت الرسالة وبارك العالم هذه الخطوة التاريخية العظيمة لأنهم يعلمون ما معنى الوحدة وما مكاسبها وماذا سيجني اليمن منها انطلاقاً من تجارب سابقة لهم في هذا الجانب. تجذرت الوحدة وترسخت مفاهيمها في أوساط المجتمع ، أضحت راسخة وقوية وثابتة، صمدت أمام مراهقات البعض ومؤامراتهم الانفصال ودعاة التشرذم والتشطير ومضى موكب الوحدة الوضاء ينشر معاني الولاء والحب للوطن والذود عن حماه. وسارت مسيرتها الظافرة بخطى ثابتة وإرادة قوية تؤسس لنهضة تنموية شاملة في شتى المجالات بعزيمة الرجال المخلصين الأوفياء وتحت قيادة قائد حكيم وربان ماهرقاد السفينة بمهارة القبطان الفذ وعقلية السياسي الحكيم ، إنه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وراعي النهضة وصانع الوحدة والمكتسبات الوطنية المشهودة. وها نحن اليوم نطفئ الشمعة الثامنة عشرة من عمر الوحدة المباركة مستعرضين قائمة لا حصر لها من المكاسب والمنجزات التي شهدها الوطن من صعدة إلى المهرة والتي تشكل لوحة بديعة ومنظراً جمالياً ساحراً ، وتحولاً ديمقراطياً بديعاً ونقلة نوعية في إدارة شؤون الحكم بدءاً بانتخابات أعضاء مجلس النواب وانتخاب رئيس الجمهورية مروراً بإقرار نظام السلطة المحلية وانتخاب أعضاء المجالس المحلية ووصولاً إلى انتخاب المحافظين ومدراء المديريات ، ونهضة شاملة في قطاعات التعليم بمراحله المختلفة وصولاً إلى التعليم الجامعي والتعليم العالي والبحث العلمي والتوسع في إقامة المعاهد المهنية والتقنية والإصلاحات المالية والإدارية والإصلاحات القضائية والطفرة التنموية والخدمية في مجال الطرقات والموانئ والمطارات والجسور والأنفاق والسدود والحواجز المائية ودعم الزراعة والتنمية الزراعية والصحة والسكان والكهرباء والمياه والطاقة والصرف الصحي وحرية الصحافة والرأي والتعبير والتوسع في مجال الإعلام المرئي فيما يتعلق بالفضائيات وتشجيع الاستثمار والسياحة والتطور المتسارع في خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات ، وتعزيز القوة الدفاعية للقوات المسلحة والأمن للذود عن حمى الوطن والدفاع عن مكتسباته الغالية ، وتعزيز مكانة المرأة ودورها في المجتمع وإشراكها في مسيرة التنمية كشريك فاعل لأخيها الرجل في هذا الجانب. تعددية سياسية غير مسبوقة حضور لافت لمنظمات المجتمع المدني ، حضور ملموس في المحيط العربي والإقليمي ، مواقف قومية ثابتة ومتزنة تجاه القضية الفلسطينية والقضايا العربية المصيرية ،مشاركة فاعلة في الاجتماعات والمحافل العربية والدولية.نهضة مبهرة لاينكرها إلا المأزومون والحاقدون على الوطن، واليوم ها نحن نشعل الشمعة التاسعة عشرة من مسيرة البناء والنهضة الوحدوية الشاملة متطلعين نحو تحقيق المزيد من الإنجازات والتطورات العملاقة على طريق بناء الدولة اليمنية الفتية والعصرية تماشياً ومضامين برنامج الرئيس الانتخابي الذي ضم في ثناياه ملامح التوجهات المستقبلية لإدارة عجلة التنمية بصورة أكثر فاعلية من ذي قبل وصولاً نحو مجاراة بلدان العالم في مسيرة نهضتهم وأوجه تطورهم على طريق اليمن الجديد والمستقبل الأفضل. وفي خضم الأفراح والأعياد الوطنية المجيدة لابد أن تدرك الحكومة حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقها وتحسن التعامل معها لما فيه تطور الوطن ونموه وازدهاره ولتكن البداية بالعمل على ترجمة مضامين برنامج الرئيس الانتخابي الذي بموجبة حاز ثقة أبناء الشعب على أرض الواقع كونه لامس جوهر القضايا المرتبطة بالتطوير والتحديث والنهضة التنموية الشاملة ووضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بآلية الأداء والعمل الجاد والمثمر الذي يقود إلى تحقيق أعلى مستويات النجاح وبشيء من التميز والاقتدار. وما يجب أن يدركه الجميع أن وحدة اليمن بمثابة الخط الأحمر الذي لا يجوز لأي فرد كان أن يتجاوزه أو يحاول المساس به فعجلة التاريخ لن تعود إلى الوراء ومن سابع المستحيلات أن يحلم بعض المراهقين والحالمين ممن ارتهنوا للعمالة وباعوا أنفسهم للشيطان وجنوده من الإنس بالعودة باليمن إلى ماقبل 22 مايو 1990م ، فالوحدة قدرنا كيمنيين ولأجلها سنقدم أرواحنا رخيصة لتظل شامخة ثابتة راسخة رسوخ الجبال الرواسي. المجد والشموخ والإباء ليمن الثاني والعشرين من مايو ، والشكر والثناء والعهد بالولاء للقائد للحكيم فخامة الرئيس علي عبدالله صالح في مواصلة مسيرة قيادته الوحدوية المظفرة ، والرحمة والخلود لشهداء الوطن الأحرار الذين سقطوا دفاعاً عن الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية وترسيخ الأمن والاستقرار ، والخزي والمذلة والعار لأعداء الوحدة أعداء الوطن من الخونة والعملاء والمرتزقة والمأجورين. وعاشت اليمن موحدة قوية شامخة الأركان والبنيان سائلين من الله أن يعيد هذه المناسبة علينا وقد تحقق للوطن ما نصبو إليه من رفعة وتطور ونمو وازدهار في شتى مناحي الحياة ، والله من وراء القصد.
أخبار متعلقة